قضية حزب الله والنظام المصري في بعض الصحافة
من المفيد جدا أن يطلع المرء على ما يكتبه بعض الكتاب الصحافيين في قضايا تهم أمتنا العربية والاسلامية. مفيد حتى يتأكد أنه لا يكفي أبدا أن يحمل المرء اسماً عربياً أو اسماً اسلامياً ليكون انتماءه للأمة الاسلامية أو العربية. فالانتماء والتموضع انما يتم عن سابق اصرار وتصميم، عن اختيار حر ومسؤول. وكذلك التنكر لقضايا الأمة من بعض المخلوقات يكون عن وعي منهم بأنهم يتنكرون لقضايا هذه الأمة خدمةً للمستعمرين.
ما تقدم انما هو توطئة للتحدث عن المشكلة "الأمنية" التي افتعلها النظام المصري مع "حزب الله" اللبناني. نقول "أمنية" لأن كل ما ينتمي الى قضايا أمتنا يرتدي طابع الأمن بالنسبة للنظام المصري. عندما رأى من واجبه الاطلال على المسألة اللبنانية، بعث بنائب مسؤول جهاز المخابرات. الأزمة اللبنانية بجميع تشعباتها كانت بالنسبة للنظام المصري مسألةً أمنيةً. جميع المباحثات والمفاوضات التي يديرها النظام المصري مع الأخوة الفلسطينيين تتم بقيادة عمر سليمان، أهم مخابراتي مصري، أو باشراف أحد نوابه أو موظفي جهازه. ان مسألة توحيد المنظمات الفلسطينية هي أمنية بامتياز، وليست سياسيةً. ولو كانت خلاف ذلك لكلف النظام المصري بها مسؤولاً سياسياً. فالمباحثات بين المنظمات الفلسطينية يديرها مدير المخابرات. ان نظاماً يحكمه قانون الطوارىء منذ فجر التاريخ لا يمكنه أن ينظر للأمور نظرةً مختلفةً. نظام يجوع شعبه ويهب اسرائيل، عدوة الشعب المصري، يعطيها الغاز المصري من دون مقابل، لا يمكنه الا أن يكون قمعياً. كم واحد من كادحي الشعب المصري استشهد أمام الأفران. كيف لنا أن نعجب اذا تبجح مسؤولو هذا النظام بأنهم يحاصرون غزة كرمى لعيون أقرانهم من مجرمي اسرائيل. هناك بعض السذج ممن اعتقدوا بأن نظاماً أمنياً مثل النظام المصري يحترم القضاء، رفعوا دعوى قضائية لمنع هذا النظام من اعطاء اسرائيل الغاز المصري بأسعار رمزية. حكم القضاء بمنع بيع اسرائيل هذه المادة. ولكن رغم هذا الحكم ظل الغاز المصري يتدفق الى اسرائيل وتمنعه هذه الأخيرة عن أهالي غزة كما يفعل النظام المصري. وحتى الآن لم يتمكن أحد من معرفة سعر الغاز المصري الذي يصدره النظام الأمني المصري الى اسرائيل. انها مسألة أمنية بامتياز. اذا كان بيع القمح والرغيف في مصر هو مسألة أمنية، فكيف بتأمين السلاح للمقاومة الفلسطينية في غزة.
هناك نوعان من البركة، بركة يهبها الله تبارك وتعالى لمن أو لما أراد، وبركة أخرى يهبها الشعب لمن يريد. لقد أعطى الله تبارك وتعالى بركته لفلسطين ولما حولها. والشعب العربي أعطى بركته لكل من يقاتل من أجل تحرير هذه الأرض المباركة. أما أولئك الذي يتبارون لارضاء العدو فهم ملعونون في الدنيا والاخرة. اليكم بعض هذه النماذج التي لم تر حقيقة ما يريده النظام المصري من التهجم على الحزب الذي حقق أول انتصار على العدو الصهيوني في أيار- مايو- 2000. ان جميع الهزائم التي أمنتها أنظمتنا لشعوبها لم تفل من عضد هذه المقاومة، وراحت تمرغ أنف العدو بالذل مرةً أخرى في آب – أغسطس – 2006. وكان لهذه المقاومة وهج ونور أعطى اشعاعه الى أبطال غزة الذين رغم الحصار والجوع لم يمكنوا العدو المجرم من تحقيق أي من أهدافه بعدوانه الأخير على غزة. وبدل من تكريم هؤلاء الأبطال راح النظام المصري يحاول اذلالهم قبل وابان وبعد المحرقة. هذا التصرف من النظام المصري لم يعجب كل من يملك مثقال حبة خردل من كرامة، فكيف بمن أذاق العدو طعم الذل والمهانة. فما كان من "حزب الله" الا أن بعث من بامكانه مساعدة أبطال غزة على الصمود.
سوف نرى الآن بعض نماذج من كتابات من باعوا أنفسهم واقلامهم لأعداء الأمة.
النموذج الأول: "عبد الله اسكندر" الحياة - 12/04/09
يقول صاحبنا أن سبب انعدام الود بين مصر أو على الأصح النظام المصري و"حزب الله""يكمن اولاً في نوعية العلاقة المتردية بين القاهرة وطهران، وتنسحب على ما تعتبره مصر الامتداد الايراني في المنطقة العربية. وثانياً في التعارض التام بين وجهتي نظر سياسيتين في شأن ادارة الصراع مع اسرائيل: بين معاهدة سلام ونهج ديبلوماسي وبين تحرير عبر المقاومة المسلحة". ثم يضيف مدعياً "ان الحزب منح نفسه الحق بنشاط داخل دولة عربية وخارج لبنان". ولم يكتف بما قاله بل نراه يضيف: "ان الحزب لا يعترف بالسيادة الوطنية للدول ولا يعترف لهذه الدول بممارسة سيادتها على اراضيها، ولا يعترف للدولة القائمة الحق بتطبيق قوانينها". ويفلسف الأمر فيستنتج: " وهذا يطرح قضية معنى سيادة الدول وحقها في الدفاع عن هذه السيادة، في ظل تبرير حق التدخل بظروف المعركة وتخلي هذه الدولة او تلك عن الدور الذي يطلبه الحزب منها في هذه المعركة. اي تعميم الحال الذي يجد الحزب نفسه فيها في لبنان على البلدان العربية الاخرى". ولم يكتف صاحبنا بهذا النقاش "الموضوعي" جداً بل يزيد: " وبالتلازم مع ذلك، تُطرح قضية سياسية كبيرة وهي فرض وجهة النظر الخاصة على الآخرين بغض النظر عن مواقفهم والتزاماتهم وقدراتهم". (هل الخيانة حق للمواطن؟).
نحن نعلم أن القانون الذي يحكم الكيانات الطبيعية لا يتساوى أو لا يتطابق مع ذلك الذي يحكم الكيانات الغير طبيعية. فاذا سلمنا جدلاً بما يذهب اليه السيد "اسكندر" بأن الخلاف بين مصر والحزب يعود الى الارتباط بين الحزب وايران فهذا يعني أن الحزب ليس كياناً مستقلاً، لذا ما على النظام المصري الا أن يعاقب ايران بما يقترفه "حزب الله" لأنه تابع وليس مستقلاً.
أما أن يفترض "السيد اسكندر" بأن السبب هو الاختلاف في وجهات النظر فنحن نؤيده بهذا الكلام شريطة أن يضيف شيئاً نعتبره على قدر كبير من الأهمية تتخطى امكانية "السيد اسكندر" على التسليم به. هذا الشيء هو أن الموقف من اسرائيل ليس اختلافاً في وجهات النظر انما يدخل في مجالين لا يلتقيان ولا يتقاطعان، اما أن اسرائيل مغتصبة للأرض الفلسطينية ومهمة كل من ينتمي الى الأمة العربية والاسلامية تحرير هذه الأرض، أو أن اسرائيل كيان طبيعي كما الكيان المصري أو السوري.
أما من يتبنى الموقف الأول فيرى أنه مكلف بخلق الظروف التي تتيح له القتال لاسترجاع هذه الأرض. وأما من يتبنى الموقف الأخر فيعتبر موقفه متواطئاً مع العدو ولايلزم أياً كان بهذا الموقف. وبذلك يكون "حزب الله" محقاً بأن يدخل الأرض المصرية حتى يؤمن المساعدة للمقاتلين الفلسطينيين في غزة، وهذا حق من حقوقه أي تأمين الظروف التي تؤمن له امكانية القيام بواجبه بالنضال ضد الاغتصاب الاسرائيلي لفلسطين. والخوف الذي يتلبس السيد اسكندر على الكيان المصري أو غيره من الكيانات تستوجب على السيد اسكندر العودة قليلاً الى الوراء حتى يقول لنا من الذي خلق هذه الكيانات، وهل أنه أوجدها لتأمين مصالح شعوبنا أم لتأمين مصالحه هو. ان اعطاء القدسية لهذه الكيانات انما هو اعطاء القدسية لمن أوجدها. فهل أصبح سايكس وبيكو مقدسين عند السيد اسكندر. ان كان ذلك كذلك فنقول بأن سايكس وبيكو هما الممثلين لدول الاستعمار التي أذاقت شعبنا الذل والمهانة فتباً لهما ولمن يدافع عنهما.
أما اعتراض السيد اسكندر على وضعية المقاومة في لبنان فنقول له أن من يؤمّن للسيد اسكندر وأمثاله الحرية في كتابة ما يريدون هو انتصار لبنان على الكيان الصهيوني. وعليهم أن لا يعجبوا ويقولوا في أنفسهم أنهم انما يخدمون في كتابتهم الخط المعادي للمقاومة والمؤيد للارتباط بالعدو فكيف لا يكونوا أحراراً. نقول لهم أن وضعهم سيصبح كوضع عباس وزبانيته. فهم يمنع عليهم التعبير عن رأيهم اذا لم يكن متماهياً مع رأي العدو. وأضيف أنه من يريد وضعاً كوضع لبنان، عليه أن يكون حراً، وأنتم يا سيد اسكندر وأمثالك لايمكنكم أن تكونوا أحراراً.
النموذج الثاني: داود الشريان الحياة - 12/04/09//
السيد داود الشريان محيط بخفايا الأمور (كذا!) فهو يقول: "هذا العمل الذي قام به شهاب أصبح من الصعب على «حزب الله» تنفيذه عبر الحدود اللبنانية - الفلسطينية، بعد صدور القرار 1701 الذي مكّن الحكومة اللبنانية من بسط سيطرتها على أراضيها من خلال قواتها المسلحة الشرعية، ومراقبة مرور الاسلحة والمعدات، فضلاً عن نشر قوات «يونيفيل». وبموجب هذا القرار منع الحزب من القيام بأدوار عسكرية او لوجستية نيابةً عن الحكومة اللبنانية".
ألم أقل لكم أنه يعلم خفايا الأمور! اليكم مايريده السيد شريان: أن يحمل المقاوم اللبناني السلاح الذي يريد أن يقدمه لزميله الفلسطيني من شمال فلسطين (لبنان يحاذي شمال فلسطين) الى جنوب فلسطين، الى غزة. شيء مؤلم . اذا افترضنا أن حزب الله تمكن من تجنيد نصف الجيش الاسرائيلي يظل من المستحيل الوصول من جنوب لبنان الى جنوب فلسطين. فداود الشريان يمزح في هذه النقطة.
اما النقطة الثانية التي لا يتحملها السيد شريان هو أن يقوم السيد نصر الله بنجدة الشعب الفلسطيني الذي يقتله الاسرائيلي ويجوعه، فيقول:" لكنه بالتأكيد لا يسوغ ما قام به الحزب على الارض المصرية". ويضيف: " لا جدال في ان «حزب الله» أخطأ بحق مصر". الله تبارك وتعالى يقول في عليائه أن "من اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه" ولكن السيد شريان يعتبر "حزب الله" آثماً لأنه أغاث الشعب الفلسطيني. هل أصبح القانون الاسرائيلي والأمريكي أقوى وأمضى من القانون الالهي؟
ولا يكتفي السيد شريان بالنصيحة بل يوجه تهديداً شديد اللهجة للمقاومة (فهو يخوفها): " وربما وجد الحزب نفسه في مواجهة قرارات دولية تجعله يترحم على القرار 1701." وأنا بدوري أنصح السيد حسن نصر الله بأن يتخفى هو وجميع مقاتلي المقاومة ومؤيديها من القرارات الدولية!.
النموذج الثالث: طارق الحميد
في الحقيقة، عندما بدأت بقراءة هذا المسمى طارق الحميد تذكرت عجز أحد الأبيات الشعرية الذي يقول: "فلا كعباً بلغت ولا كلابا".
يقول: " ما الذي يجمع بين حسن نصر الله وأسامة بن لادن؟ كلاهما لا يؤمن بالدول والحدود والقوانين الدولية، ولا يتحرك رجالهما إلا كخلايا نائمة، حيث وصل رجال أسامة إلى أميركا، ووصل رجال بن نصر الله إلى مصر! ".
يضيف هذا المسمى طارق: "فزعيم حزب الله يفخر بجريمته التي انتهك فيها الحدود المصرية بحجة دعم الفلسطينيين ، متجاهلاً السيادة، ومتجاهلاً أن في مصر حكومةً وأجهزة" ونسي أن يضيف: (مهمتها محاصرة غزة وتجويع الشعب المصري واعتقال كل من يتجرأ على انتقاد محرقة غزة).
ثم يشرّح هذا المسمى طارق "السيد حسن نصر الله" فيقول:"أما عن الطائفية والتشيع، بحسب بن نصر الله، فكلنا يعرف أنه طائفي حتى النخاع، ويكفي ما فعله ورجاله بسُنة بيروت في انقلاب السابع من أيار. وفي محاولة للتنصل من الشبهة الطائفية وقع بن نصر الله في فخ أكبر، حين قال إنه لا يشبه «القاعدة» مضيفاً «مع الاعتذار لتنظيم القاعدة»!" نعم السيد حسن يحترم كل من يقاتل الأمريكان. أما عن سنة بيروت فهو لم يقاتل سنة بيروت انما حمل السلاح حتى يمنع من أراد تقديمه قرباناً على مذبح الاسرائيلي. علماً أنه لم يفعل ذلك مختاراً ورغم ذلك فهو لم يعجبه الدخول الى بيروت. وللدلالة على صحة ما ذهبنا اليه أنه ترك بيروت مختاراً ولم يجبره أحد على تركها.
يضيف هذا المسمى طارق: "خطاب نصر الله لا يعني الكثير لمن يعرف خطورة هذا الحزب، لكنه دليل جديد لمن ظل ينكر خطورة هذا الحزب ويدافع عنه سواء في مصر أو في دولنا العربية". نعم انه خطير وأكبر دليل على ذلك أن من يريد رأس حزب الله هم أمريكا واسرائيل وعملائهما.
ثم يستنكر هذا المسمى طارق أن تصبح دولهم كلبنان، فيقول: "لتصبح دولنا على غرار لبنان". يا بني أنت بحاجة الى كل مضادات التبعية لأمريكا واسرائيل حتى تملك الحق بذكر لبنان على لسانك.
صحيح أنه من لا يستحي يقول ما يشاء.
النموج الرابع والأخير: عبد الرحمن الراشد
هذا "العبد" هو زميل "الطارق". فقد نسي الأخير "حماس"، فجاء "العبد" ليذكره أنه كان عليه أن يهاجم "حماس". فحماس تقاتل اسرائيل أيضاً كما يفعل حزب الله فمن الواجب مهاجمتها على سبيل التسوية. فيقول: "أخطأت السهام طريقها بهجومها الإعلامي الكاسح ضد حزب الله بعد أن اعترف زعيمه السيد حسن نصر الله بأن المقبوض عليه، المسؤول عن إدارة الخلية السرية في مصر، هو بالفعل عضو في الحزب. المذنب الذي يستحق اللوم هو تنظيم حماس". نسي "العبد" أن يقول لنا ان كان اعتراف السيد حسن جاء تحت التعذيب كما تفعل أنظمتنا عادة للحصول على الاعترافات، أم أنه اعترف مختاراً.
ثم يضيف: "وبالتالي لا تثريب على حزب الله، لأنك لا تستطيع أن تنكر على خصم أن يتآمر عليك، فما بالك إذا كان الحزب ليس إلا ذراعاً عسكريةً لطهران". "العبد" صنف نفسه مع اسرائيل لذلك اعتبر حزب الله خصماً.
ويصل أخيراً الى طرح السؤال: "ما هو دور حماس التي تتعامل بشكل ساذج أو متواطئ مع المحور الإيراني؟ فإنكار علاقتها بالخلية لا يكفي، فهي بكل أسف تظل متورطةً سياسياً في استهداف مصر. والمعنيون يرون كيف تجاوزت حماس كل الأصول". لا يكفي "العبد" كل العذابات الذي يقدمها النظام الأمني المصري لحماس ورموزها فهو يحرض هذا النظام عليها. فهو يعتقد أن التحريض الاعلامي الذي تتولاه القناة الصهيونية المسماة "العربية" لا يكفي فيستخدم "الشرق الأوسط" كدعم لما يقوم به في "العربية".
هذه بعض النماذج للدور الذي يقوم به أبواق الأنظمة المستسلمة الذين لا يتوانوا عن التحريض على كل مقاومة أواتجاه مقاوم. ومن يستفيد من هذا هي أمريكا والصهيونية. ولا نرى أياً من هؤلاء يعتبر أن الكيان الصهيوني هو كيان مصطنع قام على اغتصاب الأرض التي باركها الله تبارك وتعالى. فهم يتحدثون عن اسرائيل كما يتحدثون عن مصر أو السعودية. فقد طبعت التبعية لأمريكا عقولهم على القبول بوجود هذا الكيان وكأنه كياناً طبيعياً.
نقول ان الموضوع الذي يريد هؤلاء أن يناقشوه نقاشاً موضوعياً، نقول لهم أن الموضوعية التي يريدونها انما هي المعيارية. فلا وجود للموضوعية. أما مصالح الدول والأنظمة، فجميع القوانين والشرائع التي تصدرها الدول القوية انما تخدمهم هم وحدهم وبالتأكيد يضعون هذه القواعد تحت أكذوبة الموضوعية التي يصدقها أمثال كتابنا السذج.
نضيف أن التحدث عن اسرائيل "ككيان موضوعي" فيه الكثير من الجرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، وان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان" أو كما قال.
اذا جبن هؤلاء عن تغيير المنكر بأيديهم فليصمتوا ولا يؤيدوه، حتى لا يأثموا كرمى لعيون اسرائيل، أللهم الا اذا صنفوا أنفسهم كخدم لها.
12 نيسان – ابريل- 2009 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق