ماذا هناك؟ (رحم الله السيد محمد حسين فضل الله)
أمريكا تريد تكليف ايران وتركيا والكيان الصهيوني بإدارة المنطقة. ولكنها لا تريد أن يختار كل طرف ماذا يريد. ولكن تعمل على فرض ارادتها على الجميع... ولكن بعد أن تأخذ روسيا حصتها المصونة.
الضغوطات قائمة من جميع الأطراف على بعضها البعض وقد وصلت إلى حد الانهاك باستثناء طرف واحد هو الأمريكي البشع.
والواضح جيداً هو أن جميع الأطراف التي ذكرناها موافقة على هذا التنافس. وادعاء البعض بالعداء للكيان الصهيوني هو ذر للرماد في العيون.
عداء الشعوب العربية والشعوب الحرة مع الكيان الصهيوني هو بسبب اغتصابها لفلسطين وليس بسبب توسعها أو عدائها لهذا الطرف أوذاك.
عندما يدّعي البعض أن محوره تمدد، إن كان يُعادي الصهاينة، فهذا يعن أن الصهاينة تراجعوا. الواقع يقول خلاف ذلك: أضافوا الى كيانهم جزءاً من الجولان والضفة الغربية والقدس وهم لا يزالون يهودون أراضي الضفة ويضعون أيديهم على الأغوار.
فكيف تمدد الحلف "المعادي" للكيان الصهيوني؟ تمدد على حساب الدول العربية وليس على حساب العدو الصهيوني والأمريكي.
نستنتج
التنافس بين دول الاقليم الثلاث والتي لا تعادي بعضها بعضاً، إنما تتنافس على بلاد العرب، سوف يصل الى نتائجه الباهرة تحت ادارة المايسترو الأمريكي.
لو أن الايراني والتركي يريدان بناء اقليم معاد للعولمة النيوليبيرالية المعادية لشعوب منطقتنا برمتها، كان عليهما أن يتجها الى التكامل الاقتصادي بين جميع دول الاقليم بصرف النظر عن الأنظمة القائمة. هذا التكامل يؤدي حتماً الى لجم الادارة الأمريكية والكيان الصهيوني عن فرض ارادتيهما على دولنا كما يحصل حالياً. أصبح الكيان الصهيوني في مياه الخليج رسمياً.