حسن ملاط
أعلنت وكالة نفوستي للأنباء أن معهد الاستشراق
الروسي أعلن أنه سينظم، أواسط شهر يناير/كانون الثاني الجاري، اجتماعا لممثلين عن
الفصائل الفلسطينية السياسية لبحث سبل تجاوز الصراع الداخلي بينها وإحياء الوحدة
الوطنية.
ومن
المقرر أن يركز الاجتماع على حل النزاع بين حركة "فتح"، التي تشكل قوة
رئيسة في السلطة الوطنية الفلسطينية المسيطرة على أراض واقعة في الضفة الغربية
لنهر الأردن، وحركة "حماس" التي تحكم في أراضي قطاع غزة.
ومن
المتوقع أن المشاركين في الاجتماع سيلتقون في موسكو مع كل من وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف، ونائبه ميخائيل بوغدانوف.
يذكر
أن هذا الاجتماع ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن عقد معهد الاستشراق مباحثات بين
الفصائل الفلسطينية الأساسية، برعاية مديره فيتالي نعومكين، في العام 2011.
ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الإجتماع ليس رسميا، حسب السيد
نعومكين.
مقدمة
كان الإجتماع الأول لهذه الفصائل في موسكو غداة اندلاع
الإنتفاضة السورية. وقد كان تأثير الروس شبه معدوم في إقليمنا. ولكن بعد التدخل
العسكري الناشط للغزاة الروس للأراضي السورية، أصبحت موسكو لاعباً أساسياً في
الإقليم لا يمكن لأي أحد تجاوزه. فقد تمكنت من دعم موقف الأسد الذي كان منهاراً، إلى
جانب داعميه من القوات الإيرانية. وقد اضطر قائدها الجنرال قاسم سليماني إلى
الذهاب إلى موسكو شخصياً طلباً لدعم قواته التي كانت على شفا الإنهيار.
كذلك، فإن الدور شبه الغائب للإدارة الأمريكية قد جعل
الدور الأول في المنطقة للروس.
إضافة إلى ما تقدم، فالكيان الصهيوني الذي يراقب الأراضي
اللبنانية والسورية على مدار الساعة، أصبح ملزما بالتنسيق مع القوات الروسية
المتواجدة على الأراضي السورية. وهذا ما اضطر رئيس وزراء العدو لزيارة موسكو عدة
مرات للتنسيق مع الرئيس بوتين.
1-
حدود الدور الروسي
منذ زيارته الأولى للكيان الصهيوني، أعلن الرئيس بوتين أن أمن الكيان
الغاصب هو أولوية بالنسبة له. وقد أكد على ذلك من كون أكثر من سدس المستعمرين
الصهاينة في كيان العدو يحملون الجنسية الروسية. كما وأعلن أن على قادة العدو، حتى
يكونوا منسجمين مع أنفسهم أن ينسقوا مع روسيا وليس مع الإدارة الأمريكية.
وللإشارة فقط، فالعمليات الإجرامية التي قام بها العدو في الأراضي السورية
والتي كان اغتيال المقاوم سمير القنطار أهمها، قد تمت بتقنية عالية مع وجود الأس
300 و400 الذي يصل مداه إلى معظم أراضي فلسطين. وهذا يؤكد أن وعود بوتين لقادة
العدو كانت صحيحة.
هذه الفعالية للوجود الروسي على الحدود الفلسطينية، مضافاً إليها العلاقات
التاريخية التي تربط الفلسطينيين بالإدارة السوفياتية سابقاً والتي ورثتها الإدارة
الروسية، تجعل الدور الروسي يملك القدرة على أن يكون فاعلاً، وخاصة مع احتلاله
للأراضي السورية.
2-
ماذا يريد الفلسطينيون؟
أ-
لم تتعلم القيادة الفلسطينية من تجربتها مع
ما اصطُلح على تسميته "غزو الكويت". فقد أخذت القيادة الفلسطينية قرارات
اتسمت بالإنحياز إلى أحد طرفي النزاع الذي كانت نتائجه محسومة لصالح الغزو
الأمريكي الذي تم التحضير له بعناية. هذه القرارات أدت إلى تهجير الفلسطينيين مرة
أخرى من الكويت هذه المرة، بالإضافة إلى استياء دول الخليج مجتمعة من موقف القيادة
الفلسطينية.
هذا الموقف ليس له علاقة
بأحقية دخول القوات العراقية أو
بعدمها، ولكنه يتعلق فقط بالقرار الفلسطيني المتعجل.
ب-
الفلسطينيون ليسوا كما كانوا سابقاً. على
الفلسطيني أن يتموضع بشكل مختلف. وهذا التموضع يجب أن يكون النقطة الأولى التي يجب
نقاشها عند الإنتليجنسيا الفلسطينية. بعض الأسئلة التي لا بد من طرحها وعلى
القيادات الإجابة عليها:
1-
هل فلسطينيو ال48 فلسطينيون أم علينا أن نشك
بانتمائهم بسبب من حملهم هوية كيان العدو؟ هؤلاء يناضلون ببسالة ضد سلطات العدو
التي تسطو على أرضهم وتمنعهم من التمدد الطبيعي، وتمنعهم من السكن في القرى
"اليهودية". وأصبحوا الآن يملكون فقط2،3 من أرض فلسطين المحتلة في ال48. وقرار السماح
لهم بالبناء مرتبط بهدم مئات المساكن التي تسميها سلطات الإحتلال غير شرعية. هل
هذا القسم من الشعب الفلسطيني يُترك لقدره، خاصة أنه يقوم بنضال بطولي ضد سلطات
الإحتلال.
2-
إذا كان فلسطينيو ال48 مسلحين (نعم مسلحون)
من أجل قتل بعضهم بعضاً بسبب الثارات القبلية. الرسول عليه السلام تجاوز عن ثارات
قبيلته في حجة الوداع. هل للقيادة الفلسطينية دور في خلق الإستقرار في المجتمع
الفلسطيني في هذا القسم من فلسطين؟
3-
فلسطينيو المخيمات التي هُدمت في سوريا لأسباب
مختلفة ولا يمكن استبعاد المصير نفسه في أماكن أخرى! الفلسطيني الذي يأتمر بأوامر
لا علاقة لها بالإنتماء الفلسطيني، أو بصراعه مع العدو الصهيوني، هل يُعتبر هذا
العنصر من عناصر "المقاومة"؟. إذا لم يكن كذلك لماذا يجب على المخيم
بأكمله أن يتحمل مسؤولية تهور بعض العناصر؟ لماذا لا يلتحق بأماكن تواجد حزبه أو
منظمته؟ وهذا القرار لا يمكن أن يكون إلا فلسطينياً. أو على القيادة اللجوء إلى
خيارات أخرى تمنع عن المخيمات الفلسطينية المصير السوري أو المصير العراقي بعد
الغزو الأمريكي للعراق.
4-
فلسطينيو الشتاة، كيف يتموضع هؤلاء؟
5-
المؤسسات الفلسطينية "الرسمية" هل
لها دور في المستقبل القريب والبعيد؟
6-
السلطة العميلة هل هي حاجة للحركة الوطنية
الفلسطينية؟
7-
هل هناك برنامج وطني فلسطيني؟
لن أعدد جميع ما يجب تعداده، ولكن ألخص فأقول: إذا كانت
هذه المنظمات ذاهبة إلى موسكو من أجل المصالحة، فالأولى بها إما أن لا تذهب أو
تعود. أما إذا كانت ذاهبة من أجل استثمار الدور الروسي المستجد في المنطقة، فنعما ما
ستقوم به.
ولا بد من التشديد على تحديد ماهية الفلسطيني، إنتمائه
وتموضعه، والدور الذي على المنظمات السياسية لعبه ومنظمات المجتمع المدني في جميع
تجليات هذا الشعب المقاوم.
9 كانون الثاني 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق