المذبحة.. ليست النهاية
حسن ملاط
فتح جيش كامب ديفيد النار على الشعب المصري وأوقع المئات
من القتلى والآلاف من الجرحى. هذه هي المهمة المكلف بها. فالولايات المتحدة التي
تموله وتمنع الخبز عن الشعب المصري، إنما "تسمن" الوحش لحماية إسرائيل
من الشعب المصري. ولكن الذين كان عليهم وعي هذا الموضوع أهملهوه حتى وصلنا إلى ما
وصلنا إليه.
1 – شارك شباب الإخوان
المسلمين بفعالية بثورة 25 يناير. أما القيادات فكانت تعمل من "تحت
الطاولة" على التفاوض مع رموز نظام مبارك، وعلى رأسهم عمر سليمان. ولكن حركة
الناس لم تنتظر هذه المفاوضات، فقد قلبت الطاولة على الرئيس ونائبه والمفاوضين.
وانتصرت الثورة. ولكن قيادة الإخوان لم تتعلم شيئاً من وقائع هذه الثورة. لذلك ما
أن تمكنت من إمكانية الإستئثار بالسلطة حتى فعلت ذلك.
2 – لم يعرف الإخوان السبب
الذي من أجله ثار الشعب المصري على حكامه. والدليل على ذلك أن الرئيس الإخواني لم
يستصدر قرارات تستجيب لمطالب الشعب الثائر. في ال100 يوم الأولى لحكم الرئيس مرسي
حصل 300 إضراباً ذا طابع مطلبي.
ما فعله مرسي هو أن فتح مفاوضات مع البنك الدولي من أجل
الحصول على قرض بقيمة 4,8 مليار دولار. وحيث أن شروط البنك الدولي تقوم على منع
دعم السلع الأساسية للشعب، فيكون هذا القرض مضاداً للناس وليس من أجل مصالحهم.
هجم الناس الذين تظاهروا ضد إسرائيل على السفارة الصهيونية،
وهرب السفير وزبانيته. بدلاً من إقفال السفارة وطرد السفير، بعث الرئيس مرسي
برسالة ودية لما يسمى رئيس أسرائيل.
تظاهر الناس ضد بيع مبارك لأملاك الشعب المصري لزبانيته.
لم يقم مرسي بإعادة أملاك الشعب المصري للقطاع العام.
فجر مجاهدو الشعب المصري أنابيب الغاز التي تسرق الغاز
المصري وتسلمه لإسرائيل أكثر من 7 مرات، ومع هذا لم يُصدر مرسي قراراُ بمنع وهب أملاك
الشعب المصري للعدو الإسرائيلي...
3 – هلل المصريون لإقالة
مرسي لقيادة الجيش، ولكنه اختار قيادة جديدة لا تقل سوءاً عن القيادة القديمة،
معللاً ذلك بأن عائلة سيسي تصلي. نسي الرئيس مرسي أن من هدم الكعبة المشرفة كان
يصلي إماماً بالمصلين. ونسي أيضاً بان سيسي هذا هو مهندس العلاقات الصهيونية
المصرية. وناسياً أيضاً أن جميع كبار الضباط لا يصلون إلى هذه الرتب إلا بموافقة
أمريكية ومن ورائها صهيونية. من اجل ذلك كان عليه أن يختار ضابطاً وطنياً لم تفسده
المخابرات الأميركية من أجل تسلم هذا المنصب. علماً أن المخابرات الأميركية قد
نشرت تقريراً تضمن أن جميع الضباط ما تحت رتبة عقيد هم من الوطنيين والناصريين.
كما أن الرئيس لم ينزع من الجيش ما يستأثر به من خيرات الشعب المصري ما يساوي 40%
من الإقتصاد المصري إلى جانب الرشوة الأمريكية ومقدارها 1,3 مليار دولار.
4 – عزل الجيش المصري الإخوان
المسلمين عن جماهير الشعب المصري باختراع تحالف عريض، ليست المخابرات المصرية
بعيدة عنه. حيث أن هذا التحالف لم يستولد قيادات ذات ثقل جماهيري. وقام بانقلابه
العسكري المغطى. لم تكن تحركات الإخوان المسلمين بالرد على الإنقلاب موفقة. فقد
عزلوا أنفسهم في ميدان النهضة ورابعة العدوية مما سهل على الجيش قتلهم وتشريدهم. ووقعت
المجزرة..
5 – السكوت على استيلاء
الجيش على السلطة وعزل الرئيس الشرعي المنتخب، غير مقبول. كما أنه ليس مقبولاً
أيضاً استخدام أساليب انتحارية للرد على الظلم. من أجل ذلك على الإخوان المسلمين
ابتكار أساليب جديدة في النضال من أجل إعادة الديموقراطية إلى مصر، ومن أجل محاكمة
المسؤولين عن المجزرة الموصوفة كما نقلت وكالات الأنباء الجادة.
هذه الأساليب يجب أن تتسم بتأمين أكبر قدر من الحماية
للناشطين من قبل الناس الذين يؤيدون هذا الحراك وعدم السماح للأجهزة الأمنية
بالتنكيل بهؤلاء المناضلين. هذا ما يحتم أن تكون السمكة في الماء، أي أن يحتمي
المناضل بجمهوره. ومن المعروف أن أكثر جمهور الإخوان هو في الريف. والريف يملك
القدرة على الصمود والإستمرار أكثر من المدينة.
6 – الحكم القائم اليوم هو
عدو للناس ولا يملك أي قدر من الوطنية، من أجل ذلك لا بد من أن يقوم الإخوان بتحديد
شعارات المرحلة وطنياً، إقتصادياً وسياسياً لخلق تحالف عريض يقود النضال من أجل
إعادة الديموقراطية للشعب المصري.
الإنسان الجاد هو الذي يستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين.
وكل من يمارس العمل يخطىْ وخير الخطائين التوابون. أولم يسيروا في الأرض فينظروا
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم...
16/8/2013