الشيخ ابراهيم
الصالح
الدكتور جوزيف
عبدالله
حسن ملاط
أحب الرئيس
الأمريكي ترامب وصهره كوشنير أن يُعطيا تصفية القضية الفلسطينية اسماً مخففاً لا
يُخيف من يُريد الانخراط فيها، فكان هذا الاسم: صفقة القرن.
أولاً
أعلن الكيان
الصهيوني أنه يريد أن تكون القدس من ضمن منهوباته. وكان له ما أراد بهبة علنية من
ترامب.
وهذا ما حصل أيضاً بالنسبة للمستعمرات التي أقامها في الضفة الغربية المحتلة.
وهذا ما حصل أيضاً بالنسبة للمستعمرات التي أقامها في الضفة الغربية المحتلة.
أما بالنسبة لهضبة
الجولان السورية فقد كانت هبة (على البيعة) من الرئيس الأمريكي.
ثانياً
صفقة القرن ما هي
إلا شرعنة المنهوبات، أي إعطاء اغتصاب القدس و"المستوطنات"، صفة الشرعية
القانونية الدولية بموافقة الفلسطينيين وبشهادة المسؤولين العرب وغيرهم من الذين
سيشاركون في هذه المسرحية.
ثالثاً
ما يريده
المسؤولون الصهاينة أصبح ملك أيديهم باستثناء التوقيع الفلسطيني والعربي.
كيف تتم مواجهة
صفقة القرن حالياً؟
أ – السلطة
الفلسطينية، وعلى لسان رئيسها عباس، قالت أنها ترفض صفقة القرن ولكنها على استعداد
لمفاوضة العدو الصهيوني. علماً أنها لم توقف التنسيق الأمني مع العدو لمجابهة
مقاومة الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة. وهذا يعني أن عباس يريد المفاوضة من أجل
المفاوضة كما حصل فعلاً منذ اتفاق أوسلو حتى اليوم.
ب – أما سلطات غزة
فهي تريد مفاوضة العدو عبر مصر من أجل هدنة طويلة مشروطة برفع الحصار عن غزة...
إلى جانب شروط أخرى ليس من ضمنها انسحاب العدو من فلسطين.
إستدراك
لا داعي للتكرار
أن العدو يُهَوِّد القدس ويُهَجِّر أهلها وأن الاستيطان لم يتوقف.
السؤال الأول: إذا
وافق العدو على مفاوضة عباس، فهل يكون العدو قد تخلى عن القدس والمستوطنات وأعاد
أراضي ال67 للسلطة الفلسطينية؟
السؤال الثاني: في
حال نجحت المفاوضات الحمساوية الصهيونية برعاية مصرية، ما هو التقدم الايجابي
بالنسبة للقضية الفلسطينية التي تقوم على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر؟
السؤال الثالث: في
حال نجاح التحركات القائمة حالياً ضد صفقة القرن، ما هو الأمر الإيجابي الذي يكون
قد حصل عليه الشعب الفلسطيني؟
الأجوبة على هذه
الأسئلة معروفة!
من هنا يمكننا
القول أن التحركات القائمة حالياً ضد صفقة القرن هي فولكلورية فقط.
كيف نجابه صفقة
القرن؟
ما كان مطروحاً
دائماً هو ايجاد حل للقضية الفلسطينية. أما ما قبلت به منظمة التحرير الفلسطينية
والمنظمات غير المنضوية في إطارها، فهو إقامة سلطة "وطنية" على ما تبقى
من أراضي ال67 سواء في الضفة الغربية أو غزة. ولكن صفقة القرن هي تصفية قضية الشعب
الفلسطيني، مرة وإلى الأبد. لذلك، لا يمكن أن تكون مجابهة هذا الأمر بنفس الطريقة
التي تمت فيها مجابهة محاولات تقاسم أراضي فلسطين التاريخية بين العدو من جهة
والمنظمات الفلسطينية من جهة أخرى.
ما يجب القيام به
حالياً هو خربطة جميع الحلول التصفوية المطروحة، خربطة تُعيد مسألة استعادة فلسطين
التاريخية من قبل الشعب الفلسطيني، موضوعاً راهناً.
الشعار الذي يُحقق
استعادة الفلسطيني لحقه هو "حق المواطنة" في فلسطين لكل فلسطيني وعودته
إلى وطنه وبيته.
إن حق المواطنة هو
التطبيق العملي لحق العودة الذي تضمنه القرار 194 الصادر عن المنظمة الدولية والذي
يكفل للفلسطيني، كفرد، حق الحصول على التعويض لإعادة بناء مسكنه الذي هدمته
العصابات الصهيونية.
العمل على هذا
الشعار ينقل قضية الشعب الفلسطيني من التصفيات على مراحل إلى النضال، داخل فلسطين،
بين من يريد فلسطين وطناً نهائياً له ولأولاده وبين من يريد اعتبار فلسطين
"مستعمرة" أو "مغتصبة" يتم استنزافها وتركها بعد ذلك والتفتيش
مجدداً عن مكان إقامة جديد يليق به كمنتم إلى عصابة تضرب حيث ترى امكانية للنهب.
ختاماً
لم يعد بإمكان
الشعب الفلسطيني أن يكون حقل تجارب لمختلف القوى التي تريد أن تستثمره من أجل
تحقيق مشاريعها الخاصة، القومية منها أو الاستعمارية. آن لهذا الشعب أن يتوجه إلى
هدفه من غير لف ودوران. آن لهذا الشعب أن يكون في مجابهة مع عدوه المباشر. مجابهة
تكون نتيجتها عودته وإقامته في وطنه التاريخي.
لا يمكن لمن
يستثمر في الحروب البينية أن يكون صادقاً في دعمه لقضية الشعب الفلسطيني. كما لا
يمكن القول أن الكيان الصهيوني هو العدو ومقاتلة غيره.
مجابهة التصفية النهائية للقضية الفلسطينية تتم
بنقض جميع الحلول التي لا تتضمن العودة الفورية للفلسطيني إلى أرضه والتمتع بحق
المواطنة المنجز. وهذا الأمر يتطلب التخلي
عن السلطة في الضفة وغزة واعتبار العدو مسؤولاً عن إدارة كل شيء تبعاً للمواثيق
الدولية بمسؤولية المحتل، والانصراف إلى المقاومة بجميع أشكالها. أو الانصراف إلى
القتال مع الاحتفاظ بمناطق محررة (إن أمكن) دون الدخول في تفاوض وتنسيق مع العدو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق