حسن ملاط
عُقد في الخامس من تموز وفي قاعة المؤتمرات التابعة للإدارة المركزية في
الجامعة اللبنانية، مؤتمر صحافي أُعلن فيه عن انطلاق "منتدى التكامل
الإقليمي". وقد حضر هذا المؤتمر ثلة من المهتمين. وقد وُزع في المؤتمر كتاب
من تأليف السيد سعد محيو يُنظّر فيه لانطلاق هذا المنتدى.
كان أهم ما دعا إليه المنتدون هو ضرورة استبدال الحروب البينية في إقليمنا
بالتكامل على مختلف الصعد. فالتقاتل هو نوع من الإنتحار. أما التكامل فهو ما عاشه
إقليمنا على مساحة تمتد إلى مئات إن لم يكن آلاف السنين. أضف أن هذه الحروب لا
يستفيد منها إلا الأعداء المشتركون لجميع الشعوب ومنها شعوب الإقليم.
وقد أكد المنتدون أن العنصر الغريب في إقليمنا هو الإحتلال الصهيوني، وهو
الذي يمكن تصنيفه كعدو لشعوبنا، إلى أن يُخلي فلسطين ويُعيد الحقوق إلى أصحابها.
·
هذه الطروحات هي العلاج الفعلي لما يمر به
إقليمنا من عدوان سافر على جميع شعوبه من دون استثناء. ولا فرق بين أن يكون
العدوان من دول أجنبية مثل أمريكا وروسيا، أو من قبل الأنظمة على شعوبها أو من قبل
المنظمات على شعوبها.
·
كان التركيز الأساسي هو على التاريخ المشترك
لجميع شعوب الإقليم. وهذا لا يكفي، لأن المشاعر وحدها لا تقوم بالواجب. فموضوع القضاء على الحروب ليس مسألة أخلاقية
فقط. إنما هي مسألة تتعلق بحياة هذه الشعوب وبمستقبل جميع أفرادها.
·
جميع شعوب الإقليم تعلم أن السببين الرئيسين
اللذين يمنعان أو يُعيقان تحررها هما: الإحتلال الصهيوني والعولمة النيوليبيرالية
بقيادة أمريكا. من هنا ضرورة توجيه العداء لهما مترافقاً مع تجميع الأصدقاء إلى
جانب الشعوب. وهذا السبب هو ضروري، بمعنى أنه من دونه لا يمكن بناء شيء للمستقبل.
·
كما وأن المنتدى اعتبر وكأن مهمة القيام
باستبدال الحروب بالتكامل، مهمة ملقاة على كاهل الأنظمة. الأنظمة هي نفسها التي
ترى أن مصلحتها تكمن في التقاتل والتنافس فيما بينها، ولذلك تقوم بذلك.
التكامل هو مصلحة لشعوب الإقليم، من هنا
ضرورة نضال هذه الشعوب من أجل ذلك. وهذا يتم من خلال برامج نضالية تجبر الحكام على
تنفيذها، حيث أنها لا تؤثر على تسلطها على الناس.
التكامل يعني فيما يعنيه التكامل الإقتصادي
لما يحقق مصالح الشعوب. ففي السعودية، على سبيل المثال، يكلف إنتاج كيلو القمح
أكثر من دولار أمريكي، بينما كلفته في السودان لا تتعدى السنتات القليلة. وإذا
أضفنا لذلك أن زراعة المساحات الواسعة يخفف الكلفة بشكل مضاعف، لذلك إذا خصصنا
السودان لإنتاج القمح لجميع دول الإقليم، يكون في ذلك خدمة لهم من دون تكلفة.
أما إنتاج البتروكيميائيات فيكون في البلدان حيث
توجد المواد الأولية... إلخ.
إن تحديد برنامج نضالي يستند إلى وقائع
حقيقية هو خدمة لجميع شعوب الإقليم ولا يتطلب تغيير البنى السياسية للأنظمة
القائمة كشرط مسبق...
·
هناك شرطان لا يمكن تجاوزهما أو إغفالهما
وهما منع التقاتل الداخلي ومنع التعامل مع العدو الصهيوني.
هذه ملاحظات سريعة، يمكن التوسع بها في حال
الحاجة لها! كما وأن الإطلاع على هذه الدراسة لا يخلو من الفائدة.
http://hassanmallat.blogspot.com/2018/07/blog-post.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق