المخيمات الفلسطينية
حسن ملاط
ليست المجابهة
المسلحة هي الحل لجميع المشكلات. والعنف المسلح يكون عادة مع الأعداء وليس مع
الخصوم، مهما كانت هذه الخصومة. النبي صلى الله عليه وسلم كان يوادع المشركين في
كثير من الأحيان. أما العدو الرئيسي فعاهده في إحدى المرات (صلح الحديبية). ولكن
الأسلوب الذي استخدمه مع المنحرفين، كان أسلوباً يمكن التأسي به، إن لم يكن من
الواجب على الجميع استخدامه. هذا الأسلوب هو العزل، أي إعتزال المخالفين.
الخصوم هم أصدقاء محتملين في أكثر الأحيان. من أجل ذلك
طلب النبي عليه السلام مقاطعة الذين لم يشاركوا في حرب العسرة والذين سماهم القرآن
الكريم (الذين خُلفوا). وبعدها اعتزالهم وأخيراً عفا الله عنهم وعادوا كما كانوا
إخوانا.
الأخبار المتناقلة من مخيم عين الحلوة أن أحد التنظيمات
يهيء عسكره لاقتحام حي فيه أحد خصومه الذي قتل قائداً من قياداته...
المنظمات، مهما علا شأنها، ليس بإمكانها أن تضبط أمن
المخيمات. وذلك لأسباب عديدة أهمها الفساد والمحسوبيات والعشائرية ووو... الطرف
الوحيد الذي يمكنه القيام بذلك هم الأهالي. والمتضرر الأساسي من تنافس المنظمات هم
الأهالي.
على المتنورين من أبناء وبنات المخيمات الدعوة الجدية
لعزل كل من يهدد أمن الأهالي في المخيمات. هذه الممارسة لا تستدعي لا حمل السلاح
ولا الإحتماء بالسلاح. العزل يعني قيام أهل الحي وأهل المخيم بمقاطعة كل عنصر يهدد
أمن المخيم سواء بالسلاح أو بالمخدرات أو بالرذيلة أو بالقمار...إلخ. وهذه
الممارسة يمكن أن تتطور إلى طرده من المخيم...
أن يقوم الأهالي بدورهم بحماية أنفسهم وأطفالهم من
الفلتان هو أقل الواجب. فطريق فلسطين لا تمر من الحي الفلاني أو الحي الفلاني أو
مقتل فلان أو استشهاد آخر فهذا لايصيب الصهاينة بأي مقتل. إن من يجد نفسه غير قادر
على ضبط نفسه فليفتش عن مكان يؤيه خارج المخيم، يقبل بفساده.
جميع المعالجات استنفدت من قبل "المسؤولين".
جاء دور الأهالي، أصحاب المصلحة بالأمن والإستقرار.
أخيراً، حتى لا تلعنكم فلسطين، إحتفظوا بسلاحكم لقتال
الصهاينة...
1 آب 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق