أما الغرب؟
عندما تحدثنا عن روسيا والصين، كان ذلك بسبب حملهما شبهة الصداقة للشعوب، خاصة عندما كانت روسيا قائدة للمعسكر السوفياتي، وعندما كانت الصين تلتزم بالشعارات الشيوعية التقليدية، ومنها الصداقة بين الشعوب. ولكن عندما أصبحت الصين تحت حكم المالوقراط وأصبحت روسيا تحت حكم الرأسماليين والمالوقراط، وأصبحت هاتان الدولتان تلتزمان بقواعد العولمة النيوليبيرالية، أصبح من الضروري إعادة تقييم العلاقة التي تربطهما بالشعوب، ومنها العلاقة مع الشعوب العربية.
أما الغرب فهو لا يحمل شبهة العلاقة الطيبة مع الشعوب. فهو منذ تبوئه قيادة الرأسمالية العالمية، لم يكن يوماً إلا العدو الأول للشعوب.
الولايات المتحدة الأميركية، لم تقبل ببناء دولتها إلا على جماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر، أهالي أمريكا الأصليين. كما وأن الشعب الفيتنامي قد ذاق طعم الديموقراطية الأمريكية على مدار عدة عشرات من السنين. أما اليابان، فلا يزال شعبها يعاني حتى الآمن من جريمة ضرب القنبلتين النوويتين على المدن اليابانية. أما إذا عرجنا على العراق وأفغانستان فلا تزال جرائم أمريكا ماثلة للعيان. ومن المستحيل أن ترى بلداً لم يألم من علاقة الأمريكي به. هذا لأن أمريكا هي قائدة العولمة النيوليبيرالية.
أما فرنسا، فقد بدأت، أول ما بدأت باضطهاد شعبها عندما بنى أول حكم عمالي في التاريخ، نعني كومونة باريس. فقد تآمرت السلطة الفرنسية مع أعدائها الألمان من أجل تقتيل العمال في باريس. فقد تناسوا أحقادهم من أجل القضاء على الكومونة. لأن عداوة الشعوب متأصلة عند الرأسماليين. وقد قتل أحفاد هؤلاء الفرنسيين خمسون ألف جزائري في يوم واحد.
كما أن من مآثر فرنسا بالإشتراك مع بريطانيا اتفاق سايكس بيكو الذي فتت الدول العربية إلى دويلات متخاصمة، مما مكن الغرب من خلق الكيان الصهيوني الغاصب وتشريد الفلسطينيين من أرضهم.
أما مآثر بريطانيا فهي لاتحصى ولا تعد سواء في الهند أو في أفريقيا أو في بلاد العرب. وكل ما عمله الغرب هو حتى يسهل عليه حكم بلادنا والسيطرة على ثرواتها.
أما ما يريده الغرب في الوقت الحالي فهو إجهاض الربيع العربي، سواء في تونس أو مصر أو اليمن. أما في سوريا، فهو يريد الوصول إلى تسوية مع الحكم القائم على أن يتخلى النظام الحالي عن علاقته مع إيران وعن علاقته مع المقاومة اللبنانية والفلسطينية. ولايهمه حرية الشعب السوري أو مطالبه المعيشية أو الديموقراطية. إن ما يهم الغرب، وعلى رأسه أمريكا، استمرار تدفق النفط، والحفاظ على الإقتصاد الريعي في بلادنا، والحفاظ على المصالح الإسرائيلية، وكل ما عدا ذلك تفاصيل.
14 شباط 2012 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق