بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

السبت، 9 يوليو 2022

ممثل الشرك حالياً

 بعث الله النبي بالدين لكل زمان ومكان. وبما أن الدين ثابت، وبما أن الانسان والزمان متغيران، ففي هذا دليل على أن فهم الدين ليس ثابتاً وإنما يتغير تبعاً لتغير الانسان وتغير الزمن.

بعد هجرة النبي من مكة الى المدينة، كان معيار اسلام المسلم هو الهجرة الى المدينة. الهجرة الى المدينة هي لنصرة المسلمين بقيادة النبي الكريم لتقوية الدعاة الى الدين أمام أئمة الكفر الذين جنّدوا أنفسهم لمحاربة الدين والنبي والمسلمين. وهذا واضح في قوله تبارك وتعالى: والذين آمنوا ولم يُهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يُهاجروا...

أما بعد صلح الحديبية واعتراف المشركين بكيان مستقل عن القبائل للمسلمين والذي أعقبه فتح مكة، تغيرت الأولوية، ولم تعد الهجرة الى المدينة ضرورية. وفي هذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا هجرة بعد الفتح...

وفي ذلك، قال الله تعالى: ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء...

وفي هذا وضوح تام أن هؤلاء المؤمنات والمؤمنين الذين لم يهاجروا أصبحوا تحت ولاية المسلمين التي لم تكن كذلك قبل الفتح.

ليس هذا فحسب، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام، بعد أن هاجر الى المدينة، وكتب الوثيقة السياسية الشهيرة بين المسلمين من المهاجرين والمسلمين من أهل المدينة وكذلك الوثيقة بين المسلمين وأهل المدينة من اليهود والمشركين، بيّن في هذه الوثيقة أن العدو هو قريش، لذلك كانت هذه الوثيقة تمنع على أهل المدينة التعامل مع قريش بأي شكل من الأشكال.

والتأسي برسول الله مفروض علينا: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر... والتأسي يعني ضرورة تحديد عدو الإسلام والمسلمين في هذه الحقبة التاريخية. أي العدو الذي يُفترض أن على المسلمين محاربته.

الأسباب الموضوعية تقول بأن العدو هو الكيان الصهيوني الذي أقامه الصهاينة على أرض الفلسطينيين التي اغتصبوها عنوة وبمساعدة من المملكة المتحدة في طور التأسيس وبمساعدة الإدارة الأمريكية حالياً. أما معسكر الأعداء فهو جميع من يتعاون أو يُساعد هذا العدو الغاصب.

الذين يتعاونون مع العدو من أبناء جلدتنا هم خصوم لنا من غير شك. ولكن شعوب هذه البلاد التي يغتصبها حكامها هم أصدقاءنا وأحباءنا.

والتذرع بصداقتهم للعدو لتصنيفهم أعداء لنا هو تصنيف خاطئ ومدمر في نفس الحين لأنه يؤدي الى الحروب البينية التي دمرت مجتمعاتنا بسبب هذه الأغلاط ذات الطابع الاستراتيجي.

الصهاينة ليسوا من أهل فلسطين، إنما هم غزاة لهذه الأرض. أما السوريون والعراقيون واليمنيون ووو... هم أهل هذه الأرض ليس من المعقول محاربتهم بسبب الخلافات مهما عظمت. أما الانتفاضات أو الثورات التي تقوم في أي قطر من هذه الأقطار، فلا علاقة للبلدان الأخرى بها.

فتدخل الخليجيين، على الضفتين، في أحداث سورية أدى الى تدمير معظم المدن السورية. وهذا ما حدث في اليمن والعراق وبمعونة الأمريكيين وغيرهم.

هل أرادت الإدارة الأمريكية أن تؤمن للشعب العراقي أو الليبي أو السوري مصالحه؟ فمعروف أن الإدارة الأمريكية هي عدوة لجميع الشعوب في العالم. فهل مساعدتها في محاربة "داعش" هي لصالح الشعب السوري والعراقي أم للإجهاز على المدن العراقية والسورية. ومعروف من كان حلفاء الإدارة الأمريكية في هذه الحروب.

... ... ...

من هنا وجب علينا أن نتفكر قليلاً أو كثيراً، ثم نستغفر الله، ونعمل على تغيير استراتيجيتنا بما يؤمن مصالح شعوبنا في هذا الإقليم التي اعتادت شعوبه على العيش مع بعضها البعض... ونكف عن هذه الحروب البينية لتأمين مصالح شعوبنا ومستقبلها.

ليست هناك تعليقات: