حسن ملاط
بعد انفجار مرفأ بيروت الكارثي بخمسة أيام،
أي في التاسع من آب من السنة المنصرمة، تقدم الرئيس حسان دياب باستقالة حكومته
التي قبلها رئيس الجمهورية.
وكان من المفروض أن يدعو رئيس الجمهورية الى
استشارات نيابية ملزمة من أجل تكليف رئيس جديد يخلف حسان دياب. ولكن الرئيس لم يدع
لهذه الاستشارات لأنه كان على يقين أن المرشح الوحيد هو سعد الحريري الذي لا يريده
هو ولا رئيس تكتل لبنان القوي، صهر الرئيس.
وبذلك تأجل تكليف الحريري حتى 22 تشرين الأول 2020. وعلينا هنا أن نذكر بأن الرئيس عون حاول اقناع النواب
بعدم اختيار الحريري ولكن لم يفعلوا.
المأمول كان بأن لا يستغرق تشكيل الحكومة وقتاً مديداً
لأن الحريري أعلن أنه يريدها حكومة تكنوقراط غير سياسية ومدتها لا تتعدى الستة
أشهر. ولكن الحكومة لم تُشكل حتى الآن. فالرئيس لا يوقع على حكومة لا يرضى عنها
صهره، رئيس تكتل لبنان القوي، والذي يريد أن يخلفه في رئاسة الجمهورية.
ما هي الأسباب الكامنة وراء عدم تشكيل الحكومة؟
بما أن المؤقت في لبنان، غالباً ما يكون دائماً. وبما أن
الكتل الوازنة غير متفقة منذ الآن على شخصية الرئيس المقبل للجمهورية، وبما أن
الرئيس يريد لصهره ومرشحه للرئاسة أن يملك أوراق القوة من أجل الضغط على القوى
السياسية لاختياره، وبما أنه من المستحيل التأكيد أن الحكومة ستبقى ستة أشهر فقط،
لجميع هذه الأسباب، أصبح لزاماً على صهر الرئيس أن يتمسك بعصم حكومة الحريري خوفاً
من بقاء هذه الحكومة الى ما بعد شغور كرسي رئاسة الجمهورية، وهو المرجح.
وهذا ما جعل الرئيس وصهره يتمسكان بالثلث المعطل في حكومة الرئيس الحريري.
الثلث المعطل تأتي أهميته أنه يمكنه من تعطيل أي قرار تأخذه الحكومة ولا يكون رئيس
تكتل لبنان القوي، صهر الرئيس، موافقاً عليه. وبذلك يمنع حكومة الحريري من الحكم.
وهذا ما يريده.
الموقف الوازن في هذا المجال هو موقف كتلة الوفاء للمقاومة. فما هو الموقف الحقيقي
لهذه الكتلة التي مكنت الرئيس عون من كسب كرسي الرئاسة الأولى؟
موقف الكتلة الحقيقي والمعلن هو عدم حيازة أي من الفرقاء على الثلث المعطل. أي
حيازة كل طرف على ستة مقاعد في حكومة ال18 وزيراً، أو 8 مقاعد في حكومة ال24
وزيراً.
قبول الكتلة بالثلث المطل ينزع منها حاجة صهر الرئيس لها
في القرارات الحكومية. لذلك تريد جعل صهر الرئيس يحتاجها في جميع القرارات ذات
الطابع المصيري.
أما كتلة الرئيس بري فهي لا تساير صهر الرئيس الا بطلب من
كتلة الوفاء للمقاومة. من هنا يصبح الموقف المحدد لحركة صهر الرئيس هو حزب الله،
حليفه.
وبما أن جميع هذه الأمور لا تغيب عن ذهن جماعة التيار
الوطني الحر، لذلك يبدو شبه متعذر تشكيل حكومة الرئيس الحريري.
خاتمة
وهكذا نرى بأن جميع الأزمات التي يعيشها المواطن اللبناني
ليس لها مكان في ذهنية الطبقة السياسية اللبنانية التي لا تهتم الا لمصالحها
الخاصة مات المواطن أو تمكن من الصمود.
6
حزيران 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق