بعد الهجمات الارهابية
التي قام بها فرنسيون من أصول مغاربية، ومتخرجون من مدارس فرنسية ولا يعلمون شيئاً
عن الاسلام ومنهم من يحمل سواراً الكترونياً، أي أن الشرطة تعرف مكان وجوده في كل
لحظة، ولا يحسنون العربية، هل تذكر يا سيد ماكرون أنك صرحت يومها، بأن لا علاقة
للاسلام بهذه الهجمات، إنما سببها الرئيس هو عدم اهتمام السلطات الفرنسية
المتعاقبة بالضواحي وبسكان الضواحي؟ وللتأكيد، نضيف بأن جميع التحركات المعادية
للسلطات كانت تنطلق من الضواحي. ولم يخطر على بال أحد اتهام المسلمين أو الاسلام
بهذه الحركات.
المهم أن السيد ماكرون
وعد ناخبيه بأنه سيهتم بالضواحي وأنه سيحل المشاكل المزمنة لسكانها في حال تم
انتخابه رئيساً!
اليوم ندعوه الرئيس
ماكرون! وهذا الرئيس ماكرون، بعد أن جهد لتعليم المسلمين الفرنسيين دينهم، صرح ومن
دون أن يشعر بأي حرج أن أحد أهم الأسباب للارهاب هو إهمال سكان الضواحي.
ولكن، هل تعتقد السيد
الرئيس أن سكان الضواحي سينتخبونك كما فعلوا سابقاً وأنت لم توف بوعودك اتجاههم؟
لماذا هذه الحملة على
اسلام المسلمين وفي هذا الوقت بالذات؟
بعد أن تبين لمعظم
الفرنسيين أن السيد ماكرون هو الخادم الأمين للرأسمال المعولم، وخاصة المالي منه،
وبعد أن قامت الحركات الشعبية بالتظاهر ضد سياساته التي تميزت بمحاولات حثيثة على
نزع الكثير من الضمانات التي تمكنت الحركة العمالية الفرنسية من الحصول عليها
نتيجة عقود من النضالات قدمت خلالها الآلاف من الشهداء، وجد ماكرون نفسه من دون
غطاء شعبي. فمظاهرات السترات الصفر استمرت لأكثر من سنة. ناهيك عن اضرابات الكثير
من النقابات مثل نقابات النقل العام والقطارات بسبب رفع سن التقاعد من غير وجه حق.
فقد رفعت الحكومة سن التقاعد من الستين الى الثلاثة وستين عاماً وسيصبح سبعاً
وستين. اضافة الى مد اليد الى بعض الضمانات الأخرى.
من هنا، وبدلاً من أن
يحل مشاكله مع الناس، آثر العمل على غرائزهم. فمن المعروف أنه بعد العمليات
الارهابية التي قام بها بعض الفرنسيين من الذين ينسبونهم الى الديانة الاسلامية،
ارتفعت وتيرة التمييز العنصري عند الفرنسيين المتعصبين أصلاً. وبدلا من العمل على
ايجاد الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، آثر ماكرون تفجير العصبيات وخلق
انقسام في المجتمع الفرنسي يمكنه بعد ذلك من قيادة اليمين الفرنسي المتطرف والفوز
في الانتخابات القادمة التي أصبحت على الأبواب.
إشارة لا بد منها:
الإسلام يا سيد ماكرون ليس ديناً جامداً. النص ثابت ولكن الفهم يعود الى المجتمع
وتطوره وظروفه. الاسلام يتعامل مع المشاكل العيانية وليس الافتراضية، لذلك ترى
الكثير من الاجتهادات... وتراها أحياناً متناقضة. وهذا طبيعي وعلمي في آن. لأن من
ينطلق من معطيات واقعية وتحديد أيها الذي يلعب الدور المحوري سيصل الى نتائج ربما
لا تُرضي غيره الذي لم ينطلق من نفس الوقائع أو لم يسلم بنفس المعطيات.
خلاصة
سيد ماكرون، لست أهلاً
لتطوير الاسلام والمسلمين. هذه مهمة أهملتها منذ تسلمك الرئاسة في فرنسا، ولم يعد لديك
ما تخدع به الفرنسيين الا الزعم بتطوير الاسلام أو بلغة واضحة وفصيحة: التضييق على
المسلمين وقمعهم بحجج واهية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق