حسن ملاط
كان للوضع الداخلي في ايران التأثير الأهم على حركة المسؤولين الإيرانيين
سواء على صعيد التعامل مع المظاهرات اليومية منذ أربعة اشهر على الأقل وسقوط مئات
القتلى نتيجة القمع التي قامت به السلطات الرسمية، أو على التعامل مع الدول التي تملك
تأثيراً هاماً عليها، مثال العراق وسورية ولبنان ...
بذل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني جهوداً مضنية حتى تمكن
من تنصيب السوداني رئيساً لمجلس الوزراء العراقي.
بعد مؤتمر بغداد2 الذي عُقد في الأردن، والذي حضرته ايران والعراق،
طالب السوداني ايران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية. وكانت هذه الخطوة
مفاجئة للمكونات العراقية الخاضعة للنفوذ الايراني. فقد نسي هؤلاء أن التهنئة
الأولى للسوداني جاءت من الرئيس الأمريكي بايدن.
أما في سورية، فإن التقارب السوري التركي برعاية روسية، فهي تدل على
تراجع النفوذ الايراني لأن موسكو تعمل منذ زمن على منع النفوذ الايراني في سورية،
وهذا يبدو واضحاً حيث أن موسكو لا تعترض على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على
العسكر الايراني أو الموالي لايران في سورية.
أما دلالة الضعف الايراني ازاء موسكو فتظهر واضحة من استمرار ايران
بتزويد موسكو بالأسلحة بالرغم من الخطوات الروسية المعادية لها في سورية.
في لبنان، كانت خطوة الترسيم البحري مع العدو الصهيوني كارثية بالنسبة
لطهران. فقد قدمت التنازلات من دون أي مكسب حققته للشعب اللبناني.
إن زيارة الوزير الايراني والتي امتدت الى ثلاثة أيام تُظهر بوضوح
حاجة طهران الى التمسك بنفوذها في لبنان بعد التراجع الواضح في الساحتين العراقية
والسورية.
من هنا، يمكننا التأكيد أن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لن يكون
ميسراً الا اذا حظى الرئيس الجديد برضى الحزب، أي برضى طهران.
لن يكون هذا الرئيس موالياً للحزب، إنما غير معارض له ومتفاهم معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق