مصر
"اندلعت اشتباكات في عدة مدن مصرية يوم الجمعة خلال مسيرات لمؤيدي
الرئيس المعزول محمد مرسي للمطالبة بإنهاء الحكم المدعوم من الجيش في تحد للحملة
الأمنية ضد الجماعة.
وقالت شاهد عيان من رويترز إن عربة
تابعة للجيش المصري أطلقت أعيرة نارية حية باتجاه أنصار جماعة الإخوان المسلمين
الذين أبعدتهم قوات الأمن عن ميدان التحرير في القاهرة يوم الجمعة.
وقالت مصادر طبية إن أحد أنصار الإخوان
المسلمين قتل بعد إصابته بعيار ناري في اشتباكات قرب وسط القاهرة.
وألقى مارة الحجارة على المحتجين أنصار
مرسي الذين ردوا بالحجارة أيضا. واطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع في وقت
سابق لصد مسيرة مؤيدي مرسي.
وشارك آلاف المحتجين في مسيرات يوم
الجمعة باتجاه موقع اعتصام سابق فضته قوات الأمن بالقوة في أغسطس آب الماضي في
منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة.
وحاول أنصار جماعة الإخوان المسلمين
الوصول إلى قصر الرئاسة لكن قوات الشرطة صدتهم.
ووقعت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين
لمرسي في الاسكندرية ثاني أكبر مدن البلاد وفي مدينتين أخريين في دلتا النيل".
ما نقلناه عن "رويترز" هو صورة المشهد المصري من وقت لآخر. نتساءل
ما الذي يكسبه المواطن المصري العادي من إعادة الشرعية أو عدم إعادتها؟ لقد حكم
الإخوان المسلمون مصر لمدة عام ولم يقدموا للشعب المصري شيئاً، وكأن ثورة يناير
قامت من أجل أن يستولي الإخوان على الحكم. وهذا ليس صحيحاً. وقام الإنقلاب العسكري
على مرسي، وأيده جزء كبير من الشعب. وقام الإخوان بتحركات مضادة للإنقلاب من دون
أن يتمكنوا من إعادة الشرعية.
ما هو الموقف الراهن؟ وما مدى ارتباطه بالقضايا الأساسية لجماهير الشعب
المصري؟
1 – قضية الشرعية: لم يتمكن أي من الطرفين، سواء المؤيد للإنقلاب
العسكري أو المؤيد لشرعية الإنتخاب من حشد مميز للجماهير حتى يتمكن المراقب من أن
يقول أن هذا الطرف يفوز على الطرف الآخر. علماً أن هذه الصورة الجامدة هي لصالح
الإخوان المسلمين لأنهم يتحركون رغم الإرهاب الذي يمارسه العسكر بحقهم. كما أنهم
يملكون الشرعية الدستورية. ولكن رغم ما تقدم لا يمكن للإخوان الفوز لأنهم حتى الآن
لم يقوموا بإعادة تقييم تحركاتهم التي تعمل على إعادة الشرعية. وهذا يعني بالمقابل
أن الرابح هم العسكر ومعسكرهم.
2 - القضية الإقتصادية-الإجتماعية:
لا يطرح أي من الطرفين هذه القضية رغم أهميتها المطلقة. من الطبيعي أن لا يطرحها
العسكر لأنهم هم الذين يتمتعون بخيرات الشعب المصري على حساب الأكثرية الساحقة من
هذا الشعب. ويهمهمجداً أن يموهوا الصراع لأنه لصالحهم. بينما على الإخوان المسلمين
أن يطرحوا المظلومية التي تصيب عامة جماهير الشعب المصري المسحوقة، حيث يسرق الجيش
40% من الإقتصاد المصري لصالح كبار الضباط من الطغمة العسكرية الحاكمة. كما أن
جماعة هذه الطغمة من كبار الرأسماليين المصريين هم الذين سرقوا القطاع العام
وخصصوه لصالحهم الشخصي وحرموا جماهير الشعب المصري منه.
هذا من دون أن ننسى بأن المعونة الأمريكية لمصر والذي يبلغ حجمها 1,3
مليار دولار يستولي عليها العسكر بمفرده. وهناك من يطرح للتعمية أن يرفض الجيش هذه
المعونة ولكن من دون أن يطرحوا إعادة الإستثمارات التي يقوم بها الجيش للخزينة
المصرية.
نفهم أن يمنع العسكر إثارة هذه المواضيع الأساسية ولكن كيف نفهم أن
الإخوان المسلمين لا يطرحون مظلومية الشعب المصري من قبل العسكر والطغمة
الرأسمالية.
3 – المسألة الوطنية: منذ استيلاء العسكر على السلطة، نرى أجهزة
الإعلام المصرية الناطقة باسم الجيش تركز عداوتها على "حماس" والشعب
الفلسطيني. إنهم يريدون تحويل عداوة الشعب المصري من العدو الإسرائيلي إلى الشعب
الفلسطيني. كما وأنهم يركزون على أن هناك نية لإعطاء سيناء للفلسطينيين بدلاً من
فلسطين. وهذا أيضاً من أجل تعميق العداوة مع الشعب الفلسطيني. الإخوان المسلمون لا
يتطرقون لهذا الموضوع أيضاً وهذا لصالح العسكر وليس لصالح معركتهم ضد الإنقلاب
العسكري.
4 – قضية نهر النيل: لا مصر من دون النيل. الجميع لا يُدخل قضية سد
النهضة في المعركة الوطنية القائمة في مصر. هل لأن أمريكا وإسرائيل تؤيدان إثيوبيا
في إقامة سد النهضة التدميري بالنسبة لمصر؟
أخيراً، في حال لم يعتذر الإخوان المسلمون من الشعب المصري لسوء
إدارتهم الحكم إبان رئاسة مرسي، وفي حال لم يعتذروا عن سوء إدارتهم للمعركة الحالية
و يصححوا مسارها، فسوف يخسرون ولن تقوم لهم قائمة. كما وان عليهم الإعتذار من جميع
القوى التي ساعدتهم لإيصال مرسي لسدة الرئاسة وتنكر الإخوان لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق