كان وقع الإطلالة الأخيرة لسماحة السيد على الجنرال كوقع الصاعقة. لا ضوء في الأفق على إمكانية إجراء انتخابات رئاسية... وهل لا يزال الجنرال في أول شبابه حتى ينتظر بزوغ هذا الضوء الذي لا يُضاء إلا بتمنيات خارجية؟ وما معنى أن يكون الجنرال مرشح الحزب الوحيد لإنتخابات لن تُجرى؟ ألا تُشبه هذه المكرمة الشيك من دون رصيد؟ ما الذي يمكن عمله حتى يتمكن الجنرال من تسريع إمكانية إجراء هذه الإنتخابات؟
قرر الجنرال التحرك ضمن الإستحقاق البلدي بما يُرضي الخصم الرئيسي: الرئيس الحريري. تحالف معه في بيروت. لقد صدرت الكثير من التأويلات بأن الجنرال لن يلتزم بلائحة "البيارتة" وسيترك الحرية لناخبيه بالإنتخاب كما يريدون... إلى غير ذلك من التأويلات والإشاعات.
في هذا الوقت أطل سماحة السيد وأعلن أن الحزب غير معني بانتخابات بيروت البلدية ولكنه معني بإنتخابات المخاتير. وفي هذا الوقت أيضاً درس الجنرال الوضع من جميع جوانبه وأعلن نقيض إعلان سماحة السيد بضرورة التزام جميع الحزبيين والمناصرين بانتخاب لائحة "البيارتة" وأعلن أيضاً بأنه سيحاسب جميع الحزبيين الذين أشاعوا عن عدم التزامه بهذه اللائحة!
الجنرال يعلم أن حجم تقاطع الحريري مع الحزب لا يقل عن حجم تقاطعه هو نفسه مع الحزب، بالرغم من أن الإعلام يعتبر وكأن الجنرال والحزب متماهيان. كما أنه يعلم أن الخلاف بين الحريري والحزب هو على شخص الرئيس كما وعلى موعد إجراء الإنتخاب. وهذا ما يتقاطع به الجنرال مع الحريري.
هل هذا التقارب مع "المستقبل" يمكن أن يؤدي إلى الإفراج عن الإنتخابات الرئاسية؟
كلا! ما قام به الجنرال هو خطوة في الفراغ، ولكنه لا يملك إلا أن يتحرك...
9 ايار 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق