هل اكتشف سعد الحريري رفيق الحريري؟
ما من أحد إلا ويعلم أن الرئيس فؤاد السنيورة كان وكيلاً في رئاسة الحكومة اللبنانية ولم يكن أصيلاً. فهو في رئاسته كان يحضر لتسلم الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية. ولكن من المهم الاشارة إلى أن الرئيس السنيورة، رغم معرفته العميقة بالرئيس رفيق الحريري، لم يمارس السياسة على الطريقة الحريرية. من هنا كان يتجه إلى أن يكون له أصالة ما في هذه الممارسة. إن الرئيس السنيورة تم اختياره كرئيس لمجلس الوزراء اللبناني من قبل فريق الرابع عشر من آذار ومستشار هذا الفريق السفير الأمريكي. وحيث أن الرئيس السنيورة لا يملك من الحيثية الشعبية التي تجعله مسؤولاً أمام شعبيته، لذلك كان لزاماً عليه إرضاء من أتى به إلى سدة الرئاسة، ألأمريكي وحليفه الأوروبي وفريق الرابع عشر من آذار.
ما هو الفرق بين الرئيس السنيورة والرئيس رفيق الحريري؟
كان الرئيس رفيق الحريري صديقاً للأمريكان والأوروبيين لأسباب عديدة وأهمها على الإطلاق موقعه الاقتصادي الاجتماعي وما يمثل من رأسمال معولم. فهو في ممارسته السياسية كان عليه أن يرضي أكثر من طرف وأهم هذه الأطراف قاعدته الشعبية المتمثلة بالجماهير الواسعة للطائفة السنية. ومن المعروف تاريخياً أن هذه القاعدة كانت ولا تزال معادية للوجود الصهيوني في أرضنا العربية. وهي تؤيد من دون تحفظ كل من يعلن عداءه لإسرائيل. فالقاعدة السنية المؤيدة للرئيس رفيق الحريري هي نفسها التي كانت تؤيد السيد حسن نصر الله كممثل للمقاومة الإسلامية التي تجاهد العدو الصهيوني. الرئيس رفيق الحريري كان يعلم ما ذكرناه لذلك اتسمت علاقته بالمقاومة الاسلامية بالصداقة والمحافظة عليها.
ففي عدوان 1996 جند الرئيس رفيق الحريري جميع صداقاته الدولية لشرعنة عمل المقاومة الاسلامية المسلحة ضد العدو الصهيوني. كما وأن الاتفاق منع العدو الاسرائيلي من العدوان على المدنيين. أما في سنة 2000 فقد كان نصر المقاومة نصراً للرئيس الحريري أيضاً. من هنا كانت الصدمة كبيرة وغير محتملة بالنسبة للسيد نصر الله عندما فبركت إسرائيل والمحكمة الدولية إتهاماً للحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
كيف تصرف الرئيس السنيورة في ظروف مشابهة؟
في عدوان 2006 تمكنت المقاومة من الصمود الغير مسبوق أمام آلة الدمار الأميريكو-إسرائيلية. كيف فاوض الرئيس السنيورة المجتمع الدولي. لقد اقترح الرئيس السنيورة وفريقه المدعوم من السفير الأمريكي النقاط السبع والتي ينص أحد بنودها على نزع سلاح المقاومة الذي مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب (الرئيس رفيق الحريري شرعن سلاح المقاومة). ثم كان القرار 1701 الذي ينوي نزع سلاح المقاومة بشكل أو بآخر. أليست ممارسة الرئيس فؤاد السنيورة مناقضة تماماً لممارسة الرئيس الحريري؟
في أيار 2008 أصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة القرارات المشهورة والتي تنص على إزالة شبكة الإتصالات الخاصة بالمقاومة، وهذا ما يجعلها مكشوفة أمام العدو. أليست هذه الممارسة متناقضة مع ممارسة الرئيس الحريري. إن ما مكن السنيورة من القيام بذلك هو ضرورة إرضاء السفير الأمريكي والأوروبيين الذين كانوا يدعمون وجوده بالحكم إلى جانب فريق الرابع عشر من آذار. وليس لديه قاعدة شعبية مجبر على إرضائها.
هل الرئيس سعد الحريري يمثل امتداداً للرئيس رفيق الحريري أم للرئيس فؤاد السنيورة؟
نحن نرى بأن الرئيس سعد الحريري يريد أن يبني تجربته الخاصة في الحكم لأنه لو أراد أن يكون امتداداً لنهج السنيورة، ما كان هناك من ضرورة أن يأتي رئيساً لمجلس الوزراء. إن الدلائل تشير إلى أنه بدأ يخط نهجاً يبتعد قليلاً قليلاً عن فريق الرابع عشر من آذار. فصياغة علاقة حميمية مع الرئيس بشار الأسد وصياغة علاقة مقوننة مع الحكومة السورية تشير إلى هذا النهج. أما على صعيد المحكمة الدولية، فجميع الأنباء المسربة تقول بأنه طلب من حلفائه عدم التحدث عن موضوع المحكمة الدولية. وبذلك يخفف الاحتقان ويحضر القاعدة الضرورية لامكانية أخذ قرار جديد فيما يخص كيفية التعامل مع تلفيقات المحكمة الدولية.
ليس هذا فحسب، فالرئيس الحريري يعلم حق العلم ان حكم لبنان يتطلب التفاهم مع الجانب السوري أولا،ً كما ويتطلب التفاهم مع المقاومة ثانياً. ومهمة الحكومة هي أولاً وقبل كل شيء المحافظة على السلم الأهلي وتلبية مطالب الناس بالحياة الحرة والكريمة. والرئيس سعد الحريري لم يأت إلى الحكم هاوياً، إنما أصيلاً فهو يملك قاعدة شعبية لا يستهان بها. من هنا تكبر المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي لا يقوم بها إلا رجل الدولة. واعتقادنا أن الرئيس سعد الحريري منذ تسلمه مقاليد الحكم والتجارب التي مر بها خلال تشكيل الحكومة وبعد تشكيلها، قد مكنته من اكتساب تجربة غنية مكنته من اكتشاف الرئيس رفيق الحريري. الرئيس رفيق الحريري الذي تمكن من حكم لبنان في أكثر الظروف حراجة. فتصورنا أن الرئيس سعد الحريري سوف يظهر لكل الناس أنه رجل دولة من الطراز الأول، رجل دولة يحافظ على استقرار بلده وعلى تماسك أبنائه.
كيف سيتصرف الرئيس الحريري اتجاه موضوع المحكمة الدولية؟
لن يقبل الرئيس الحريري أن تكون المحكمة الدولية التي لا يمكنه التحكم بها سبباً لاهتزاز السلم الأهلي. وهذا ما دفعنا للقول أن الرئيس سعد الحريري بدأ يكتشف الرئيس رفيق الحريري.
القلمون في 3 آب 2010 حسن ملاط
ما من أحد إلا ويعلم أن الرئيس فؤاد السنيورة كان وكيلاً في رئاسة الحكومة اللبنانية ولم يكن أصيلاً. فهو في رئاسته كان يحضر لتسلم الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية. ولكن من المهم الاشارة إلى أن الرئيس السنيورة، رغم معرفته العميقة بالرئيس رفيق الحريري، لم يمارس السياسة على الطريقة الحريرية. من هنا كان يتجه إلى أن يكون له أصالة ما في هذه الممارسة. إن الرئيس السنيورة تم اختياره كرئيس لمجلس الوزراء اللبناني من قبل فريق الرابع عشر من آذار ومستشار هذا الفريق السفير الأمريكي. وحيث أن الرئيس السنيورة لا يملك من الحيثية الشعبية التي تجعله مسؤولاً أمام شعبيته، لذلك كان لزاماً عليه إرضاء من أتى به إلى سدة الرئاسة، ألأمريكي وحليفه الأوروبي وفريق الرابع عشر من آذار.
ما هو الفرق بين الرئيس السنيورة والرئيس رفيق الحريري؟
كان الرئيس رفيق الحريري صديقاً للأمريكان والأوروبيين لأسباب عديدة وأهمها على الإطلاق موقعه الاقتصادي الاجتماعي وما يمثل من رأسمال معولم. فهو في ممارسته السياسية كان عليه أن يرضي أكثر من طرف وأهم هذه الأطراف قاعدته الشعبية المتمثلة بالجماهير الواسعة للطائفة السنية. ومن المعروف تاريخياً أن هذه القاعدة كانت ولا تزال معادية للوجود الصهيوني في أرضنا العربية. وهي تؤيد من دون تحفظ كل من يعلن عداءه لإسرائيل. فالقاعدة السنية المؤيدة للرئيس رفيق الحريري هي نفسها التي كانت تؤيد السيد حسن نصر الله كممثل للمقاومة الإسلامية التي تجاهد العدو الصهيوني. الرئيس رفيق الحريري كان يعلم ما ذكرناه لذلك اتسمت علاقته بالمقاومة الاسلامية بالصداقة والمحافظة عليها.
ففي عدوان 1996 جند الرئيس رفيق الحريري جميع صداقاته الدولية لشرعنة عمل المقاومة الاسلامية المسلحة ضد العدو الصهيوني. كما وأن الاتفاق منع العدو الاسرائيلي من العدوان على المدنيين. أما في سنة 2000 فقد كان نصر المقاومة نصراً للرئيس الحريري أيضاً. من هنا كانت الصدمة كبيرة وغير محتملة بالنسبة للسيد نصر الله عندما فبركت إسرائيل والمحكمة الدولية إتهاماً للحزب باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
كيف تصرف الرئيس السنيورة في ظروف مشابهة؟
في عدوان 2006 تمكنت المقاومة من الصمود الغير مسبوق أمام آلة الدمار الأميريكو-إسرائيلية. كيف فاوض الرئيس السنيورة المجتمع الدولي. لقد اقترح الرئيس السنيورة وفريقه المدعوم من السفير الأمريكي النقاط السبع والتي ينص أحد بنودها على نزع سلاح المقاومة الذي مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب (الرئيس رفيق الحريري شرعن سلاح المقاومة). ثم كان القرار 1701 الذي ينوي نزع سلاح المقاومة بشكل أو بآخر. أليست ممارسة الرئيس فؤاد السنيورة مناقضة تماماً لممارسة الرئيس الحريري؟
في أيار 2008 أصدرت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة القرارات المشهورة والتي تنص على إزالة شبكة الإتصالات الخاصة بالمقاومة، وهذا ما يجعلها مكشوفة أمام العدو. أليست هذه الممارسة متناقضة مع ممارسة الرئيس الحريري. إن ما مكن السنيورة من القيام بذلك هو ضرورة إرضاء السفير الأمريكي والأوروبيين الذين كانوا يدعمون وجوده بالحكم إلى جانب فريق الرابع عشر من آذار. وليس لديه قاعدة شعبية مجبر على إرضائها.
هل الرئيس سعد الحريري يمثل امتداداً للرئيس رفيق الحريري أم للرئيس فؤاد السنيورة؟
نحن نرى بأن الرئيس سعد الحريري يريد أن يبني تجربته الخاصة في الحكم لأنه لو أراد أن يكون امتداداً لنهج السنيورة، ما كان هناك من ضرورة أن يأتي رئيساً لمجلس الوزراء. إن الدلائل تشير إلى أنه بدأ يخط نهجاً يبتعد قليلاً قليلاً عن فريق الرابع عشر من آذار. فصياغة علاقة حميمية مع الرئيس بشار الأسد وصياغة علاقة مقوننة مع الحكومة السورية تشير إلى هذا النهج. أما على صعيد المحكمة الدولية، فجميع الأنباء المسربة تقول بأنه طلب من حلفائه عدم التحدث عن موضوع المحكمة الدولية. وبذلك يخفف الاحتقان ويحضر القاعدة الضرورية لامكانية أخذ قرار جديد فيما يخص كيفية التعامل مع تلفيقات المحكمة الدولية.
ليس هذا فحسب، فالرئيس الحريري يعلم حق العلم ان حكم لبنان يتطلب التفاهم مع الجانب السوري أولا،ً كما ويتطلب التفاهم مع المقاومة ثانياً. ومهمة الحكومة هي أولاً وقبل كل شيء المحافظة على السلم الأهلي وتلبية مطالب الناس بالحياة الحرة والكريمة. والرئيس سعد الحريري لم يأت إلى الحكم هاوياً، إنما أصيلاً فهو يملك قاعدة شعبية لا يستهان بها. من هنا تكبر المسؤولية الملقاة على عاتقه والتي لا يقوم بها إلا رجل الدولة. واعتقادنا أن الرئيس سعد الحريري منذ تسلمه مقاليد الحكم والتجارب التي مر بها خلال تشكيل الحكومة وبعد تشكيلها، قد مكنته من اكتساب تجربة غنية مكنته من اكتشاف الرئيس رفيق الحريري. الرئيس رفيق الحريري الذي تمكن من حكم لبنان في أكثر الظروف حراجة. فتصورنا أن الرئيس سعد الحريري سوف يظهر لكل الناس أنه رجل دولة من الطراز الأول، رجل دولة يحافظ على استقرار بلده وعلى تماسك أبنائه.
كيف سيتصرف الرئيس الحريري اتجاه موضوع المحكمة الدولية؟
لن يقبل الرئيس الحريري أن تكون المحكمة الدولية التي لا يمكنه التحكم بها سبباً لاهتزاز السلم الأهلي. وهذا ما دفعنا للقول أن الرئيس سعد الحريري بدأ يكتشف الرئيس رفيق الحريري.
القلمون في 3 آب 2010 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق