بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الجمعة، 28 أغسطس 2020

قتال معاوية لعلي

 

أخي الأستاذ ملاط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما رددت كلمة القتال البيني خصوصا في سوريا

سؤال : هل يمكننا إعتبار قتال علي بن ابي طالب لمعاوية بن أبي سفيان قتالا بينيا؟

في الاجابة

يقول تبارك في علاه: - أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .

-    أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ .

-     أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ.

-     لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.

التاريخ هو للاعتبار والدراسة كتجارب للشعوب حتى لا يقع الانسان بما وقع فيه غيره. والتاريخ ليس للتأسي، إنما للوصول الى نتائج تمنعنا من الوقوع في الزلل. يقول العلماء أن هناك حقائق لا ضرورة للتجربة حتى تعرف صحتها لأنها جاءت نتيجة تكرارها أمام الشعوب حتى أصبحت يقيناً. نحن لسنا مجبرين على البرهنة أن الكل أكبر من الجزء على سبيل المثال.

أما بالنسبة للأمور الاعتقادية، فهناك خلاف بين الناس. فمنهم من يعتبر أنه يمكنه التأسي بالصحابي أو بأئمة أهل البيت. كما وأن هناك من لا يقبل الا بما ورد في القرآن الكريم وينكر جميع المرويات.

بالنسبة لي، أعتقد أن علينا التأسي بالثابت المطلق وهو القرآن. وقد جاء في القرآن: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر... أي أن التأسي بالرسول هو فريضة. وحيث أنه، وكما ورد في الروايات، أن النبي عليه الصلاة والسلام، طلب من صحابته محو جميع ما كتبوه عنه باستثناء القرآن، فهذا يعني أن طريق التأسي بالنبي يجب علينا العودة فيها للقرآن أيضاً.

فالقبول بالرواية يجب أن تستند الى القرآن. لذلك أنا أقبل الرواية التي لا تتناقض مع القرآن بدون التفتيش عن الراوي (علم الرجال).

هذه هي المنطلقات النظرية لمحاكمة الرواية.

بالنسبة للقتال بين الصحابة، علينا العودة قليلاً الى الوراء حتى لا نقع في الزلل. فالصحابة ليسوا مقدسين ولكن علينا دراسة تجاربهم بسبب قربها من النبي ومن البديهي أنه لا يمكن لأي انسان صاحب النبي أن لا يتأثر به. ولكن هذا لا يلزمنا نحن لأن ما ورد عن الصحابي ليس قرآناً.

بينما كان أهل بيت النبوة مشغولين بتجهيز النبي للدفن، عُقد اجتماع سقيفة بني ساعدة ولم يكن فيه أحد من بني عبد المطلب. واتفقوا على أن الأئمة من قريش ومساعديهم من الأنصار... ولكن هذا الاتفاق لم يكن ملزماً لجميع المسلمين. والالزام جاء متأخراً وليس بصورة آلية... واختلف المسلمون فيما بينهم ولكنهم لم يقتلوا بعضهم بعضاً.

القتال الأول هو مع المرتدين الذين لم يدفعوا الزكاة للخليفة أبي بكر. وكانت نتيجته كارثية حيث أنه قُتل أكثر الحفظة، حتى اضطُر أبو بكر للدعوة الى جمع القرآن قبل موت الحفظة الأصليين. ومن الجدير ذكره، أن هناك من أنكر على أبي بكر قتال المرتدين.

خلال الثورة على عثمان، قال قولته الشهيرة لقتلته: اذا ما قتلتموني فلن يقاتل المسلمون عدوا تحت راية واحدة. وكان ما قاله عثمان ولا يزال حتى اليوم.

أما عن قتال معاوية للامام علي، فما من أحد يعطي الحق لمعاوية للقيام على علي ومنازعته الخلافة.

اليك ما كان يحصل في قتال معاوية لعلي: كان القتال يتوقف عصراً، وعندما تُقام الصلاة، كان العديد من جند معاوية يصلون بامامة علي لأنهم على يقين بتقوى علي. ولكن الانسان ضعيف أمام متع الحياة الدنيا.

هل القتال بين علي ومعاوية بيني؟ لا أميل الى القول أنه بيني لأنه لم يكن هناك عدو خارجي يهدد الأمة. فالتهديد الوحيد للأمة كان ضياع الدين بمتاهات العصبية القبلية. وهذا ما حرص عليه علي.

علي لم يكن حاقداً على من قاتلهم. فهو يقاتلهم للعودة الى جادة الصواب. لا يقاتلهم من أجل ابادتهم. والا ما كانوا ليجرؤوا على المجيء الى الصلاة معه؟
وعندما قاتل الخوارج، بعث ابن عباس لمناقشتهم واقامة الحجة عليهم. وهم من بادروه بالقتال. فهو يريد هدايتهم وليس ابادتهم.

وقال قولته الشهيرة: لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه.

فعلي يؤكد أن الخوارج كانوا يريدون الحق، ولكن أخطأوه.

ما يحصل حاليا هو قتال بعضنا بعضاً والعدو بيننا ويتوسع على حساب شعوبنا ويتجرأ أهل الباطل على الاعلان عن باطلهم. كل هذا بسبب اهمال قتال العدو والانشغال بقتال الخصوم.

هنا لا بد من الاشارة الى أن تحديد العدو هي عملية موضوعية وليست ذاتية. ويمكنك الاطلاع عليها في كتاباتي، اذا أردت.

أرجو أن أكون قد وُفقت للاجابة ولكم الشكر.

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات: