نغضب لديننا أم للعصبية؟
أقام النظام المصري الدنيا ولم يقعدها لأن الاستخبارات المصرية تمكنت من القبض على أحد الاخوة البنانيين متلبسا بجريمة مساعدة الاخوة الفلسطينيين ابان "محرقة غزة" التي اقترفتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بمساعدة وتبريكات النظام المصري وحلفائه من العرب والفلسطينيين. وحيث أن المعتقل ينتمي الى حزب المقاومة، أعني "حزب الله"، فقد اتهم الأمن المصري السيد "حسن نصر الله" بتكليف هذا المناضل زعزعة الأمن داخل جمهورية مصر العربية. ومن الجدير ذكره أن جميع أفراد الشبكة لا يتعدى عددهم ال49 شخصا.
من حيث المبدأ ان تجنيد الناس لمساعدة الشعب الفلسطيني سواء ابان العدوان أو في الأوقات العادية يعد مفخرة لمن يقوم به. فكيف اذا كانت المساعدة ابان المحرقة؟ دعونا نعود الى الوراء قليلا. فعندما بدأت اسرائيل هجومها المدمر على غزة، قام النظام المصري باغلاق معبر رفح، المعبر الوحيد المتصل ببلد عربي. وحيث أن جميع المعابر كانت مغلقة سابقا، فما قام به النظام المصري هو احكام الطوق على الشعب الفلسطيني داخل غزة ومن ضمنه أولئك الذين يحاربون العدوان دفاعا عن كرامتهم وكرامة الشعوب العربية والاسلامية. سكتت جميع الأنظمة على الممارسة المصرية. (نحن نعلم أن الكثير من الصحف والاذاعات والتلفزيونات راحت تدين النظام المصري على خطواته ، ولكن ما من أحد من هذه الأنظمة قام بخطوات فعلية لاجبار اسرائيل على التوقف عن عدوانها). السيد "حسن نصر الله" الذي ساءه أن يرى الشعب الفلسطيني يذبح من قبل الصهاينة، وبتغطية وبصوت عال من الرئيس حسني مبارك ووزير خارجيته أبو الغيط، عبر عن ردة فعله الذي نؤيده جميعا فيها وهي ادانة اغلاق المتنفس الوحيد للشعب الفلسطيني أي معبر رفح.
أقفل النظام المصري المعبر وراح يغطي على فعلته بالكذب والافتراءات حتى على لسان أعلى المسؤولين فيه، حيث كانوا يصرحون أن المعبر مفتوح وهو مغلق. وقام هذا النظام بالدور المرسوم له.
انتهت الحرب ولا يزال المعبر مقفلا. وبدأت المفاوضات مع العدو الصهيوني والذي كان النظام المصري في هذه المفاوضات يغطي وجهة النظر الاسرائيلية. وبالرغم من ذلك رأينا كيف أن العدو الاسرائيلي وجه أكثر من اهانة الى المصريين حيث جعل مصر تقدم التعهدات للمفاوض الفلسطيني ثم يتراجع الاسرائيلي مستهينا بمصر وبتعهداته ازاءها. وبالرغم من ذلك ظل المصري ملتصقا بالاسرائيلي ويمارس الضغوط على حماس ورموزها.
لم تنجح الجهود المصرية لأنها لم تكن بريئة. تصوروا مفاوضات تديرها مصر وهي تمارس الضغوط على حماس باقفالها معبر رفح. والمفاوض الآخر اسرائيل التي تقفل جميع المعابر. فمن هو المحايد في هذه المفاوضات؟ لا أحد. اثنان ضد واحد!
وصبرت "حماس"، ولم تفجر معركة ضد مصر. ولكن النظام المصري لم يسكت. فهو يريد أن يقدم القرابين للسلطة الاسرائيلية الجديدة بقيادة الثلاثي المجرم (نتن يا هو) و(باراك) و(ليبرمان). وحيث أن هؤلاء هم مجرمون من الطراز الأول فالفدية يجب أن تكون كبيرة. وحيث أنه لم يجد أمامه أكبر من السيد "حسن نصر الله" الذي مرغ جبهة اسرائيل بالوحل مرتين في أقل من عشر سنوات، فقرر أن القربان هو "حزب الله". غاب عن هذا النظام أن من يقاتل اسرائيل يكتسب من القداسة الشعبية التي تجعله محصنا أمام جميع الأعاصير وليس الأنواء.
اختلق النظام المصري موضوعة تجنيد "حزب الله" لعدد من المصريين. لماذا يذهب "الحزب" الى مصر لتجنيد بعض المصريين علما أنه يوجد في لبنان آلاف المصريين. هل المصري الموجود في مصر هو من طينة مختلفة عن المصري الموجود في لبنان؟ سخافة.
ان ما أراده النظام المصري، الذي "شرشحته" محرقة غزة، الانتقام من رمز المقاومة في بلادنا العربية. ولكن أنى له هذا؟
واختلق الى جانب المؤامرة موضوعة التشيع لاثارة النعرات الغريزية المذهبية. وهنا لم يكن بامكانه النجاح لأن الانتماء الديني، الانتماء الى الله ورسوله عند أهل السنة والجماعة أقوى بما لا يقاس عن الانتماء الى العصبية المذهبية. نحن نعلم أن قتال العدو الصهيوني هو من أكبر الطاعات التي تقرب من يقوم بها الى الله تبارك وتعالى.
ان من يتقرب الى العدو الصهيوني لا يمكنه أن يكون قريبا من الله. " فليخط النظام المصري بغير هذه المسلة" كما يقول المثل اللبناني. المقاومة أعلى بكثير من أن ينال منها أقزام النظام الأمني المصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق