دعوة الحكومة للإنعقاد أصبحت
ضرورية
حسن ملاط
منذ تشكيل الحكومة الحالية وقفت بعض الأطراف الإقليمية
موقفاً سلبياً منها من دون أي مبرر. وبعد أن مرت عليها فترة قصيرة قامت الحكومة بتمويل
المحكمة الدولية التي لا يعترف بشرعيتها عدة أطراف لبنانيين ومنهم حزب الله، الطرف
الرئيس في الحكومة. ومع هذا تم التمويل.
ليس هذا فحسب، بل إن كثيراً من القرارات التي اتخذتها
الحكومة الحالية، وكذلك المحافظة على التوازنات التي كانت قائمة قبل تشكيلها،
أظهرت للجميع أن هذه الحكومة ترضي الجميع وخاصة أعداءها. وهذا هو العامل الرئيس
الذي جعل الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا والصين تدعم هذه الحكومة بالرغم من أن
معارضيها أسموها حكومة حزب الله.
واستقالت الحكومة. استقالت لأسباب لا مجال لذكرها الآن.
ولكن ما الذي حصل؟ أصبحت حكومة تصريف أعمال، ولكن استمر كل شيء على ما هو عليه.
فالحاصل الآن هو التالي:
1 – أصبح المركز الأول للمسلمين السنة معطلاً،
من دون أن يشكل هذا الوضع ضغطاً على أي من الأطراف، أللهم إلا على السنة أنفسهم.
2 – أصبح كل وزير يصرف أعمال وزارته بدون أي
مراقبة من أي أحد وبدون حاجة لمراجعة أحد، والمقصود رئيس مجلس الوزراء.
3 – النفط والغاز يحتاجان إلى اجتماع الحكومة
للتعجيل باستخراجهما قبل أن تقضي إسرائيل على الحقول الملاصقة للمياه اللبنانية.
والحجة أن هذا الأمر غير مستعجل يوازي السماح لإسرائيل باستخراج الغاز اللبناني.
4 – طرابلس المنكوبة بحاجة للحكومة حتى تشرف على
خطتها الأمنية واستصدار قرارات ذات طابع إنمائي حتى يكون وقف التقاتل له حظوظ
الإستمرار والنجاح.
5 – الإحتجاج بأن هناك طرفاً إقليمياً سيرى نفسه
مغبوناً إذا عاودت الحكومة اجتماعاتها، هي حجة مردودة، لأن هذا الطرف هو بدون
فعالية في الوقت الراهن وعلى المدى المنظور. والمراقب يرى بوضوح أن ثورته (في
فنجان) ماهي إلا استجداء لدعم أمريكي يمكنه من أن يكون على قدم المساواة مع طرف
منافس، وهذا غير متوفر حالياً وعلى المدى المنظور، لأن القوة الذاتية أقوى وأدوم
من القوة المستمدة من خارج.
6 – إن التغيرات الإقليمية هي حقيقية وقد خلقت
حقائق جديدة لا بد من التعامل معها. ومن لا يتعامل مع الواقع كما هو الآن، أي بعد
التغيرات، سوف يخسر السباق مع الآخرين.
7 – لا يمكن انتظار الوضع السوري حتى يتبلور
مستقبل تطوراته وذلك بسبب تعقيدها الشديد. وهو مفتوح على احتمالات عديدة ومتناقضة.
لذلك يجب التعامل مع الوضع الداخلي بحقائقه الراهنة، وبمعزل عن الوضع السوري.
8 – على الأطراف المحلية الفاعلة أن تؤمن
للحكومة سلوك الطريق للإنعقاد مجدداً لأن هذا يخدم جميع الأطراف وخاصة غالبية
الشعب اللبناني المتأثر سلباً من الوضع
الحالي.
رئيس الحكومة هو الطرف الأكثر فعالية بما نطالب به. فمناقشة
هذه الأمور مع باقي الأطراف والتحضير لخطوة من هذا القبيل سيكون قراراً حكيماً
يؤمن وضعاً مستقراً إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة. مع الملاحظة أن اجتماع الحكومة
مجدداً يمكن أن يكون له مفاعيل إيجابية على عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
4/11/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق