حسن ملاط
أسفرت الإنتخابات البلدية عن فوز واضح للذين يملكون
إرادة التغيير. هذه النتيجة التي أخرجت الذين يفكرون بعقل هادىء ورصين، عن طورهم،
فراحوا يستخدمون الأساليب التي تقلل من هيبتهم أمام أنفسهم وأمام الناس.
نحن نعلم أن أصحاب المصالح لا يهمهم إلا مصالحهم. كما
وأننا نعلم أن هؤلاء على استعداد دائم لافتعال إشكالات لإفشال أي نقاش يمكن أن
يؤدي إلى إنتاج مجلس بلدي جديد يضع نصب عينيه الإنماء وترميم ما تم تخريبه على مدى
عقدين من الزمن.
ولكن الفوز الذي حققه دعاة التغيير بسلاح ناصع البياض:
هو إقناع الناس بصحة طروحاتهم من أجل بناء بلدة يفتخر أهلها وسكانها بها، سيتيح
لهم بالضرورة إكمال مسيرتهم المظفرة إذا التزموا بالقواعد التي تؤمن لهم الدعم
المستمر لأهل البلدة.
1- الإلتزام التام بالبرنامج الذي وعدوا الناس بتحقيقه بحذافيره مع الأخذ بعين
الإعتبار المستجدات التي يمكن أن تحصل.
2- وضع الأهالي بجميع المعوقات التي تحصل مع المجلس البلدي ومن الذي يسببها.
فطلب تأييد الأهالي والسكان للمجلس سيجبر المسؤولين على الرضوخ لمطالب البلدة.
3- كشف مالي موثق لمداخيل ومصاريف البلدية كل ستة أشهر.
4- الطلب من الأهالي والسكان النصح وبشكل دوري يُحدد من قبل المجلس البلدي
ويعمم على الأهالي والسكان.
5- الإلتزام الفعلي بعدم التفرد بأخذ المقررات (من قبل مراكز القوى)، لأن
البلدية ليست مؤسسة خاصة.
6- عدم استتباع البلدية لأي جهة سياسية، مهما كانت قوة نفوذها. من أجل ذلك،
يُمنع على رئيس البلدية، كائناً من كان، مناقشة شؤون البلدة مع أي جهة سياسية
بمفرده. والوفد الذي يرافقه يجب أن تُراعى فيه الإختلافات بالإنتماء السياسي.
أما النقطة المركزية والأهم، فهي عدم بدء
نشاط المجلس الجديد قبل الكشف من قبل خبير مالي على جميع مصاريف المجالس السابقة،
وإن كانت مصاريفها تمت بطريقة مشروعة وقانونية.
البلدية مؤسسة عامة، ملك أهالي القلمون
وسكانها. لذلك فالتغطية على أي إهدار بحقوق المواطنين يعني إعطاء الآخرين مما لا
يملك المجلس الجديد. فالمجلس الجديد معني وبشكل إلزامي على إطلاع المواطنين على ما
يحصل في مؤسستهم التي تسهر على راحتهم!
أما بالنسبة لتشكيل المجلس الجديد، فلا بد من
مراعاة الأمور التالية:
أ- تنحية جميع الذين اثبتوا فشلهم على مدى عقدين من عمر البلدة. ولا تتم أية
مفاوضات داخلية تطرح إمكانية التجديد للفشل المقيم.
ب- فضح كل أساليب الترغيب والترهيب التي يُمكن أن تُستخدم خلال المفاوضات.
الناس الذين صمدوا أمام اتفاق جميع الطبقة السياسية مستعدون للإستمرار بتحمل جميع
الضغوطات من أجل مصلحة البلدة.
ت- على دعاة التغيير وضع الناس بما يحصل من تطورات في تشكيل المجلس الجديد
ونبذ ما يُسمى الدبلوماسية السرية التي أنتجت الكثير من المآسي للشعوب، وفضح جميع
من يعيق المباشرة بالعمل البلدي المنتج.
ث- أنتم تتفاوضون مع خصوم وليس مع أعداء، فلا تستجيبوا لمن يريد أن يستعديكم.
ج- عدم القبول بأن يتكلم عضو بلسان عضو آخر من المجلس البلدي. فالأهالي
انتخبوا شباباً راشدين!
ضعوا نصب أعينكم أن من يعاندكم يدافع عن
مصالحه الشخصية، أما أنتم فتدافعون عن مصالح البلدة. فمن الطبيعي أن يكون متوتراً
وأنتم هادئون!
أملنا كبير أن يمن الله، تبارك في علاه،
علينا بمجلس بلدي فاعل، يتمكن من إعمار ما هدمه البعض وإنتاج بلدة نموذجية تكون
صورة مضيئة عن أهلها وسكانها.
القلمون في 2 حزيران 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق