بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الاثنين، 10 أغسطس 2015

مدلولات الإرهاب الصهيوني

                    مدلولات الإرهاب الصهيوني
حسن ملاط
قام الكيان الصهيوني على الإرهاب. وهذا يعني أن الإرهاب الصهيوني ليس مستجداً. فما نراه اليوم في فلسطين جميعها هو الإرهاب المستمر منذ أن سمح الإستعمار البريطاني للمستعمرين الصهاينة بالدخول إلى أرض فلسطين والتحضير لتأسيس كيانهم العدواني على الأرض التي طردوا أهلها ومالكيها منها.
ولكن لماذا نتحدث عن مدلولات هذا الإرهاب في هذا الوقت بالذات؟
ما يقوم به الصهاينة في فلسطين المحتلة حالياً هو نوعان من الإرهاب من حيث طبيعتهما. ولكل منهما مدلولات تختلف عن الآخر. فالإرهاب في حالة الضعف له مدلول يختلف عن ذلك التي تستعمله الجماعات في حال القوة.
استخدمت العصابات الصهيونية الكثير من الإرهاب الوحشي عند إنشاء الكيان، وذلك من أجل إجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم. فالمجتمع الدولي لم يعط الصهاينة، في قرار التقسيم، ما كانوا يحلمون به. لذلك أجبروا الفلسطينيين على ترك أرضهم واحتلها الصهاينة وأقاموا فيها مستعمراتهم.
يمكننا القول أن الإرهاب الذي استخدمه الصهاينة هو في لحظة الضعف لأن الكيان لم يكن قد استقر وأخذ شكله النهائي، أي دولة طبيعية مثلها مثل باقي الدول. من هنا يمكن القول أن هذا الإرهاب في هذه الظروف له تبرير "قيمي"، أي من أجل تأسيس كيان لشعب اضطهده الأوروبيون على مدى قرون.
ولكن في حال القوة، ماهو المبرر "الأخلاقي" للإرهاب الوحشي؟ وهنا نتحدث عن الأوضاع الحالية في الكيان الصهيوني، حيث يقوم الصهاينة بالإعتداء شبه اليومي على أصحاب الأرض ويقتلون ويحرقون من دون أي رادع من أخلاق أو ضمير، ومن دون أي وازع يمكن أن يفرضه المجتمع الدولي على هذه الجرائم.
نعتقد أن النوع الأول الدافع للإرهاب هو المبرر الإيديولوجي، والذي يقوم على أن اليهود هم شعب الله المختار وكل آخر هو خدم لهم ولا يملك أي حقوق. لذلك يحق لليهودي الإستيلاء على أرضه وطرده منها وقتله حتى هو وأطفاله، لأن هناك فتاوى عديدة تجيز ما أتينا على ذكره أفتى بها حاخامات يلعبون دوراً هاماً في الكيان الصهيوني وخاصة في تربية الأطفال على الجريمة وتقدير الجريمة إيجابياً وأخلاقياً ودينياً على أن فيه إرضاء لإله اليهود!
أما النوع الثاني، فهو ذلك الذي يعشش في داخل الصهاينة الذين يعيشون في أرض فلسطين والذين لا يرون مستقبلاً لليهود في هذه الأرض من دون إعطاء الفلسطينيين حقوقهم. أغلب هؤلاء يعتقدون في قرارة أنفسهم أن الأرض الفلسطينية هي للفلسطينيين وأن الصهاينة اغتصبوها. من أجل ذلك لا يمكنهم أن يعيشوا على هذه الأرض في سلام إلا إذا قبل ملاك الأرض الحقيقيين بتسوية ما تمكنهم من البقاء على هذه الأرض برضىً من أصحابها.
إذن العامل الأساس في العنف هنا هو الخوف الكامن، رغم فائض القوة الذي يملكونه ويقابله من الجانب الفلسطيني أن العودة لا بد آتية مهما طال الزمن. وهذا ما يجعل المطالبين بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم هم من الأكاديميين والمفكرين والأدباء والسياسيين المتقاعدين، أي أولئك الذين خبروا الحياة والفكر.
الإرهاب المتفلت من أي ضوابط، كما يحصل في فلسطين التاريخية، لا يسببه إلا خوف عميق غير متجوهر، أو شوفينية مطلقة. وكلاهما لا يمكن أن يخلق مجتمعاً متماسكاً.
الدلالات العميقة لهذا الإرهاب الصهيوني واليهودي ينم عن ضعف بنيوي على الصعيد النفسي يعطي مؤشرات على أن الكيان الصهيوني إلى انهيار. ولكن الشرط الموضوعي لهذا الإنهيار هو بناء مقاومة ترتدي أشكالاً متنوعة تغطي جميع مناحي حياة الشعب الفلسطيني في الوطن وفي الشتات، يواكبها حركة تضامنية من المجتمعات المحلية المتنوعة.
                                                                    10 آب 2015


ليست هناك تعليقات: