بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

السبت، 24 يوليو 2010

مهام لجبهة العمل الاسلامي

المهام المطروحة على جبهة العمل الاسلامي
يمر وطننا في ظروف استثنائية. فإسرائيل توزع التهديدات اليومية مستفيدة من الخلافات ما بين القوى السياسية المختلفة والتي لا تعلم، أو لا تريد أن تعلم، أنه في حال وجود التهديد الخارجي يجب التخلي عن الخلافات ما بين بعضها البعض وتوثيق العرى ما بينها لمجابهة العدو الخارجي. أما في حال عدم الاستجابة لهذه الضرورة، عندها يمكن اتهام هذه القوى أنها تخدم العدو موضوعياً.
قديماً قيل أن من يعرف نفسه ولا يعرف عدوه فهو معرض للهزيمة والنصر وكذلك من يعرف عدوه ولا يعرف نفسه. أما من لا يعرف عدوه ولا يعرف نفسه فهو مهزوم حتماً. أما من يعرف نفسه ويعرف عدوه فهو لا بد منتصر.
العدو الصهيوني: شن العدو الصهيوني حرب تموز ليثأر لهزيمته المدوية في أيار 2000 على أيدي أبطال المقاومة الاسلامية، والذي اضطر فيها للانسحاب الذليل من معظم الأراضي اللبنانية من دون قيد أو شرط. ولكن كانت نتيجة هذه الحرب الجديدة (2006) أكثر ايلاماً لهذا العدو المغرور، علماً أن ظروف الانقسام التي كانت سائدة في لبنان كانت مؤاتية لهذا العدوان مما أغرى العدو. وكان النصر الالهي الذي ترك آثاراً عميقة داخل كيان العدو. حتى أن أولمرت رئيس وزراء العدو كان يحكم بتأييد 2% من زمر المستوطنين اليهود.
هل أن آثار هذه الهزيمة قد انتهت؟
نحن نرى بأن جراح هذه الحرب قد بدأت تلتإم، وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة التي جاءت بأغلبية يمينية متعصبة. حتى أن أحد كتاب الرأي الصهاينة يقول أن هذه الكنيست قد اتخذت القرارات الأكثر يمينية وتعصباً في تاريخ الكيان الغاصب. فنتنياهو يحكم اليوم بتأييد نيف وأربعين بالماية من أصوات المستوطنين حسب استطلاعات الرأي. ولكن حيث أن آثار حرب تموز لا زالت حية في ذاكرة الجيش الصهيوني. ولا يزال هذا الجيش الذي يشكل اللحمة الرئيسية لهذا الكيان الغاصب، يخاف من خوض حرب مع المقاومة الاسلامية، مهابة هزيمة جديدة، فهو يفكر بتأمين الظروف المثالية لخوض مثل هذه الحرب. منها على سبيل المثال تأمين الجبهة الداخلية للكيان الغاصب وتأمين إمكانية إيجاد طابور خامس في الداخل اللبناني يستجيب للعدوان الاسرائيلي في حال وقوعه. وهذا ما تحدث عنه العماد ميشال عون، في معرض التحليل كما نُقل عنه. ولكن يمكننا أن نضيف أن تأمين البيئة الملائمة لا تكون في الساحة المسيحية فقط ولكن في الساحة الاسلامية أيضاً. وهذا هو الخوف الحقيقي.
الساحة اللبنانية:
صحيح أن الواقع الذي تعيشه الساحة اللبنانية أصبح أفضل من السابق، أي أفضل من 2005 وما تلاها من الأعوام. حيث أن الاتجاهات الأكثر يمينية في الساحة الوطنية قد تمكنت من نقل الساحة الاسلامية السنية من الساحة المعادية للعدو الصهيوني والادارة الأمريكية إلى الساحة المعادية للمقاومة وسوريا وإيران بوصفهما دولتان تعلنان تأييدهما للمقاومة والامتناع عن التبعية للغرب والصلح بأي ثمن مع العدو الصهيوني. والعامل الحاسم كان ولا يزال هوإثارة الغرائز المذهبية والطائفية.
إن الانتخابات البلدية التي جرت أخيراً قد أظهرت أن المزاج الشعبي السني قد تغير بشكل مقبول مما يتيح العمل في الساحة السنية من دون خوف أو وجل من إلقاء التهم على كل من يؤيد المقاومة أو يعادي الولايات المتحدة. وهذا من الأسباب التي تجعلنا نتحدث عن مهام مطروحة على جبهة العمل الاسلامي في حال كانت تملك الارادة في الانتقال من حالة الشلل إلى حالة ناشطة كما حال حليفها "حزب الله".
1 – أولى هذه المهام هي الانتقال من المكاتب إلى الساحة الفعلية. ليس من مهام الجماهير المجيء إلى مكاتب المنتمين إلى جبهة العمل الاسلامي إنما مهمة الناشطين في هذه الجبهة أن يذهبوا إلى أماكن تواجد هؤلاء الناس وسؤالهم عن مشاكلهم والتوافق معهم على النضال المشترك من أجل العمل على حل هذه المشاكل سواء كانت مع الحكومة أو مع البلدية. ففي طرابلس يمكن للمناضلين أن يجتمعوا يومياً في أحياء المدينة مع الناس لمناقشة الوضع الراهن: كيفية التصدي للأزمة المعيشية الحالية وكيفية التصدي للعدوان الاسرائيلي في حال وقوعه وكيفية مجابهة الطابور الخامس في حال تحركه.
2 – كلنا يعلم أن هناك أزمة في العمل السياسي الاسلامي وخاصة في الساحة السنية. لذلك لابد من حركة ما تخلق صدمة إيجابية في هذه الساحة. فقد ارتآى أحد المناضلين في صفوف الحركات الاسلامية وممن يملكون تجربة غنية العمل على توحيد التوحيد. إذ أن هذا الفعل سوف يخلق صدمة إيجابية تعيد جميع الكوادر التي تركت العمل السياسي إلى العمل من جديد. إن توحيد التوحيد (حيث لامبرر للخلاف) سوف يضفي الكثير من الجدية على العمل السياسي الاسلامي في المدينة مما يكون له ارتدادات إيجابية على العمل في عكار والضنية والمنية.
3 – كانت عكار الخزان الرئيسي التي كانت تنهل منه القوى المعادية للخط الوطني. وحيث أن المزاج الشعبي قد تغير نسبياً فلا بد من وضع برنامج للعمل في مختلف القرى والبلدات العكارية. إن المناضل في جبهة العمل الاسلامي عليه أن يعرف جميع المشاكل التي تعاني منها جميع القرى والبلدات في عكار وأن يملك تصوراً لكيفية التصدي لحلول لهذه المشاكل. أليس من المعيب أن تكون عكار مرتعاً لتحركات السفيرة الأمريكية السابقة سيسون؟ هل يقبل العكاري أن يلوث يديه الكريمتين بالأموال الخبيثة للادارة الأمريكية. أمريكا، التي بسلاحها يقتل الفلسطيني والعراقي والأفغاني والصومالي وكل مناضل حيثما وجد. بالطبع إن المواطن العكاري أكبر من أن يكون كذلك. ولكن غياب الجبهة عن ساحة العمل النضالي في عكار هو الذي ترك الساحة فارغة من وجود المناضلين فما كان من سيسون الصهيونية إلا أن ملأتها.
إن ما يصح على عكار يمكن أن يصح في المنية والضنية.
4 – على الجبهة أخيراً أن تعيد التواصل مع جميع كوادرها السابقين، فمنهم من انحرف نتيجة لعدم التواصل. وعليها أن تسألهم عن الوسيلة المثلى لاعادة العمل الاسلامي إلى ألقه السابق. ففي الحركة بركة.
الحياة لا تقبل الفراغ إن لم تملأه أنت فسوف يملأه غيرك. النية الطيبة ضرورية ولكن جهنم مبلطة بالنوايا الطيبة كما قيل قديماً. النية الطيبة تستدعي ممارسة طيبة.
القلمون في 24 تموز 2010 حسن ملاط

ليست هناك تعليقات: