حسن ملاط
هناك وحدة تناقضية بين الثورة والدولة! لقد بينت التجارب
أن الدولة تصادر الثورة مع الإستمرار برفع شعاراتها.
1-
التجربة السوفياتية أظهرت أنه بعد موت لينين
وتسلم ستالين مقاليد الحكم، باشر في بناء أجهزة الدولة متجاهلاً كل ما تفرضه الأفكار
الثورية التي قامت الثورة على أساسها. واستمر النهج الستاليني إلى أن تفكك الإتحاد
السوفياتي من دون حرب لا داخلية ولا خارجية.
2-
في الصين، بدأت الثورة بالإنهيار حتى ما قبل
موت ماو تسي تونغ. حيث اضطر ماو إلى ما أسماه الثورة الثقافية بقصد تجديد الثورة التي
لم تصل إلى النتائج التي توخاها ماو. وما أن مات حتى قامت الأجهزة البيروقراطية للدولة
والحزب بطرد جماعة ماو (عصابة الأربعة)، واستحدثت نظاماً يقوم على الشراكة ما بين
القطاع الخاص والقطاع العام وتحولت قيادات الحزب الشيوعي إلى أصحاب ملايين. ولا
زال جزء لا بأس به من الشعب الصيني يعاني الجوع والبطالة باعتراف الأجهزة الرسمية.
3-
في إيران، حافظت الثورة على تألقها حتى إبان
الحرب الخليجية بقيادة العراق وبإيحاء من أمريكا عليها، لأن الأولوية كانت للتربية
الثورية التي حرص عليها الإمام الخميني وكذلك الحرص على شعارات الثورة الأساسية
بوحدة المسلمين وبأن الكيان الصهيوني غدة سرطانية يجب إزالته.
بعد موت الإمام تقدمت أجهزة الدولة على الطروحات الثورية. فشعار الغدة السرطانية أصبح ضرورة إيجاد حل عادل بين الشعب الفلسطيني ودولة الإحتلال.
إبان الحرب التي شنها حافظ الأسد على "حماة"، كان الإمام الخميني ضد الأسد بالرغم من أنه نصح بعدم القيام بالإنتفاضة ضد النظام لأن الوقت غير مناسب. وكان يعتبر أن البعث السوري والبعث العراقي لا يختلفان، لذلك لم يستقبل يوماً حافظ الأسد بالرغم من تأييد الأخير لإيران ضد العراق.
بعد موت الإمام تقدمت أجهزة الدولة على الطروحات الثورية. فشعار الغدة السرطانية أصبح ضرورة إيجاد حل عادل بين الشعب الفلسطيني ودولة الإحتلال.
إبان الحرب التي شنها حافظ الأسد على "حماة"، كان الإمام الخميني ضد الأسد بالرغم من أنه نصح بعدم القيام بالإنتفاضة ضد النظام لأن الوقت غير مناسب. وكان يعتبر أن البعث السوري والبعث العراقي لا يختلفان، لذلك لم يستقبل يوماً حافظ الأسد بالرغم من تأييد الأخير لإيران ضد العراق.
الدولة في إيران حالياً قدمت الغالي والرخيص لدعم الحكم الظالم في سورية.
فهي لم تنظر لمصلحة ما يسمى وحدة المسلمين إنما نظرت إلى مصالحها كنظام يملك أوراق
ضغط لتحسين شروطه في المفاوضات مع أمريكا التي تكون حيناً شيطاناً أكبر وحيناً آخر
يصغر.
في إيران أيضاً تقدمت الدولة على الثورة وإرث الإمام الخميني الثوري أصبح
حبيس الكتب والمجلات، أو للتعويذات في أحسن الحالات. ولا ضررة للتحدث عن الوحدة
الإسلامية ومآلاتها بعد غياب الإمام.
وهكذا نرى أن الثورات تنتهي لصالح أجهزة الدولة. أهم
الأسباب هي مصادرة حرية الشعب ومنعه من حماية الثورة، ولكن تحت شعار حماية الثورة.
يقتلون الشعب للحفاظ على مصالحه! لا تتعجبوا، هذه هي الشعارات.
على كل حال، لا يظنن أحد أن هذا تحريض على إيران. في هذا
الإقليم، نحن، كشعوب، بحاجة للتضامن فيما بيننا لنفرض على أنظمتنا في تركيا وإيران
والدول العربية التخطيط الإقتصادي والتعليمي والسياسي المشترك بالرغم من اختلاف
أنظمتها. وعلينا أن لا نسمح لهذه الأنظمة تحريض الشعوب على التقاتل فيما بينها
لأسباب قومية أو دينية أو سياسية كما تفعل السعودية وإيران! نحن بحاجة للتضامن
فيما بيننا للتحرر من الهيمنة الأمريكية وللتحرر مما تجرنا الأنظمة إليه من التقاتل
الداخلي حتى تستمر بمصادرة حرياتنا واستغلالنا.
3 تشرين الثاني 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق