المؤتمر الأممي "لمناهضة العنصرية" في سويسرا - حسن ملاط
2009-04-26
خاص لمركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية
عُقد في سويسرا منذ أيام عدة مؤتمر أممي لمناهضة العنصرية. وقد دعت الجهة المشرفة الرؤساء والملوك لحضوره، ولكن لم يلب هذه الدعوة الا السيد أحمدي نجاد، الرئيس الايراني. وقد كان حضوره بارزا، حيث ألقى خطابا أثار المشاعر الانسانية، وخاصة عند أولئك الذين يتمتعون بحس انساني مرهف، عنيت الدول الغربية وبعض ملحقاتها.
ماذا قال الرئيس الايراني حتى أثار امتعاض الغربيين؟
وصف أحمدي نجاد اسرائيل في خطابه في مؤتمر مناهضة العنصرية في جنيف الاثنين بانها "النظام العنصري الأكثر قسوة وقمعا" بسبب معاملتها للفلسطينيين.
وقال الرئيس الايراني الذي جعلته المقاطعة رئيس الدولة الوحيد المشارك: "بعد الحرب العالمية الثانية، لجأوا الى الاعتداءات العسكرية كي يجعلوا أمة بكاملها بلا مأوى بذريعة المعاناة اليهودية... أرسلوا مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة واجزاء اخرى من العالم من اجل اقامة حكومة عنصرية تماما في فلسطين المحتلة... في الحقيقة، عوضوا العواقب الوخيمة للعنصرية في اوروبا بالمساعدة في أن يأتي الى السلطة اكثر الانظمة العنصرية قسوة وقمعاً في فلسطين".
كما قال احمدي نجاد: الكيان الصهيوني يسعى للقضاء على كرامة البشرية، لذا ينبغي أن تبذل الجهود لانهاء الدعم للكيان العنصري، مؤكدا أن العنصرية موجودة بسبب غياب الوعي 'لانها نتاج الانحراف عن المسار الحقيقي لحياة البشرية والابتعاد عن الالتزامات البشرية وناتجة ايضا عن عدم عبادة الخالق وعدم فهم فلسفة الحياة وهذا لضيق النظرة البشرية وجعل المصالح الذاتية هي المعيار للنجاح'.
ان المجتمع الدولي يواجه نوعا من العنصرية اليوم أدى الى تشويه الصورة البشرية , فالعنصرية تلجأ بشكل خاطئ للدين لكي تخفي حقيقة كرهيتها ووجهها البشع ولكن من المهم جدا ان نسلط الاضواء على الاهداف السياسية لمن يسيطرون على الموارد الاقتصادية والمصالح في العالم.
ان «تعويضاً عن العواقب الوخيمة للعنصرية في أوروبا ساعد في أن يأتي إلى السلطة أكثر النظم العنصرية قسوة وقمعا في فلسطين»، متهماً "هؤلاء (الحلفاء) بالتزام الصمت إزاء کل المجازر التي ارتكبها هذا الكيان بل وقدموا له الدعم".
هذا ما قاله أحمدي نجاد. فبالنسبة للوقائع التاريخية، لا يوجد مصادر يمكنها ان تقول بأن المهاجرين اليهود لم يأتوا من خارج فلسطين من أجل احتلالها وطرد أهلها. وجميع الوقائع التاريخية تؤكد أنهم أتوا بمعونة الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا العظمى. وبلفور (الوزير البريطاني) الذي تكرم على الصهاينة بالأرض العربية الفلسطينية أعطى من "كيس" غيره. وبعد أن أصبحت الولايات المتحدة رئيسة للمعسكر الغربي، تولت بنفسها امداد العدو بجميع ما أنتجته مصانعها من آلات الدمار لقتل الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية.
لماذا كانت ردة الفعل الغربية بالشكل الذي ترجمته بأن انسحب البعض مؤقتا والبعض الآخر انسحب نهائيا؟
دعونا نطّلع على بعض ما جاء في البيان الذي تمت الموافقة عليه مسبقا، في المؤتمر السابق:
في ما يلي مقتطفات مما ورد في اعلان وبرنامج عمل «دوربان 1» حول الشرق الاوسط ومعاداة السامية، الذي تم تبنيه بالاجماع خلال المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية في 2001. وأعيد تأكيده في ختام المؤتمر الثاني أمس.
وقد قررت دول عدة، منها الولايات المتحدة واسرائيل، مقاطعة «دوربان 2» بحجة ان مسودة البيان الختامي مطابقة لنص 2001. ورغم أن الإعلان الختامي لمؤتمر 2001 لم يتضمن هذه الصياغة فقد خص إسرائيل بالانتقاد وعلى سبيل المثال من خلال إشارة تقول 'نحن قلقون من محنة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الأجنبي'.
وبرر المؤتمرون اعلانهم المثير للجدل بالسعي للتخلص من تاثير انسحاب البعض من المؤتمر بسبب تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الى اسرائيل بأنها "حكومة عنصرية تماما" وهو تصريح وصفه مسؤولون في الأمم المتحدة بانه "كريه" و"غير مقبول".
ــ الفقرة 63: اننا قلقون لمصير الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال الاجنبي.
نعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وقيام دولته المستقلة، وبحق جميع دول المنطقة في العيش بأمان بما فيها اسرائيل، ونطلب من كل الدول دعم عملية السلام لتفضي الى نتيجة بسرعة.
ــ الفقرة 151: يدعو المؤتمر الى وضع حد للعنف واستئناف المفاوضات سريعا واحترام حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني واحترام مبدأ تقرير المصير، وانهاء المعاناة للسماح لاسرائيل والفلسطينيين باستئناف عملية السلام والتطور والازدهار بحرية وامان.
ــ الفقرة 58: تذكر بانه علينا الا ننسى محرقة اليهود ابدا.
ــ الفقرة 61: نلاحظ ايضا بقلق عميق تصاعد نزعة معاداة السامية والاسلام في مناطق مختلفة من العالم وظهور حركات عنصرية وعنيفة مستوحاة من العنصرية والافكار التمييزية حيال اليهود والاسلام والعرب.
ــ الفقرة 150: تلزم الدول في محاربة جميع اشكال العنصرية والاعتراف بضرورة محاربة معاداة السامية والعنصرية ضد العرب وكره الاسلام في العالم اجمع، وتدعو كل الدول الى اتخاذ تدابير فعالة لمنع تشكيل حركات تقوم على العنصرية والافكار التمييزية المتعلقة بهذه المجموعات.
نقول لماذا تقوم الولايات المتحدة بجهود من أجل اقامة دولتين (بناء لادعائها) ان لم يكن الفلسطينيون يعيشون تحت نير الاحتلال. وحتى بالنسبة لجميع البنود الأخرى لا نجد أي مبرر لانسحاب أية دولة حتى اسرائيل. فمبرر الانسحاب يجب أن نفتش عليه في مكان آخر. وسوف نحاول ذلك ولكن بعد الاطلاع على ما أتحفنا به ممثلي هذه الدول وأتباعهم بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة.
أبدى الامين العام للامم المتحدة في بيان "أسفه" للكلام المناهض لاسرائيل الذي ورد على لسان احمدي نجاد، بعدما كان حذره في لقاء ثنائي من "الخلط بين الصهيونية والعنصرية". وقال: "انني آسف لاستخدام الرئيس الايراني هذا الموضوع من أجل توجيه الاتهام والتسبب بالانقسام وحتى الاستفزاز... انه لمن المؤسف تماما الا تلقى دعوتي للرئيس الايراني للتطلع نحو مستقبل موحد آذاناً صاغية لديه". ورأى في كلام الرئيس الايراني "تعارضاً مع اهداف هذا المؤتمر".
وقال بان خلال زيارة رسمية لمالطا "من المؤسف للغاية ان الرئيس الإيراني أساء استخدام المؤتمر لاغراض سياسية".
المفوضة الأممية العليا لحقوق الإنسان بجنيف قالت للصحفيين أنها لاحظت أن "ما ورد في خطاب الرئيس (الإيراني) لا علاقة له بجوهر المؤتمر، ولهذا يجب ألا يكون له تأثير على النتائج".
وأضافت نافي بيلاي أن على الوفود ألا تسمح للمؤتمر الذي يستمر خمسة أيام أن "يخرب" من قبل "شخص واحد جاء بمثل هذه التصريحات الكريهة". ووصفت أحمدي نجاد بأنه "شخص يأتي تقليديا ببيانات بغيضة".
وقالت "لقد ذهلت وشعرت بحزن عميق لكل شيء قاله، لا أعتقد مع ذلك أن تصرفه يقدم تبريرا لأي دولة عضو أخرى للانسحاب من هذا المؤتمر". ولهذا "أناشد الجميع هنا التركيز على العمل المهم الذي عقد المؤتمر من أجله".
وقالت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك إن غياب رئيس الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى عن جنيف ' يوجه ضربة لمساعي الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية'.
وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافانيتيم بيلاي "بعد ثماني سنوات لم تنجح الوعود والتدابير (لمكافحة) العنصرية في القاء الممارسات التمييزية والتعصب في مزبلة التاريخ".
وقالت اسماء جهانجير المقرر الخاص بشأن حرية الاديان والعقيدة "انها ليست مسألة اختلاف في الرأي. انها مسألة العداء الكامن في هذه الآراء".
انه لمن المؤسف حقا أن جميع ما يسمى المجتمع الدولي يريدون أن يزوروا التاريخ أو أن يتجاهلوا وقائعه حتى يتمكنوا من تبرئة اسرائيل من جرائمها المستمرة. وعلينا أن نلاحظ جيدا أن جميع من اعترض على الرئيس نجاد لم يأت بواقعة واحدة تكذب ما ذهب اليه الرئيس الايراني. ولكن يمكننا أن نقول أن الكلام المنسوب لجميع هؤلاء يدخل ضمن خانة التهويش الاعلامي.
من جهته، اكد حائز جائزة نوبل للسلام ايلي فيزل ردا على سؤال للاذاعة العسكرية الاسرائيلية في جنيف أمس الاثنين ان 'مكان الرئيس الايراني هو السجن وليس في مؤتمر ضد العنصرية'.
واضاف 'يجب توقيفه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية لانه يدعو الى القضاء على شعب بأكمله ويهدد بالتالي البشرية برمتها'.
من المؤكد أن هذا الايلي فيزل لا يقرأ الصحف ولا يحضر التلفزيون والا لتمكن من رؤية الجرائم التي اقترفتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة ولاتزال، والجرائم بحق المقرات التابعة للمنظمة الدولية. ولكن علينا أن لا نعجب من حمله جائزة نوبل للسلام فزميله بيريس المسؤول عن مجزرة قانا يحمل نفس الجائزة.
وقال الكاتب الصحافي السويسري بيار هازان في كتابه "الحكم على الحرب هو الحكم على التاريخ"، انه بعد مجازر رواندا والتطهير العرقي في يوغوسلافيا السابقة، كانت الفكرة وراء المؤتمر إرساء العدالة خصوصا بالنسبة الى العبودية.
وأضاف ان "الأمم المتحدة تطمح ان يكون المؤتمر نوعا من التكفير الجماعي" معتبرا ان الظلم الماضي وراء النظام غير المتوازن والتفاوت السائدين في العالم.
ووصف الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي كلام احمدي نجاد بأنه متطرف.
كما وصفه الفاتيكان بأنه خطاب "متطرف وغير مقبول".
جميع من تقدم لا يملكون حاملات طائرات انما بامكانهم أن يستمعوا الى بعض نشرات الأخبار. ( للاشارة فقط أن اسرائيل تقوم بهدم البيوت في مدينة القدس ولكن نشرات الأخبار العربية لا تشير الى هذا الموضوع). اسرائيل كانت ولا تزال تقوم بهدم بيوت المالكين العرب الفلسطينيين، بينما المؤتمر يتابع أعماله. ماذا نسمي هذه الممارسات؟ أليست عنصرية؟
لقد تطرف نجاد لأنه تحدث (العرب يتحملون المسؤولية، ولكن لحسن الحظ أنهم غير متطرفين) عن الممارسات الاسرائيلية في الوقت الذي تهدم فيه بيوت العرب وهي غير متطرفة! ربما لأنها لا تتحدث!
في حين قال السفير البريطاني بيتر جودرهام الذي فضلت بلاده عدم إرسال وزير إلى جنيف "مثل تلك التصريحات الشائنة المعادية للسامية يجب ألا يكون لها مكان بمنتدى للأمم المتحدة لمناهضة العنصرية".
رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وصفه بـ"المسيء والاستفزازي". بريطانيا هي من أوجد اسرائيل فمن الطبيعي أن تدافع عنها وأن تخوض مع اسرائيل في دماء الفلسطينيين والعرب.
وزير الخارجية النروجي يوناس غارشتور اعتبره «يرقى إلى حد التحريض على الكراهية».
أما القنابل الفوسفورية التي استخدمتها اسرائيل ضد الأطفال والنساء، فيجب السكوت عنها.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي إلى «الحزم حيال الدعوة غير المتسامحة إلى الكراهية العنصرية». ووصفها بأنها "دعوة الى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها".
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في وقت سابق الثلاثاء ان الموافقة على نص الاعلان "ستكون هزيمة لأحمدي نجاد" الذي وصفت محققة تابعة للأمم المتحدة في شؤون حقوق الانسان تصريحاته بانها كانت تهدف للدخول في " مواجهة كاملة".
فرنسا مشهورة جدا بحفاظها على الشعوب التي استعمرتها. ففي الجزائر سقط على أيدي الحضارة الفرنسية حوالي المليون شهيد، منهم عشرات الآلاف في مظاهرة سلمية واحدة.
فيما حيا رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر انسحاب الدبلوماسيين من القاعة.
ووصف مساعد المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة اليخاندرو وولف تصريحات أحمدي نجاد بانها "معيبة" و"مشينة" و"حاقدة".
إلا أن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود أكد أن واشنطن لا تزال راغبة في اجراء محادثات مع ايران لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال: "نريد حوارا مباشرا مع ايران، ولكن على ايران ان تقوم بعدد من الامور كي تعود الى المجتمع الدولي... اذا كانت ايران ترغب في علاقات مختلفة مع المجتمع الدولي، عليها ان توقف تصريحاتها الفظيعة"، ذلك أن "مثل هذه التصريحات لا تساعد، وتسفر عن نتائج عكسية وتغذي الكراهية العنصرية. هذه ليست تصريحات تستخدم في القرن الحادي والعشرين".
الولايات المتحدة تنضح انسانية، فما فعله الصهاينة في فلسطين هو طرد العدد الأكبر من أهلها وقتل البقية الباقية. أما الأمريكان فلم يهجروا الهنود الحمر، أهل وسكان أمريكا وأصحاب الأرض، انما أبادوهم (حوالي العشرين مليون) من على هذه الأرض. لذلك ترى الادارة الأميركية أن الصهاينة انسانيون لأنهم لم يبيدوا الشعب الفلسطيني كما فعلوا هم مع الهنود الحمر.
وقال وزير الخارجية النرويجي يوناس جار شتور للمؤتمر بعد كلمة الرئيس الإيراني إن طهران عزلت نفسها، مضيفا أن "النرويج لا تقبل أن يختطف طرف شاذ الجهود الجماعية للكثيرين".
وفي هذا الصدد، أضاف الوزير النيوزيلاندي في بيان "شهد المؤتمر وجهات نظر معادية لإسرائيل أضرت بهدفه في التوصل إلى مبادرات حقيقية ضد العنصرية".
وواصل "لست راضيا عن صيغة البيان الختامي التي أعدت بعد نقاشات أولية وهي لا تمنع المؤتمر من السقوط بنفس النقاشات الانتقامية والعقيمة التي شهدناها عام 2001".
وقررت الجمهورية التشيكية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الانسحاب "نهائياً" من المؤتمر، رداً على ما حصل.
نددت اسرائيل باللقاء الذي جمع الامين العام للامم المتحدة واحمدي نجاد. وقالت: "من المؤسف ان يستحسن الامين العام للامم المتحدة لقاء اكبر منكري (المحرقة اليهودية) حالياً والذي يقود بلدا عضوا في الامم المتحدة ويدعو الى تدمير بلد اخر (اسرائيل) عضو ايضا في الامم المتحدة في يوم احياء ذكرى المحرقة... كان من الافضل ان يمتنع زعماء المجتمع الدولي عن لقاء هذا الرجل".
من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان مقاطعة بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة للمؤتمر، يشكل 'غطاء لجرائم' اسرائيل ضد الفلسطينيين.
ومن الطريف أن أحد ضباط الاستخبارات الصهيونية كان يكشف القناع عن وجه الممارسات الصهيونية بحق المعتقلين الفلسطينييين، وخاصة الشهيد أحمد ياسين.
كشف ضابط الاستخبارات الرئيسي لمصلحة السجون الاسرائيلية سابقا تسفيكا سيلع وهو مستشار نفسي وعميد- بريغادير سابق في الشرطة، كشف النقاب عن انّه كان الاسرائيلي الوحيد الذي التقى الشيخ الشهيد احمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ضمن لقاءات اسبوعية متتالية طيلة ثلاث سنوات.
يشار الى انّ الدولة العبرية لم يهدأ لها بال حتى نفذت عملية اغتيال للشيخ احمد ياسين، والذي بلغ من العمر الخامسة والستين وذلك بعد مغادرته مسجد المجمّع الاسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وادائه صلاة الفجر في الثاني والعشرين من شهر آذار (مارس) من العام 2004، حيث شنت مروحية صهيونية غارة جوية بثلاثة صواريخ استهدفت الشيخ ياسين وعددا من مرافقيه، وقد اشرف على هذه العملية رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك ارييل شارون، وجراء هذه الجريمة استشهد الشيخ ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من ابنائه في العملية، واستشهد معه سبعة من المواطنين ومن مرافقيه.
وقال سيلع للصحيفة الاسرائيلية انّ الشيخ ياسين تمتع بشخصية قوية جدا ويسيطر على ما يجري داخل السجون وخارجها، ويتابع: احتجزنا الشيخ ياسين في سجن هداريم بشروط قاسية جدا بل اذقناه الموت فحرمناه الزيارات، وعزلناه طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة، فيما ساد برد مرعب في الشتاء وامتنعنا عن تنظيف القبو، على حد تعبيره.
نختم لنقول بأن هذا العالم لايحترم الا القوي. اذا أراد العرب أن يكونوا محترمين على الصعيد الدولي، فما عليهم الا أن يفتحوا حدودهم للمقاومة التي أثبتت أنها الوحيدة التي بامكانها أن تحرر الأرض وأن تمرغ أنف العدو بالتراب. فلا ينفع لا التحدث عن المبادرات السلمية كما لا يفيد التحدث عن دعم المقاومة في الوقت الذي علينا انشاء مقاومة وفتح الحدود أمام المقاومين لتحرير الأرض من رجس الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق