الفصل الرابع:
سير الدرس
ان سير الدرس المقترح يكاد يكون ملزماً لمن يريد العمل في هذا الكتاب. ولكن هذا لايعني أن امكانية التطوير غير ممكنة، ولكن لا يمكن تطوير الطريقة المقترحة قبل العمل بها ولعدة سنوات. كما وأنني أرى أن يتم تقييم الطريقة في نهاية الصف الأول ونهاية الصف الثاني، لأنني أزعم (علماً أنني أؤكد) أن الطفل سوف يصبح قارئاً جيداً في نهاية الصف الثاني. كما وأنني لم أقترح التقييم في نهاية الروضة الكبرى مع العلم أن البدء في تعليم هذا الكتاب يكون في الروضة الكبرى وينتهي في الصف الأول؛ حيث أنه في نهاية الصف الأول سوف يتوصل الطفل الى قراءة بعض النصوص الصغيرة الحجم لأن كبر الحجم يخيف الطفل ويجعله يعتقد أن النص أكبر من مستواه.
1 – بما أن هذه الطريقة تجعل الكتابة تسير مع القراءة، من هنا وجب أن يقوم الطفل يومياً بتمارين تساعده على التوافق النفس - حركي وهي تمارين يعرفها جميع معلمات الروضات (Exercices de motricité, de latéralisation et de graphisme ). هذه التمارين لا تأخذ من الوقت أكثر من عشر دقائق.
2 – كل درس يبدأ بمراجعة صغيرة للدرس السابق تقوم على كتابة روسم الصوتم (كتابة الحرف) الذي تعلمه الأطفال وحده، وبأشكاله المختلفة. كما وعلينا كتابة عدة كلمات تحوي الصوتم بأشكاله التي تعلمها الأطفال.
ملاحظة: يمنع كتابة أية كلمة لا يعرف الأطفال جميع رواسمها لأنه يتناقض مع آلية عمل الدماغ.
3 – الدرس الجديد يبدأ بكتابة الحرف المنوي تعليمه للأطفال بأشكاله المختلفة. ويستحسن كتابته مسبقاً على اللوح وتغطيته حتى لا يراه الأطفال الا عندما يرى المعلم ان الوقت أصبح مناسباً. مثال ذلك: اذا اردنا أن نعلم الباء المفتوحة، فما علينا الا أن نكتب الباء مسبقاً على اللوح بشكليها ( الطويل والمقطوع) مع الفتحة طبعاً، ونغطي اللوح.
يبدأ الدرس بالاعلان أن درسنا اليوم هو ال(بﹶ) وليس الباء، كما وأنه لا نقول للأطفال (البه) كما يفعل أكثر المعلمات. لا نقول الأولى ولا الثانية لأن الطفل لن يرى الأولى ولا الثانية خلال قراءته. فاذا فعلنا ذلك نكون كمن يقوم بتشويش ذهن الطفل من دون أية ايجابية متوقعة. فالطفل عليه تعلم الحرف كما يلفظ بالتمام والكمال. كما وأنه ليس علينا أن نقول له (باء فتحة = ba كما بالفرنسية)، ولكن نكتب الباء مع الفتحة ونقول للأطفال أن الحرف المكتوب (هوالب= ba)، و نكتبه بشكليه: بَ = ﺒَ. نطلب من الأطفال لفظ الصوت مرات عدة بشكل جماعي. كما وعلينا أن نشير أن المعلمة عليها أن تلفظ الصوت بالشكل المفروض بدون أي خطأ، من حيث مخرج الحرف. فقد ثبت علمياً أن الصوتم يجب أن يتعلمه الطفل، لأن التقدم بالعمر لا يحسن اللفظ، انما يتحسن اللفظ بالتعلم الصحيح. اذن على المعلمة أن تحرص على أن يكون مخرج الحرف صحيحاً بامتياز، وهذه مسؤولية وأمانة.
بعد الاعادة الجماعية من قبل الأطفال، نطلب من كل طفل بمفرده اعادة لفظ الحرف، حتى نطمئن الى أن جميع الأطفال يجيدون لفظه. كما وعلينا التأكيد أنه لا يجوز مطلقاً الانتقال الى صوت جديد قبل أن يجيد جميع الأطفال قراءة الحرف وبالشكل الصحيح. ففي السابق كنا نقول أن معيار نجاح المعلم في الدرس هو تمكن 90 أو 95% من الأطفال من القراءة. ولكن المعيار في طريقتنا في تعليم القراءة قد تغير فقد أصبح المعيار هو تمكن جميع الأطفال من القراءة الصحيحة. وهذا التغير ناتج من انه ثبت علمياً أن الأطفال العاديين، أي غير المتخلفين عقلياً، يمكنهم التعلم بهذه الطريقة. فقد سبق وبينا أن الدماغ يتصرف بنفس الطريقة عند جميع الناس عند تعلمهم القراءة. لذلك علينا التاكيد أنه ممنوع مطلقاً الانتقال الى درس جديد قبل ان يجيد جميع الأطفال الحرف (صوتم وروسم).
ملاحظة: ما ذهبنا اليه لم يثبت علمياً فقط انما ثبت عملياً أيضاً وعبر الممارسة لهذه الطريقة.
4 – ننتقل الآن الى مرحلة جديدة وهي تمييز الصوتم في كلمات مختلفة. وهذا التدريب معقد نسبياً. فالمطلوب هنا تمييز الصوتم في كلمات مختلفة. أما التعقيد فهو بسبب تشابه اللفظ للحرف المطلوب سواء كان الحرف يأخذ هذا الشكل (بَ) أم الشكل الآخر، المقطوع (ﺒ). فاذا مارسنا الخلط بين الكلمات التي تحوي الشكل الكامل مع الكلمات التي تحوي الشكل المقطوع، نكون كمن يساعد الطفل على الاعاقة عندما ينتقل من القراءة الى الكتابة. مثال ذلك: (درب، جدب) و(برد، بقول)، ليس هذا فحسب، فهناك الحرف الطويل الغير متصل والطويل المتصل. مثال: (حسب، نسب) و(درب، جدب). فاذا أعطينا هذه الأمثلة المتصلة فهذا يعني أنها تكتب بنفس الطريقة لأنها تلفظ بالطريقة نفسها. لذلك أرى بأنه علينا كتابة الروسم على اللوح ونعطي الأمثلة حيث تتطابق اللفظة مع الروسم المكتوب على اللوح. مثال ذلك: نكتب (بَ) ونعطي الألفاظ التي تحوي الروسم المكتوب على اللوح. مثال: ( درب، تراب، درب...). وعندما نكتب الروسم للباء المتصلة والطويلة علينا اعطاء أمثلة حيث الباء متصلة وطويلة. مثال ذلك: (حقب، حسب، نسب...). نفس المثال بالنسبة للباء المقطوعة والمتصلة.
لماذا كل هذا الجهد؟ لأنه قد ثبت علمياً أن الطفل يملك ذاكرةً قويةً تمكنه من تذكر الكلمة التي سبق ومرت معه، وبالتالي عنده القدرة على التذكر لكيفية كتابتها. فنكون بهذا الجهد نوفر للطفل امكانية الكتابة الصحيحة عند البدء بها.
فتمارين التمييز الصوتمي تلعب دوراً هاماً بالانتقال السهل الى الكتابة اذا تم تنفيذها بالطريقة التي سبق ايرادها.
أما كيفية اجراء هذا التمرين فتكون بالشكل التالي: نطلب من الأطفال أن يضعوا أيديهم على الطاولات ويستمعوا جيداً الى الكلمات التي سوف تتلفظ بها المعلمة، وعندما يسمعون الصوت المطلوب ( ba ) عليهم أن يصفقوا مرة واحدة، أما اذا لم يسمعوا هذا اللفظ فعليهم أن يتركوا أيديهم حيث هي. وهكذا.
ملاحظة: اذا وجدنا صعوبة باللفظ عند الأطفال، علينا أن نريهم كيف نضع شفاهنا ولساننا اذا كان علينا استعماله باللفظ وندربهم فردياً، ان كان ذلك ضرورياً. فبالنسبة للباء نضع شفتينا على بعضهما البعض ونضغطهما ومن ثم نسمح للهواء بالخروج فنحصل على الباء...
5 – كتابة الروسم: لقد قلنا أن الكتابة تسير مع القراءة، لذلك علينا بعد الانتهاء من التمييز السمعي للصواتم الى تعليم الأطفال كتابة الرواسم التي تعود الى الصوتم الذي تعلموه، وهو الباء في المثال الذي أخذناه.
أ – كتابة الروسم في الفضاء: نبدأ باعادة كتابة الحرف على اللوح أمام الأطفال. ندير ظهرنا للأطفال ونقول لهم ما يلي: نرسم خطاً عمودياً صغيرا، ثم خطاً أفقياً متصلاً به وبعدها نرسم ذنباً صغيراً الى الأعلى، فنحصل على الباء. من دون نسيان وضع الفتحة من دون تسميتها لأنها سوف تظل مرتبطة بالحرف الى حين اجادة الطفل للقراءة. بعد ذلك نقف أمام الأطفال ظهرنا اليهم ثم نكتب في الفضاء الحرف باء بنفس الطريقة التي قمنا بها على اللوح شريطة أن يكون أكبر نسبيا ولكن من دون أن ننسى أننا نكتب على مساحة عمودية. هذه الممارسة نكررها مع الأطفال الى حين التأكد من اجادتهم كتابة الحرف.
ملاحظة: اذا ظهرت صعوبات عند بعض الأطفال، نعود الى التمارين الحركية والخطية، لأن عدم الكتابة من قبل بعض الأطفال هو دلالة على عدم نضوج التحكم في حركة اليد. أما في حال وجود أطفال يكتبون باليد اليسرى علينا القيام بنفس التمارين شريطة استعمالنا للثد اليسرى، سواء على اللوح أو في الهواء أو على الدفتر عندما يأتي دور الكتابة على الدفتر.
ب – استخدام اللمس في تعلم كتابة الحرف: ان طريقة التعلم التي تعتمد على مختلف الحواس هي الطريقة التي تثبت المعلومات في عقل الطفل. فحتى الآن استخدمنا العين والأذن، أما الآن فعلينا استخدام اللمس. أما كيفية اجراء التمرين فهي على الشكل التالي: نصنع أحرف بارزة بواسطة الجص أو نكتب الأحرف بواسطة ورق الزجاج الذي يستخدمه عمال الطلاء (الدهان) أو النجارين أو الحدادين. بعها نطلب من الأطفال تمرير اصبعهم على الحرف وهم يتلفظون به. نكرر هذا التمرين حوالي الخمس مرات على الأقل. نعيد نفس التمرين وأعين الأطفال مغمضة، فقد ثبت علمياً أن الذاكرة اللمسية تكون أقوى عندما تكون الأعين مغمضة.
ج – استخدام بطاقات الحروف المتحركة (lettres mobiles ): يمكن اعطاء الطفل عدة بطاقات لحروف مختلفة ونطلب منه جمع الحروف المتشابهة. وفي مرحلة متقدمة نطلب من الأطفال تأليف كلمات من هذه الحروف الموجودة على البطاقات. فهذا تعليم يحمل طابع اللعب. علينا الاشارة الى أن صناعة هذه البطاقات هو من السهولة بمكان.
ملاحظة: ان تأليف الكلمات من البطاقات هي ممارسة مهمة ولكن علينا أن نشير أنه لا يجوز مطلقاً استخدام أي كلمة من دون اعطاء الأطفال معناها. فنحن في هذه الطريقة نعمل على الانفتاح على المعنى بصورة مباشرة. أما في حال شكل الطفل كلمة من دون معنى وهو يلعب ببطاقات الحروف المتحركة، فعلينا الاشارة أمام الأطفال أن هذه الكلمة لا معنى لها ولا يمكن استخدامها.
د – كتابة الروسم على اللوح من قبل الأطفال: حيث أن الكتابة على مسطح عمودي هو الأسهل، لذلك علينا ان ندرب الطفل على الكتابة على هكذا مسطح. نطلب من الأطفال المجيء الى اللوح للكتابة، كل بمفرده، وبنفس الطريقة التي كتبت بها المعلمة. أي أنه على الطفل أن يعطي ظهره لرفاقه ويمسك القلم أو الطبشورة ويقول سأكتب الba . أرسم خطاً عمودياً صغيراً، وأصله بخط أفقي أطول قليلاً ثم أضيف اليه ذنباً صغيراً في نهايته الى الأعلى. ومن المفيد اعادة المحاولة أكثر من مرة واحدة ودائما تحت اشراف مباشر من المعلمة.
6 - قراءة الطفل في كتابه الخاص: علينا الاشارة الى ملاحظتين ضروريتين في هذا المجال.
الملاحظة الأولى: القراءة الصامتة ليس لها أي معنىً على الصعيد العصبي (neurologique )، لذلك لا نطلب من الأطفال القراءة الصامتة في اي حال من الأحوال. القراءة تكون دوماً بصوت عال.
الملاحظة الثانية: لا يمكن بأي حال من الأحوال اعطاء درس قبل درس آخر. أي علينا الالتزام الدقيق بترتيب الدروس في كتاب الطفل. ان عدم الاستجابة لهذا الطلب له آثار سلبية على الصعيد العصبي بالنسبة للطفل ويؤدي الى اعاقة القراءة.
يبدأ الطفل القراءة في كتابه، علماً أنه لن يجد أي روسم لم يسبق له تعلمه. ويقوم الطفل بتأليف مقاطع من الحرف مع الحروف التي سبق له تعلمها. ولا داعي لتكرار أن كل كلمة يجب ان يعرف معناها. وان الكلمة التي يؤلفها وليس لها معنىً، علينا ان نقول للأطفال أن هذه الكلمة لامعنى لها لذلك علينا التفتيش على غيرها ان وجد.
ان تكرار القراءة من قبل الأطفال وبصوت مرتفع مفيد جداً لهم. ولا بأس من القراءة الجماعية شريطة أن تكون على وتيرة الطفل الأبطأ بالقراءة.
عندما يصبح بامكاننا كتابة الجمل في الدرس تصبح وتيرة العمل وشكله مختلفا. نكتب كل جملة وحدها، اي نرجع الى السطر، وهذه الممارسة تكون مؤقتة ومرتبطة بامكانية الأطفال على تمييز الجملة.
عند قراءة الجملة من قبل الطفل نطلب منه شرح المعنى التي أفادته ونطلب منه صياغتها بلغته الخاصة. فالفهم هو الامكانية على الصياغة باللغة الخاصة. وهذا ما نعنيه بأن هذه الطريقة تساعد الطفل على الانفتاح على المعنى مباشرة.
ان عدم وجود رسوم في كتاب الطفل جاء نتيجة الدراسات النظرية التي قام بها Stanislas DEHAENE والتي أثبتت أن الرسوم والألوان تشتت انتباه الطفل عن القراءة. لذلك نجد ان كتاب الطفل هو أسود وأبيض فقط. فالمتعة يجدها الطفل في الانفتاح على المعنى مباشرة كما أثبتت السيدة Ghislaine Wettstein-Badour من خلال التجارب العملية التي قامت بها والتي تمتد الى أكثر من عقد من الزمن. على كل حال فسوف يتأكد من ذلك كل من يستعمل هذه الطريقة في تدريس الأطفال القراءة.
7 – الكتابة: الكتابة على اللوح مختلفة عن الكتابة على الدفتر، فهي أسهل. ألم نقل ان الكتابة على مساحة عمودية أسهل من الكتابة على مساحة أفقية. دفتر الطفل يجب أن يكون (دفتر حساب) أي مربعات صغيرة. فالأسطر الموجودة تعتبر مؤشرات بالنسبة للأطفال، وكذلك الأسطر العمودية. كما وعلينا الاشارة أن المعلمة عليها وضع نقاط البدء بكتابة الحرف على دفتر الطفل مع السهم الذي يدل الطفل على الاتجاه الذي عليه ان يتجه اليه. أما اذا توقعت بعض الصعوبات فما عليها الا أن تكتب للطفل أحرف منقطة حتى تسهل عليه كتابتها ... الى أن يصبح بامكانه كتابتها من دون التنقيط والأسهم. وفي هذا المجال لابد من الاشارة الى التنبه الى الأمور التالية:
أ - كيفية جلوس الطفل. (جلسته يجب ان تكون صحية بحيث لا تزعج العمود الفقري).
ب - كيفية مسكه القلم. (مسك القلم يكون بثلاثة أصابع وليس بأكثر).
ج - كيفية وضع الدفتر. ( يجب أن يكون مائلاً بحيث يتلاءم مع حركة اليد).
د - يبدأ الطفل بالكتابة دائماً من أعلى الى أسفل.
ﻫ - يبدأ الطفل بالكتابة بقلم الرصاص وليس بقلم الحبر.
و - يجب عدم السماح للطفل بالكتابة على ورقة بيضاء غير مسطرة، فهو بحاجة الى مؤشرات (repère ).
ز - هناك بعض الحركات يقوم بها الطفل وهو يكتب وتكون مؤشرات على عدم الثقة بالنفس وليس لها علاقة باجادته الكتابة أو عدمها؛ ككثرة استعمال الممحاة عند الكتابة مع أن كتابته تكون صحيحة في أكثر الأحيان.
ح - لا بأس من أن تكتب المعلمة نموذجاً للحرف الذي على الطفل كتابته (نموذج على كل سطر). على أن تكون غاية المعلمة هو أن يتوصل الطفل الى الكتابة بالشكل الصحيح سواء أأتم كتابة الكمية المطلوبة أم لا. ( النوعية هي المهمة وليس الكمية).
ملاحظة: يجب أن يكون خط المعلمة ممتازاً. هذه النقطة لا يمكن التهاون به لأن سوء خطها سينتقل الى تلامذتها من غير ذنب اقترفوه.
8 – النسخ: هذا النشاط ضروري جداً للأطفال، ويجب أن يجرى في كل يوم. ولا بد من الاشارة في هذا المقام أن هذه الممارسة ليست سهلة على الأطفال لأنهم ينقلون الحرف أو الكلمات عن مسطح عمودي (اللوح) الى مسطح أفقي (الدفتر).
لماذا نقوم بهذا النشاط؟
أ – حتى يتدرب الطفل على كتابة الأحرف والكلمات، وهذا يسهل الاملاء.
ب – للتدرب على تحسين الخط.
ت – حتى يتدرب على الكتابة السريعة.
ث – ولا يخفى علينا أن نسخ الطفل لما سبق له أن تعلمه يساهم في مراجعة المعلومات وتثبيتها.
ماذا ينسخ الطفل يوميا؟
ينسخ ما أخذه في اليوم نفسه وبعص مما تعلمه في الأيام السابقة.
9 – الاملاء: انها تمثل نشاطاً هاماً سواء للمعلمة أو للطفل. فالاملاء تمكن المعلمة من معرفة ان كان الطفل قد تمثل المعلومات التي أخذها وان كانت قد أصبحت معارف لديه. أما بالنسبة للطفل فهي المدخل له بالنسبة لامكانيته المستقبلية على تدوين مكتسباته.
تصحيح الاملاء يتم افرادياً أي أنه على المعلمة أن تطلع بنفسها على جميع دفاتر الأطفال. عند التصحيح تشجع الطفل على ما كتبه بصورة صحيحة وترشده الى كيفية الكتابة الصحيحة حيث ارتكب الخطا، ولكن من دون أي تعنيف أو استهزاء. كما وان مناقشة المعلمة أخطاء الطفل معه تشعره وكأنه أصبح كبيراً وهذا موقف ايجابي جداً بالنسبة للطفل. أما من يذهب الى أنه على المعلمة أن تشجع الطفل سواء أخطأ أم لا، فهذا لا يعتبر ايجابيا لأن الطفل يعلم أن المعلمة لا تعبر عن حقيقة ما فعله. كما وأن التشجيع يلعب دوره الايجابي ان كان في موقعه الصحيح وليس كما اتفق. اي اذا كان لا بد من التشجيع فما على المعلمة الا أن تطلب من الطفل ممارسةً او نشاطاً تعرف مسبقاً انه بامكانه اتقانه حتى تشجعه على حسن تنفيذه.
عند القيام بهذا النشاط يمكن ادخال بعض مبادىء النحو، حيث أنها تؤثر على كيفية كتابة الكلمة (مؤنث، مذكر، مفرد، مثنى، جمع، فعل، فاعل...)، من غير أن تعتبر المعلمة أنها تدرس الأطفال القواعد العربية. ومن الجلي أن هذا النشاط لا يبدأ الا بعد أن يقرأ الطفل الجمل. فالجملة هي نص يحمل معنى.
ملاحظة: لقد أثبتت التجربة العملية أن الأطفال الذين تعلموا القراءة بواسطة الطريقة التركيبية الصوتمية، كانوا يبدون الانشراح في حصص الاملاء.
10 – الراحة: بعد هذه الجهود المضنية التي بذلها الأطفال لابد لهم من الراحة. نطلب منهم أن يضعوا أمامهم كتب القراءة ويرسموا، أي يعبروا عن درسهم بواسطة الرسم. والرسم يكون حراً، ان لم يكن كذلك فهو لا يعبر عن ذات الذي يرسم. وأما بالنسبة للذين لا يحبون الرسم فيمكن ان يقوموا بأي نشاط ترفيهي هادف توافق عليه المعلمة. ومن المؤكد أن لدى المعلمة الكثير من الأفكار الخلاقة.
حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق