إضراب الهيئات التعليمية الرسمية

 

حسن ملاط

منذ سنوات، لا تزال الإضرابات تتكرر في التعليم الرسمي في مختلف مستوياته من دون أن نجد أي تغيير في الأسلوب الذي تتبعه الروابط التي تمثل الأساتذة والمعلمين.

ما الإيحاء الذي تعطيه هذه التجارب؟
1- عدم الجدية في الممارسات "النضالية" لهذه الشريحة من الموظفين.

2- عدم درس هؤلاء على من تقع آثار هذه الإضرابات؟
3- عدم التباحث مع أصحاب المصلحة في استمرار التعليم الرسمي بالأساليب التي يجب اتباعها من أجل تحقيق المطالب المُحقة للمعلمين والأساتذة؟

لا يبدو أن الروابط أو الأساتذة والمعلمين بصدد دراسة هذا الموضوع بالجدية التي يفرضها تحرك هؤلاء.

 

من هي الشرائح الطبقية التي تقع عليها آثار الاضرابات؟

أ- الآثار السلبية للإضرابات تقع على تلاميذ وطلاب التعليم الرسمي كما وعلى أهاليهم.

ب- هذه الشريحة تُشكل الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني: العمال، الفلاحين، المزارعين، الحرفيين، صغار الكسبة وما كان يُسمى بالطبقة المتوسطة لأنه لم يعد لها وجود في بلدنا بعد تآكل الأجور والمدخرات وتسعير السلع الضرورية بالدولار والحصول على الأجر بالليرة اللبنانية.
ج- ما تقدم يشير الى أن الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني تتأثر بإضراب الهيئات التعليمية.

ما هو موقف هؤلاء من تحركات الأساتذة والمعلمين؟ الغياب التام هو الجواب!
هل قام المُضربون بالتواصل مع الشرائح الطبقية التي تتأثر بالإضرابات؟ الجواب هو النفي.
ولكن السؤال الأهم والذي يجب على المضربين طرحه على أنفسهم هو التالي: هل يؤثر إضرابهم على الطبقة السياسية المُطالَبَة بتلبية مطالبهم المُحقة؟
طبعاً، لا تأثير له على الطبقة الحاكمة...
كيف عبر الذين تقع عليهم الآثار السلبية للاضرابات؟ المشاركة في الحراك أم بالتجاهل الكلي؟
طبعاً: بالتجاهل.
هل يُمكن لحراك يتجاهله الجميع بالفوز بالمطالب التي يناضل من أجلها؟ بالطبع لا!
ما العمل؟
على جميع الأساتذة والمعلمين المشاركة الجادة بالتواصل مع أهل التلامذة والطلاب لشرح مطالبهم وانعكاسها الإيجابي على العملية التعلمية والطلب منهم أن يُشاركوا بجدية بتحركات الأساتذة والمعلمين لأن تلبية المطالب هي مصلحة مشتركة للأساتذة والمعلمين والأهل!
إن تحرك الشرائح المجتمعية التي تتشارك مصالحها مع بعضها البعض سيُجبر الطبقة الحاكمة على تلبية مطالب الأساتذة والمعلمين. هذه المطالب التي تُعزز التعليم الرسمي، التعليم الذي تستفيد منه معظم شرائح المجتمع اللبناني.
هل سيُناقش الأساتذة والمعلمون هذه الممارسة المفروض عليهم القيام بها حتى لا يكونوا معزولين عن محيطهم؟

                                         16 كانون الثاني 2023

زيارة عبد اللهيان الى بيروت

حسن ملاط

كان للوضع الداخلي في ايران التأثير الأهم على حركة المسؤولين الإيرانيين سواء على صعيد التعامل مع المظاهرات اليومية منذ أربعة اشهر على الأقل وسقوط مئات القتلى نتيجة القمع التي قامت به السلطات الرسمية، أو على التعامل مع الدول التي تملك تأثيراً هاماً عليها، مثال العراق وسورية ولبنان ...  
بذل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني جهوداً مضنية حتى تمكن من تنصيب السوداني رئيساً لمجلس الوزراء العراقي.
بعد مؤتمر بغداد2 الذي عُقد في الأردن، والذي حضرته ايران والعراق، طالب السوداني ايران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وكانت هذه الخطوة مفاجئة للمكونات العراقية الخاضعة للنفوذ الايراني. فقد نسي هؤلاء أن التهنئة الأولى للسوداني جاءت من الرئيس الأمريكي بايدن.
أما في سورية، فإن التقارب السوري التركي برعاية روسية، فهي تدل على تراجع النفوذ الايراني لأن موسكو تعمل منذ زمن على منع النفوذ الايراني في سورية، وهذا يبدو واضحاً حيث أن موسكو لا تعترض على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على العسكر الايراني أو الموالي لايران في سورية.
أما دلالة الضعف الايراني ازاء موسكو فتظهر واضحة من استمرار ايران بتزويد موسكو بالأسلحة بالرغم من الخطوات الروسية المعادية لها في سورية.
في لبنان، كانت خطوة الترسيم البحري مع العدو الصهيوني كارثية بالنسبة لطهران. فقد قدمت التنازلات من دون أي مكسب حققته للشعب اللبناني.
إن زيارة الوزير الايراني والتي امتدت الى ثلاثة أيام تُظهر بوضوح حاجة طهران الى التمسك بنفوذها في لبنان بعد التراجع الواضح في الساحتين العراقية والسورية.
من هنا، يمكننا التأكيد أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لن يكون ميسراً الا اذا حظى الرئيس الجديد برضى الحزب، أي برضى طهران.
لن يكون هذا الرئيس موالياً للحزب، إنما غير معارض له ومتفاهم معه.