ماذا هناك؟
بعد أن تمكنت الادارة الأمريكية
المجرمة من اغتيال سليماني في بغداد، في انتهاك صريح للسيادة العراقية، أصبح
الموقف الايراني حرجاً في العراق. ذلك أن سليماني كان هو بمفرده المنسق لجميع
النشاطات الخارجية.
هذا ما جعل الايرانيون يتراجعون
تكتيكياً ويقبلون بحكومة الكاظمي المعروف بعدائه للميليشيات التي تستخدمها ايران
في جميع نشاطاتها لمصادرة سيادة الدول التي تتعامل معها. وهذا ما جعل الادارة
الأمريكية تتراجع عن اعتبار التجارة مع ايران انتهاكاً للعقوبات الأمريكية من قبل
العراق.
ولكن، بالتزامن، حركت ايران
ميليشياته في العراق لمنع الكاظمي من تأمين الأمن المنشود وذلك بالعمليات ضد
الناشطين في انتفاضة العراق المباركة، من اختطاف وقتل وغيره. إضافة إلى عمليات
القصف التي تطال المنطقة الخضراء في بغداد.
القبول بالمبادرة الماكرونية ثم وضع
العراقيل أمام تنفيذها في لبنان، لا يعني رفضها بالمطلق، إنما يعني ضرورة تأجيلها
حتى تتمكن ايران من الحصول على ما تريده من الادارة الأمريكية.
الساحة العراقية هامة جداً، بالنسبة
لإيران، إقتصادياً. وهذا ما يجعلها تصمت عن الفتاوى التي يصدرها المرجع السيستاني
والتي تركز على حرية الشعب العراقي باختيار النظام السياسي الذي يريده. هذه
الفتاوى التي تحرره من الفتاوى التي يصدرها الولي الفقيه والتي تلتزمها الميليشيات
العراقية المسلحة.
ولكن هذه الفتاوى المتناقضة يدفع
ثمنها الشعب العراقي دماً وفقراً وجوعاً وعدم استقرار، لأن أمريكا لا يهمها
استقرار الشعب العراقي وايران لا يهمها أن يكون الاستقرار الا بتأمين مصالحها.
من هنا، وبما أن حكومة أديب، حتى
بالمواصفات الفرنسية، لن تتمكن من (شيل الزير من البير)، وبما أنها غير قادرة على
تأمين الاستقرار للساحة اللبنانية، لا بمؤازرة فرنسا ولا بمفردها، فالخيار الأوحد
هو استمرار حكومة تصريف الأعمال حتى اعادة انتخاب ترامب على رأس الادارة
الأمريكية.
ملاحظة أخيرة، لا يعتقدن أحد، أن
عدم استقرار الساحة اللبنانية يُهم أمريكا وغيرها. ما يهم أمريكا هو تأمين الأمن
والاستقرار للعدو... وهذا بأفضل حالاته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق