دفاعاً عن المقاومة وحزب الله
حسن
ملاط
نعم! دفعاً عن حزب الله. إن هذه الحملة
المسعورة التي تشنها أطراف 14 آذار وتوابعها على الحزب ليست حملة بريئة مطلقاً.
إنها حملة تخدم، وبشكل مباشر إسرائيل ومعسكرها. ما معنى أن يكون الشعار المرفوع هو
نزع سلاح المقاومة. ألا يستحيي هؤلاء من رفع هذا الشعار وهم يعرفون أن الدول
العربية مجتمعة لم تسجل يوماً انتصاراً واحداً على العدو الإسرائيلي، علماً أن
المبرر الوحيد لاستمرار هذه الأنظمة كان الوجود الإسرائيلي. أما الحزب فقد حقق
انتصارين مدويين على إسرائيل خلال ست سنوات، علماً أن العدو الإسرائيلي كان بكامل
جهوزيته في العدوان الذي شنه في 2006. وهذا باعتراف قادة العدو الإسرائيلي أنفسهم.
وكلنا يعلم أن أطراف 14 آذار قد صرفت الكثير من الحبر حتى تقنع الناس
والإسرائيليين أن يقولوا أن المقاومة لم تنتصر في 2006. كما وأن رئيس وزراء هذا
الفريق قد رفع نفس الشعار إبان العدوان وهو نزع سلاح حزب الله من دون أن يتطرق إلى
سلاح إسرائيل الذي لايستعمل إلا للعدوان على أمتنا.
في هذه الأيام تمر منطقتنا بظروف خاصة
واستثنائية، فقد تحدثت أوساط عديدة، ولا زالت تتحدث عن احتمال شن العدو الإسرائيلي
لعدوان على الجمهورية الإسلامية واضعين احتمال أن يبدأ العدوان بلبنان
"كبروفة" للعدوان على إيران. في هكذا أوضاع، على كل من يملك مثقال ذرة
من وطنية أو من انتماء وطني أن يفكر في كيفية حشد القوى لمجابهة مثل هذا العدوان
المفترض. ولكن في لبنان نرى بعض الأطراف، بدلاً من تهيئة جمهورها لكيفية مجابهة
هذا العدوان، تقوم بعملية غسل دماغ لهذه الجماهير. وذلك بأن تستبدل عدو الأمة
التاريخي، إسرائيل، بعدو إفتراضي، هو إيران. وكلنا يعلم أن إيران قد ساهمت مساهمة
فعالة بانتصار ال2000 وكذلك بانتصار 2006 من حيث مساعدتها الفعالة للمقاومة.
ويريدون أن يغسلوا دماغ الناس مما ثبت في عقولهم من كلام الله عز وجل: "
ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود (إسرائيل) والذين أشركوا"
(أمريكا). هؤلاء يريدون أن يحرفوا قناعة الجماهير لأقاويل مدفوعة الثمن. قال
الوافد الجديد على عالم النشاط التخريبي للعقول في لبنان الشيخ أحمد الأسير في
خطبة الجمعة: "المشروع الإيراني يحقد علينا أكثر من المشروع الإسرائيلي وهو
ما ظهر جلياً بعدما أسقطت الثورة السورية الأقنعة وفضحت النظام الإيراني وجميع
أدواته في المنطقة". هكذا بكل وضوح يحرف كلام الله. إيران أشد عداوة وخطراً
علينا من إسرائيل. والله تبارك وتعالى قد أخبرنا من هو عدو أمتنا الأبدي.
أما باقي الجوقة فهي مستعدة باستمرار ومنذ أمد
طويل. فهم مكلفون بشيطنة المقاومة كرمى لعيون إسرائيل وأمريكا. أعلن منسق الأمانة
العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن "حزب الله"
يفسح في المجال أمام العدو الاسرائيلي لقصف لبنان من جهة، وادخال الجيش السوري من
أجل تصفية حسابات معه بالتحديد من جهة أخرى".
وقال:
"لبنان هو أولا بلد أسير، لسياسة إيران التي ينفذها حزب الله فيه.
ثانيا،
استقرار اللبنانيين واقتصادهم ويومياتهم هي أيضا بمثابة الأسير في دائرة اهتمامات
إيران الاقليمية.
ثالثا،
إن هذا الحزب من خلال نسفه طاولة الحوار ينسف أيضا هيبة الدولة اللبنانية والجهود
التي قام رئيس الجمهورية من أجل المساعدة في "لبننة" سلاح حزب الله.
رابعا،
لبنان واللبنانيون في مهب الريح.
هكذا
وبشطحة كلامية نزع فارس سعيد الصفة العدوانية عن إسرائيل وسلمها لحزب الله. إن من
يقرأ ما قاله فارس سعيد يعتقد أن حزب الله هو من "يعتدي" على إسرائيل.
وربما هذا الكلام سوف يجعل من إسرائيل كياناً طبيعياً في المنطقة وليس كياناً
عدوانياً قام على تهجير الفلسطينيين من بلادهم. وإلا كيف نتعامل مع هذا الكيان
بهذه الطريقة التي يتحدث فيها فارس سعيد؟
إن
ما قاله فارس سعيد الناطق باسم 14 آذار ينسجم مع كلام صادر عن القائد الأعلى
للأوركسترا وهو الأمريكي.اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أن "إعلان
الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مسؤولية حزب الله عن
اختراق الطائرة بدون طيار للمجال الجوي الإسرائيلي مطلع هذا الأسبوع، محاولة نادرة
من نوعها واستفزازية في الوقت نفسه من قبل الجماعة اللبنانية، في ظل تزايد حدة
التوتر في المنطقة". نعم استفزازية لأن حزب الله هو من يحتل الأراضي الفلسطينية. هذا
أولاً، أما الطلعات اليومية للطيران الإسرائيلي فوق لبنان، فهذا لا يستفز القوى
السيادية في 14 آذار ولا يستفز الأمريكي. فلبنان بلد من دون سيادة. هكذا يريده
فارس سعيد ومن يمثل، وهكذا يريده المايسترو الأمريكي.
وهذا قائد مفوه آخر يعطي المبرر لعدوان
إسرائيلي على لبنان، لأن حزب الله قد اخترق "السيادة" الإسرائيلية على
أرض فلسطين المحتلة. (أرى نفسي مجبر أن أذكر هؤلاء باستمرار أن إسرائيل تحتل أراضي
الغير). فتفت، وفي حديث الى محطة “mtv”، قال: “نحن امام حالة
خطيرة جداً لأن نصر الله حاول ان يلغي مفاعيل الدولة اللبنانية، فحاول بالأمس جرّ
اسرائيل الى صدام كما فعل عام 2006″. ورداً على سؤال، اجاب فتفت: ” حزب الله
يتدخل وبشكل كبير في الداخل السوري ونفهم لماذا هذه الحكومة لم تتجرأ على الطلب من
الجيش اللبناني ان ينتشر على الحدود الشمالية مع سوريا”.
فتفت يعرف أكثر من السيد حسن! أمين عام حزب
الله يقول أن الحزب لا يتدخل في سوريا وفتفت يرفض هذا القول. ذلك أن حزب الله يخاف
أن يصرح بذلك؟ شيء معيب، هذا المستوى من التعاطي. نائلة تويني، رغم صغر سنها هي
أوعى من أساطين 14 آذار، عندما طلبت من الحزب أن يصرح بأن ليس على علاقة باغتيال
تويني. وقد كان لها ما طلبت ورضيت. ونحن لم نطلب من حزب الله إلا أن يصرح أن ليس
له علاقة بما يحصل في سوريا وقد صرح. وهذا ما نريده. وأضاف السيد حسن أنه مع حل
سلمي في سوريا. ونحن مع حل سلمي في سوريا يحقن دماء الشعب السوري ويحافظ على
ماتبقى من هذا البلد الشقيق والعزيز على قلوبنا.
ماذا نريد أكثر من ذلك؟ إن الذين يريدون أن
يصوروا أن حزب الله معاد للشعب السوري، قد خسروا الرهان، لأن حزب الله لا يحارب مع
النظام. أما لماذا قال السيد حسن "حتى الآن". لأنه من خلال هذه الكلمة
يمكنه أن يتفاوض مع القوى التي تتدخل في الداخل السوري من أجل الوصول إلى اتفاق
يجنب لبنان فعلياً الغرق فيما يحصل في الساحة السورية. عدم التدخل في سوريا يعني
عدم تدخل جميع الأطراف فيما يحصل في سوريا.
وقبل أن ننهي اتركونا
نعبر عن فرحنا الشديد لأن حزب الله تمكن من أن يخرق جميع الحواجز التكنولوجية
الإسرائيلية والأمريكية، وتمكن من أن يحلق فوق الأرض المباركة مدة ثلاث ساعات قبل
أن يتمكن العدو الصهيوني من اكتشافه. إن هذا مؤشر إلى ما يمكن أن يتطور عليه الوضع
في قتالنا مع عدونا. وهذه تباشير انتصار بإذن الله.
11 أوكتوبر _ تشرين الأول 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق