هناك جانبان لترسيم
الحدود، أحدهما مبدئي والآخر سياسي. وهذان الجانبان لا ينفصل أحدهما عن الآخر.
من ناحية المبدأ، لا
شيء يمنع من التباحث مع العدو حول مصلحة تهم عامة اللبنانيين، شريطة عدم تقديم أية
تنازلات تؤثر على مستقبل العلاقات مع الأصدقاء أو الحلفاء. وقد تباحث النبي عليه
الصلاة والسلام مع العدو (قريش) وأقام صلحاً معه هو صلح الحديبية. ومن الجدير ذكره
أن كثيراً من الصحابة أنكر على النبي إقامة هذا الصلح ثم تراجعوا عندما تبين لهم
أن النبي محق باقامة هذا الصلح.
من الناحية السياسية،
إقامة أي صلح مع العدو أو إيجاد حلول لبعض الشؤون البينية التي تهم شعبنا والتي من
الممكن أن تكون مناسبة للعدو في نفس الآن، يجب أن تكون في ظرف مناسب لنا، وإلا،
فهذا يعني أن المباحثات لن تؤدي إلا إلى تنازلات للعدو. والكيان الصهيوني عدو وليس
خصماً.
هل الوقت الحالي مؤات
لنا؟
الجواب هو النفي؟ لأن
المجتمع اللبناني مشرذم بشكل كارثي من جميع النواحي. وهذا ينطبق على المجتمعات
العربية التي نتأثر بها. سورية مجتمعها منقسم وكذلك العراق. الأردن يمر بأزمات لا
فكاك منها. وهذا كله يؤثر سلبياً على لبنان، وخاصة إذا أضفنا أن هناك بعض الأطراف
اللبنانية تساهم بالحروب البينية القائمة.
كما أن العدو يعرف أنه
يفاوض الطرف الذي يشارك في هذه الحروب. وهذا يدل على أن هذا الطرف مأزوم بسبب رفض
معظم اللبنانيين لمشاركته هذه. فكيف يمكن مفاوضة العدو في هذه الظروف غير
المؤاتية؟
بكلمة واحدة، مفاوضة
العدو تتطلب تناغماً كبيراً بين مختلف القوى الفاعلة في المجتمع اللبناني مما يعطي
القوة لهذا المفاوض. الانقسام القائم حالياً يمنع المفاوض اللبناني من إبراز عوامل
القوة التي يملكها.
لذلك، الغالب هو أن
فتح باب التفاوض الآن، كان لعوامل خارجية لا علاقة للداخل اللبناني بها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق