حسن ملاط
لقد أثبت الشعب السوداني
أنه شعب حي بجميع المقاييس. فقد أعلن انتفاضته على حكم البشير، الرئيس السوداني
السابق، منذ التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر/ من سنة 2018، وتمكن من إطاحته.
تسلم تحالف البرهان – حميدتي الحكم في 12 نيسان/ابريل/ 2019. ومنذ ذلك التاريخ لم
تتوقف مظاهرات الشعب السوداني مطالبة باطاحة العسكر من السلطة وتسليمها للمدنيين.
لم يستجب التحالف
العسكري للمطالب الشعبية التي لم تفتر يوماً رغم استعمال القمع العنيف وسقوط
العديد من الشهداء المدنيين.
بعدما تبين للتحالف العسكري أنه لم يعد بإمكانه إسكات الناس، لم ير بداً من
استخدام أسلوب آخر: التصارع على السلطة.
إعتقد حلفاء الأمس، أعداء اليوم، حميدتي والبرهان، أنهم سيتمكنون من قمع الحركة
الشعبية باستقطابات ذات طابع فئوي أو قبائلي... الخ. ولكن تبين لهم استحالة ذلك.
وهكذا بدأوا بقصف المدنيين حيث سقط أكثر من 500 شهيد.
من هم حلفاء الطرفين؟
إن أول من قام بالجهود للحفاظ على تحالف البرهان-حميدتي، هو الكيان الصهيوني.
فالاتفاقات التي أجراها التحالف الحاكم مع العدو الصهيوني لم تُعجب الشعب
السوداني. لذلك رأينا المتظاهرين ضد العسكر يرفعون مطلب قطع أي علاقات مع العدو
الصهيوني الى جانب المطالب السياسية والحياتية.
ما هو واضح جداً أن المقصود من اثارة هذه الخلافات الجهوية بين حلفاء الأمس هو
القضاء على الحركة الشعبية ذات الحيوية الاستثنائية في السودان. وفي حال عدم
تمكنهم من ذلك، فمن الأرجح أن يُصار الى تقسيم السودان مجدداً وذلك باستقلال إقليم
دارفور عن الخرطوم... ولا نعلم إذا كان هناك من أقاليم أخرى ستخطو بهذا الاتجاه!
هل تتمكن الحركة الشعبية السودانية من التصدي لجميع هذه المؤامرات؟
القلمون في 25 نيسان/ ابريل/ 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق