جانب القراء المحترمين،
لا يخفى على أحد أن اللغة الأم هي حاملة الثقافة والقيم والهوية لأي شعب من الشعوب. من هنا فان الاهتمام بها هو دليل على جدية الانتماء الى الهوية القومية والحضارية والتمسك بقيمها الثقافية ومنها الدينية.
انطلاقاً مما تقدم، أقوم بمقاربة تأخذ الطابع التربوي والتعليمي ابتغاء حل اشكالية تعليم القراءة التي يعاني منها "المتعلم" العربي. وهذه المقاربة تعتمد آخر مستجدات العلم الحديث في هذا الميدان. كما وأنها ليس لها أية غايات تجارية، انما هي قيام بواجب يعبر عن انتمائنا لهذه الأمة وضرورة خدمتها.
وعليه أرجو من حضراتكم استمطار المساهمات في التعليق على مضمون هذه المقاربة من حضراتكم وممن يرى عنده الامكانية على ذلك ابتغاء تقويم هذا الجهد خدمة لمتعلمي أمتنا. ولكم منا كل الشكر والأجر من الله العزيز الكريم.
حسن ملاط
التعليق يكون اما على البريد الالكتروني أو على الهاتف.
hassanmallat@hotmail.com
أما من يريد مناقشتنا مباشرة فيمكنه ذلك على الهاتف وذلك عند الساعة العشرين حسب توقيت غرينيتش على الرقم 9616401153 ولكم الشكر.
كتاب المعلم
مقدمة
ان حمّى التحدث عن تعلّم القراءة في المدارس تكاد تصيب جميع دول العالم، ذلك أنه لا امكانية للتّقدّم العلمي والثّقافي من دون القدرة على القراءة. ولكن لحسن حظ أمّتنا أنّ هذه الحمّى لمّا تصل الى بلادنا العربية، ذلك أننا ولله الحمد محصّنون ازاء أيّ تفكير باقتحام العقبة، على ما جاء في الكتاب الكريم.
لقد نشرت مؤسسة الفكر العربي تقريراً عن الحالة الثقافية في بلادنا العربية، وكان نصيب القراءة منها "أن هناك 4% من القراء في البلاد العربية بالنسبة للقراء البريطانيين". وهذه النتيجة كارثية، ولكنها تصبح كارثية أكثر اذا علمنا أن البريطانيين لا يُعتبرون قُرّاءً من الدرجة الأولى.
مع أهمّية هذا التقرير ولكن مايزيد أهمّية عليه بحدّ ذاته هو انعكاس هذا التقرير على الممسكين بقرار تعليم أولادنا، أولاد أمتنا. لم نسمع عن ورش عمل في مختلف البلاد العربية لدراسة هذه النتائج التي كانت معلومة منذ أمد بعيد. فالجميع كان يعلم أن كمية الكتب التي تطبع في العالم العربي لا تعادل شيئا بالنسبة لأي بلد أوروبي، ومع ذلك بقي القديم على قدمه، أعني من دون اهتمام من أصحاب القرار.
معظم الدول الأوروبية تجري تقييما سنويا يطال جميع طلابها الذين سينتقلون الى مرحلة التعليم المتوسط، ومن ضمن التقييمات التي يجرونها، يقيّمون امكانية الولد على القراءة. وقد تبين أن هناك معامل (coeficient ) يكاد يكون ثابتا عند المتعثرين في القراءة وهو حوالي 20% من عدد الطلاب. ومنهم من يمكن أن نسميه أمّيا في القراءة، هذا مع العلم أنه قد أمضى في التعليم ثلاث سنوات في الروضات وخمس أو ست سنوات في التعليم الابتدائي(تبعا للنظام المتبع في كل دولة)، ومع ذلك أطلقوا عليهم لقب "أميين". ما يهمنا من ايراد ما تقدم هو كيفية تعامل السلطات المختصة مع تلك النتائج: راحت تلك السلطات تدرس الأسباب التي أدت الى هذا التعثر. لذلك رأينا هذه الدول تغير طرق تعليم القراءة انطلاقا من نظريات علم النفس التربوي أو انطلاقا من النظريات التي يبثها التربويون. ولكنهم لم يكونوا سلبيين ازاء هذه الظاهرة.
تمكن أحد المراكز الذي يهتم بمحو الأمية في الولايات المتحدة الأمريكية و يدعى (NICHED ) تمكن من الوصول الى نتائج قيّمة جدا أدت الى نقلة نوعية في موضوع تعلم- تعليم القراءة للمبتدئين ( وعندما نقول مبتدئين نعني الكبار والصغار على السواء). لقد تمكن هذا المركز من نقل موضوع تعلم القراءة من الاحتمالات والفرضيات الى الحقائق العلمية الثابتة، التي لا يمكن مناقشتها، أي التي تفرض علينا القبول بها.
ازاء ما تقدم قررت أن أبدأ بتأليف كتاب للقراءة للمبتدئين يتناسب مع جميع ما توصل اليه العلم الحديث بالنسبة لهذا الموضوع.
وعليه عليّ أن أشير أن مشروع تأليف الكتاب لا يبغي الربح المادي، انما يعمل على سد ثغرة كبيرة في موضوع تعلم-تعليم القراءة عند الطفل العربي أو الأمّي العربي (أي الذي دخل الى ميدان العمل). لذلك سوف أنشر هذا الكتاب على الانترنت حتى يتمكن أي كان من الحصول عليه من دون الرجوع اليّ، ومن غير منّة منّي لأي كان، لأنني سوف لن أتمكن من معرفة الذين سيستفيدون من هذا الكتاب.
الأسس النظرية للطريقة الجديدة في تعليم القراءة
الطرق المستخدمة في تعليم القراءة:
جميع الدول العربية تستخدم الطريقة الكلية أو المجملة (Globale ) في تعليم القراءة. ومن لا يستعمل هذه الطريقة فانه يستخدم الطريقة المختلطة (Mixte ) والتي تكون انطلاقتها مجملة أو كلية.
والطريقة ذات الانطلاقة المجملة أو الكلية تبدا بتعليم الطفل "جملة" أو "عبارة" أو "كلمة" تحوي الحرف الذي يريد المعلم تعليمه للطفل. بعد مساعدة الطفل على قراءة هذه الجملة نصل بالأطفال الى مرحلة تحليل الكلمات التي تحوي الحرف المراد تعليمه، فنُبرز هذا الحرف للطفل ونعلمه اياه وندربه على كتابته وحفظه. وهكذا الى ان يتعلم الطفل جميع الحروف.
أما الطريقة الأخرى التي كانت مستخدمة في تعليم القراءة فهي "الطريقة الأبجدية" أو "الهجائية". هذه الطريقة تبدأ بتعليم الطفل الأحرف الأبجدية، ومن ثم نبدأ بتعليم الطفل دمج الأحرف فيما بينها لتأليف مقطع فكلمة وبعدها نصل الى الجملة فالنص. وهذه الطريقة كانت مستخدمة في جميع بلاد المعمورة قبل الانتقال الى الطريقة المجملة وذلك منذ عدة عشرات من السنين فقط.
ومن الجدير ذكره أنه بدأ بالطريقة المجملة أحد الأساقفة البلجيك انطلاقا من نظرية ال"جشطالت" في علم النفس التي تدّعي بأن ادراك الأشياء يكون مجملا وليس تفصيليا، لذلك علينا البدء بتعليم الكلمة وليس مكوناتها. وحيث أن كل جديد له "رهجة" فقد تبنى التربويون هذه الطريقة لأنه لم يكن بامكانهم القول أن هذه الطريقة خاطئة، كما وأنه لم يكن بامكانهم التأكيد على صحتها. فهي قد بدأت من تصور، من احتمال، أو فرضية. فنفيها يستدعي حقيقة علمية وليس فرضية كما فعل أصحاب الطريقة المجملة عندما عملوا بها. ما تقدم لا يعني أنه ليس بامكان أي كان أن يضع فرضيات أخرى ثم يعمل من خلالها، علما أن جميع النظريات تبدأ بفرضية.
لماذا نتحدث عن طرق تدريس القراءة؟
بعد النتائج الكارثية التي تحدثنا عنها في الأسطر السابقة التي تتعلق بتعلم أطفالنا للقراءة، كان لا بد من اعادة النظر في جميع طرائق التعليم. ماهي النتائج التي توصل اليها الدارسون والباحثون؟ لقد تبين لهؤلاء أن الطريقة المستخدمة في تعليم القراءة هي التي تؤدي الى التجهيل وعدم التعلم من قبل الأطفال. أي ليس أولادنا هم المعوقين انما الطريقة المستخدمة في التعليم هي التي تؤدي بالطفل أن يصبح يعاتي من"الديسلكسيا" (Dyslexie ) أي صعوبات تعلم القراءة. وهذا المرض الذي يظهر عند الطفل هو من النوع ذي التجليات "الكاذبة" أي ما يسمى (Fausse Dyslexie ) و الذي يصاب به الطفل نتيجة استخدامنا طريقة خاطئة في التعليم. فيصبح الطفل عندها وكأنه يعاني من الديسلكسيا، نقول "كأنه" لأن الديسلكسيا هي مرض فعلي (نوع من التشوه في الدماغ Anomalie dans le cerveau )، أما الولد الذي لم يتمكن من تعلم القراءة لا يعاني فعليا من هذا المرض، انما طريقة التعليم هي التي أدت به الى عدم التعلم مما جعلنا نعتقد بأنه يعاني من هذا المرض.
هل جميع الأطفال متشابهون ازاء طرق التعليم؟
من شبه المسلم به أن كل صف يتألف من ثلاثة أصناف من التلاميذ، وهم موزعون بالشكل التالي: حوالي 5% من المتفوقين كما يوازي هذا الرقم أو أقل قليلا من المتخلفين و القسم المتبقي هم من المتوسطي الذكاء. وكل فئة من هذه الفئات الثلاث تقسم بدورها الى فئات مختلفة. ولكن ما يهمنا نحن هم الفئة الكبرى، لأن التخطيط الذي نقوم به يجب أن يهتم بهذه الفئة. أما المتميزون فيمكن أن نسلك معهم في الصف بشكل مختلف قليلا عن أقرانهم. أما المتخلفون فيجب أن يكون لهم صفوف خاصة.
طريقة التعليم التي يجب تعميمها هي التي تختص عادة بالفئة الكبرى من التلاميذ. لذلك لا يمكن القياس على المتميزين من التلاميذ عندما نتحدث عن طرق التعليم. فهناك فئة من التلاميذ يمكنها أن تتعلم القراءة من خلال أية طريقة يستخدمها المعلم. ولكن نجاح الطريقة في تعليم القراءة يجب قياسها من خلال الفئة الكبرى من التلاميذ، أي الفئة المتوسطة الذكاء. لذلك فان التقييمات التي تقوم بها المؤسسات أو الوزارات المختصة تهتم بالفئات الأكثر عددا وهذا هو المعول عليه وهو الصحيح قطعا. فما يمكن القياس عليه هو الأكثرية، وهو ما نقوم به في عملنا. أي نحن نبغي تسهيل التعليم على جميع الأطفال باستثناء المتخلفين عقليا، وهؤلاء يكون تعليمهم مختلفا عن الآخرين.
أهم المستجدات في عالم تعلم- تعليم القراءة للمبتدئين:
لقد اتفق جميع الدارسين أن الدماغ هو المسؤول عن التعلم، أو لنقل عن العمليات التي تتعلق بالفكر. ولم يكن بامكان أحد أن يعرف ما الذي يجري في الدماغ عندما يمارس أي عملية فكرية. فلم يكن بامكان أحد أن يطلع على جوف الدماغ. لذلك رأينا العلماء يبثون احتمالات أو فرضيات الى ما يجري داخل الدماغ، وهذه الفرضيات لم تصل اطلاقا الى ما يسمى حقيقة علمية. كانت فرضيات وبقيت كذلك الى أن تمكن العلماء من اختراع الآلة التي يتم من خلالها ما يسمى بالتصوير بواسطة الرنين المغناطيسي الوظيفي (IRM f ). لقد أصبح العلماء قادرين على رؤية العمليات التي تجري داخل الدماغ نتيجة هذه التقنية. وكانت الثورة، ثورة القضاء على الفرضيات والاحتمالات للوصول الى الحقائق العلمية بالنسبة لتقنيات تعليم القراءة للمبتدئين!
1 – نحن نعلم أن هناك نوعين من اللغات، اللغات التصويرية (Pictogrammique ) مثل اللغة الصينية واليابانية، واللغات الهجائية (Alphabétique ) مثل اللغة العربية والفرنسية. أما الفروقات بين هذين النوعين هو أن الرمز في اللغات التصويرية يمثل فكرة، بينما الرمز في اللغات الهجائية يمثل صوتا لا يحمل أي معنى. هذا الاستهلال حتى نبين أن الدماغ يتعامل مع تلك اللغات بطرق مختلفة. فالرمز الذي يمثل فكرة يعالجه الدماغ في القسم الأيمن منه (Hémisphère droit )، أما الكلمة فلا يقبل الدماغ أن يعالجها في هذا القسم انما يبعثها الى القسم الأيسر (Hémisphère gauche ) لأن هذا القسم هو المسؤول عن التحليل.
ان عدم قبول الدماغ للكلمة على أنها صورة سوف يؤدي الى أن يقوم الدماغ بتحليلها الى عناصرها، أي الى الحروف التي تكوّن هذه الكلمة. وهنا تكمن أهمية اختيار طريقة التعليم. فالطريقة المجملة التي تعلم الكلمة من دون البدء بعناصر هذه الكلمة، سوف تؤدي الى ما يلي:
• عندما ترى العين الكلمة بواسطة ما يسمّى Fovéa (النقرة) تنقلها الى القسم الأيمن من الدماغ على أنها صورة ولكن الدماغ يرفضها لأنها مؤلفة من عناصر (الحروف) عندها ينقلها بدوره الى القسم الأيسر المسؤول عن التحليل، فيقوم هذا الأخير بتحليلها الى عناصرها المكونة. ويقوم ببعث كل حرف الى القسم المسؤول عن الذاكرة حتى يتمكن من اعطاء الأمر للفظ الحرف، وحيث أنه (أي الطفل) لم يتعلم الحروف، يرى الدماغ بأنه لا يوجد شيء له علاقة بهذه العناصر في الذاكرة، يروح الولد الى بث احتمالات للفظ هذه الكلمة. هذا ما يحصل مع الطفل عندما يتعلم بالطريقة المجملة.
• الوقت الذي يجب أن يستغرقه الطفل لقراءة الكلمة هو 20 ميليثانية لو أنه يعرف جميع مكونات أو عناصر الكلمة التي عليه قراءتها، ولكن في حال عدم معرفة الحروف يصبح الوقت المتوسط حوالي ال300 ملليثانية، لأن القسم الأيسر من الدماغ سوف يضطر في كل مرة الى التفتيش على ما يوجد في الذاكرة مما يشابه الحرف المراد قراءته. النتيجة هي أن الطفل لا يتوصل الى القراءة الصحيحة. وفي حال توصل الى القراءة يكون قد خسر خمسة عشر ضعف من حياته هي الفرق بين ال20 و ال300 مليثانية، وهذا من غير ذنب اقترفه.
• ان حجم الحرف ليس له تأثير على عملية تعلم القراءة فهو لا يساعد ولا يعسق عمل النقرة.
2 – لقد تبين أن القسم المسؤول عن الرؤية في العين هو Fovéa (النقرة)، وهذه المنطقة الصغيرة جدا الموجودة في وسط الشبكية، لا يمكنها رؤية سوى من سبعة الى تسعة حروف في المرة الواحدة. نضيف الى ما تقدم أن الرؤية لا تتم مرة واحدة، انما العين ترى في كل مرة ما بين سبعة الى تسعة حروف. وقراءتنا المتتالية هي مظهر غشاش يبين وكأننا نقرأ مرة واحدة. أما علاقة ما تقدم بطريقة التعليم هو أنه في حال لم يكن الطفل (أو الشاب) يعرف مكونات الكلمة سوف يضطر الى عدد غير معروف من (النظرات) أو (Saccades ) من العين حتى تتمكن من الوصول الى القراءة بواسطة العمليات التي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة. ان هذا التفصيل (مع الكثير من الاختصار) حتى نعلم جميعا مدى الظلم الذي نقترفه بحق أطفالنا عندما نعلمهم القراءة بطريقة لا تتناسب مع آلية عمل الدماغ.
ملاحظة: لقد تبين للعلماء وجود هذه الظاهرة: أن العين عند القراءة تحاول أن تسابق الوقت وذلك باتجاه القراءة اذا كانت من اليمين الى اليسار أو بالعكس، فسبحان الله.
3 – لقد تبين أن مجمل المحسنات التي نقوم بها غير مستندين على أي كشوفات علمية لتحسين القراءة عند الأطفال ليست صحيحة بالمطلق.
* الكتابة بواسطة الألوان: بينت الدراسات أن هذا السلوك يؤدي الى لفت نظر الطفل عن القراءة الى التفرج على الألوان. فالألوان تلعب دورا بالاعاقة وليس بالترغيب.
* الصور: كما تبين أيضا أن وجود الصور يجعل الولد يتطلع الى الصور بدل النظر الى الكلمات، فيقرأ الولد ما له علاقة بالصور وليس الكلمات المكتوبة.
* النتيجة أن كتب تعليم القراءة للمبتدئين يجب أن تكون بالحرف الأسود على مساحة بيضاء لأنها تريح النظر، ومن غير وجود لأية تصاوير.
4 – يجب تعليم الحرف كما يلفظ وليس اسم الحرف كما كان يفعل أصحاب الطريقة الهجائية. فعندما نعلّم الطفل حرف "ب" مثلا على أنها "باء"، فكأنما نجري مساواة بين طرفين غير متساويين:
ب = باء
أي حرف واحد يساوي ثلاثة حروف وهذا غير صحيح قطعا. أضف الى ذلك أنه في حال أراد الطفل أن يلفظ الحرف كما تعلمّه، فماذا عليه أن يفعل؟ يقرأ "بدر" على سبيل المثال : باء، دال" راء؟ لأنه تعلم كذلك؟
أما ما يفعله أصحاب الطرق ذات الانطلاقة المجملة أو الكلية فهم يعلمون الطفل الحرف وكأنه ساكن، كأن نلفظ الحرف "ب" وكأنه "بﹾ". وبذلك نقع في الاشكال الذي يجعل من"ب" = "بﹾ" وهذا خطأ.
من هنا علينا تعليم الطفل كل حرف كما يلفظ تماما. أي أن التعليم يكون مباشرة للصوتم (Phonème ) مع الرواسم التي تمثله. ففي اللغة العربية لكل صوتم عدة رواسم (Graphème )، مثال ذلك:
بَ = ﺒَ = -ﺒَ = -بَ = ba بالفرنسية
وكذلك بالنسبة للضم والكسر والسكون.
عـﹸ = ـعـﹸ = ـعﹸ = عﹸ
هـﹺ = ـهـﹺ = ـهﹺ = هﹺ
ﺘﹾ = ﺕﹾ = ﺔﹾ = ﺓﹾ
كما وعلينا اضافة المد. هناك ثلاثة مدود: مثال ذلك (فا ، فو ، في). نجد بأن أكثر الكتب المستخدمة تتعامل مع مد الفتح بصورة خاطئة. مثال ذلك نكتب : "با" مع وضع الفتحة على "ب" ونحن نعلم أن لفظ الباء مع المد يحول لفظ بﹶ من ba بالفرنسية الى ما يشبه لفظ الباء في الكلمة الانكليزية bad أي أن الفتح يصبح مائلا. وهذا خطأ. ان افتراضنا بأن الطفل لا يأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار يجعلنا نتجاوز عن هذه الأخطاء. ولكن من قال بأن من حقنا أن نعلم الطفل بطريقة خاطئة افتراضا منا بأن الطفل لا يتأثر بهذا التعليم الخاطىء!
* كما وأن أكثر المدرسين يعلمون الحرف بلفظ خاطىء أيضا مثال ذلك : نعلم الطفل حرف التاء اما بلفظه "تاء" وقد بينا أن هذا خطأ، ومنهم من يعلمه التاء بغير حركة على أنها "ته" وهي ليست كذلك. والنتيجة أنه لا يمكننا، وليس من حقنا أن نعلم الحرف الا كما يستخدمه الطفل أو بالكيفية التي عليه استخدام الحرف فيها.
* تؤكد الطريقة الكلية أو المجملة على أن الطفل عليه أن يعرف من النص "الكلمة المفتاح"، وليس جميع معاني الكلمات. فما يهم المعلم أن يتوصل الطفل الى معرفة صور الكلمات ولفظها ان أمكنه ذلك. وقد تبين أن العامل الأهم بغربة شعبنا عن القراءة (المطالعة) هو تعلمه بالطريقة المجملة التي تمنع الطفل من امكانية الانفتاح على المعنى، معنى الكلمات التي يقرأها، وهذا ما يجعل الطفل لا يتمتع بالقراءة (المطالعة) لأنه لا يفهم ما يقرأ. ولا يصبح الانسان قارئا الا اذا بدأ بالقراءة منذ الصغر وتمتع بقراءته. فعملية رعاية اللغة، لغة الأم، وتطويرها منذ الأيام الأولى لحياة الطفل تعتبر العامل الأكثر أهمية من بين العوامل التي تساهم في بناء وتطوير مهارات التعلم والكفاءات الحياتية الاجتماعية والانفعالية والأكاديمية على حد سواء.
* اكتساب مبادئ القراءة والكتابة ليستا بالمهام السهلة على الأطفال. أثبتت الأبحاث في السنوات الأخيرة بأن اكتساب القراءة والكتابة لا يحدث كرد فعل تلقائي لانكشاف الطفل لبيئة مليئة بالمواد المكتوبة حتى ولو أثارت هذه البيئة حب أستطلاعه أو حفزته على المعرفة وأثارت تساؤلاته. تعلم القراءة واكتساب مبادئها يحتاجان الى وساطة الأولياء أو المربين لمساعدة الطفل على فهم مبادئ النظام الأبجدي بأساليب متعددة وبوسائل متنوعة.
الطفل الذي يتربى في محيط "متمدرس" (Scolarisé ) أو متعلم، بمعنى وجود كتب في البيت يكون مؤهلا لتعلم القراءة أكثر من الأطفال الموجودين في محيط مختلف. ولكن ما تقدم لا يعني أنه يمكننا تجاوز تعليم الطفل أدوات القراءة (رواسم – صواتم). روسم = Graphème - صوتم = Phonème حسب "المنهل" لصاحبه "سهيل ادريس".
ملاحظة: لقد تنبهت دولة الامارات العربية المتحدة الى ضعف القراءة عند الأجيال فوضعت برنامجا لتنشيط القراءة عند الأطفال، اعتقادا من المسؤولين بأن تأمين قصص جميلة للأطفال هو عامل كاف لحفز هؤلاء على القراءة، متجاهلين بأن العامل الأهم للرغبة في القراءة هو قدرة الطفل على فهم ما يقرأ بعد أن يتمكن من القراءة، أي فك رموز القراءة. وحيث ان الطريقة المستخدمة لتعليم القراءة في دولة الامارات هي الطريقة ذات الانطلاقة المجملة، فيمكنني أن أؤكد من الآن أن هذا الجهد سوف يذهب هباء. رب قائل أن هناك الكثير من الأطفال يتعلمون القراءة بالطريقة المستخدمة. أقول أن كلمة "الكثير" تحمل الكثير من المبالغة، لأن مراقبة نسبة التسرب تعطينا فكرة جيدة عن المخاطر التي تحملها طريقة التعليم، وكمية هذا "الكثير".
كيف نختار كتاب تعليم القراءة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق