أزمة "حزب الله" مع النظام المصري
لم تهدأ الأمور حتى الآن ما بين النظام المصري والقضية التي أثارها مع "حزب الله" اللبناني. وهذه القضية بقدر ما هي عربية هي أيضا قضية داخلية لبنانية. فالهجوم المدروس على "حزب الله" في لبنان لم يهدأ يوما منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الرئيس رفيق الحريري. ولكنه أصبح أكثر نشاطا على اثر حرب تموز (الاعتداء الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006). فالنتيجة التي أسفرت عنها هذه الحرب والتي شكلت انتصارا باهرا للمقاومة الاسلامية على آلة الدمار الصهيونية، لم ترق للمعسكر المتحالف مع الادارة الأمريكية. لذلك رأينا هذا التحالف الذي يقوده ما يسمى ب"تيار المستقبل" يصر على أن لبنان لم ينتصر وراح يركز على الدمار الذي خلفته آلة الدمار الصهيونية. على سبيل التذكير فقط : مدينة ستالينغراد والتي يبلغ حجمها أكبر من لبنان دُمرت في الهجوم الألماني النازي عليها ودفع الاتحاد السوفياتي ما يقارب ال22 مليون قتيل واحتفل الاتحاد السوفياتي بالنصر."لجنة فينوغراد" تحاكم قيادة العدو لاخفاقها في هذه الحرب والفريق المعادي لحزب الله في لبنان يحاول اقناع الصهاينة بأنهم انتصروا. هذه الصورة هي "فوق التصور" ولكنها كذلك. سوف أتحدث عن بعض الأسباب والتي أدعي أنها هامة، بل دعوني أقول "مصيرية" لأنها سوف تطبع مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني بطابعها، ان لم يُعمل على تبديلها.
1 – الطابع المذهبي للمقاومة: عند نشوء مقاومة "حزب الله" كان الصراع الداخلي الذي فُرض على حزب المقاومة هو مع حركة "أمل" الشيعية، لأن هذا الحزب الناشىء من رحمها جاء ينافسها في ساحتها. لذلك كانت أكثر الصدامات والتي كانت تأخذ الطابع العنفي أحيانا تحصل ما بين "حزب الله" وحركة "أمل". ولكن الانتصارات الباهرة التي حققتها المقاومة الاسلامية على العدو الصهيوني جعلت هذه الصراعات تتراجع لأنها أعطت كل تنظيم على الساحة الشيعية حجمه وبالشكل الطبيعي. ويمكنني أن أزعم أن الحزب تنازل عن مقادير من حصته لمنافسه حتى يحقق الهدوء شبه المطلق على الساحة الشيعية. وخيرا كان ما فعله. ولكن انعكاساته على الساحة السنية في لبنان لم تكن لها نفس الايجابية. هذا لا يعني أن ما يرضي ال"السنة" في لبنان هو التصارع الشيعي البيني. كلا طبعا. انما ما أود قوله هو أنه لو بُذل معشار ما بُذل من جهود لتوحيد الساحة الشيعية باتجاه توحيد الساحة الاسلامية، ما كنا لنصل الى ما نحن عليه في الساحة الاسلامية الداخلية في لبنان في الوقت الحاضر. وأرجو أن لا يُفهم من هذا العرض أن جميع السلبيات يتحملها "حزب الله"، ولكنه يتقاسم المسؤولية مع التنظيمات الاسلامية (السنية) التي كان ولا يزال يتعاون معها.
2 – لم يتمكن الحزب من تقدير المزاج الشعبي "السني" اثر عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري: ان الجو العام الذي أوجده الاعلام المدروس والذي ساهمت فيه قوى معادية لكل ما يمت الى الوطنية بصلة، تمكنت من اقناع المزاج الشعبي السني أن كل من لا يقول ما تقوله يكون معاديا للرئيس الحريري وللسنة في لبنان. لذلك رأينا من يقول بضرورة انتظار ما تقوله المحكمة بشأن الاغتيال، يتهم بأنه معاد للسنة في لبنان. اذا طرح أحد احتمال أن لا تكون سوريا هي من قتل الحريري يكون الجواب جاهزا:"هل تريد أن تقول أن الحريري قتل نفسه". والطبيعي أن ينتظر الانسان المحاكمة لا أن يحكم هو بنفسه، لأن هذا التصرف يخالف السنن الالهية ويخالف القانون الوضعي ويخالف شرعة حقوق الانسان. وحتى اليوم نرى بعض المسؤولين في المعسكر المعادي للحزب في الساحة اللبنانية يصرح بأنه يقبل ما تقوله المحكمة الدولية بشأن الاغتيال ويصر على أن سوريا هي التي قتلت الرئيس الحريري. وهذا المنطق مردود طبعا. لأن من يقبل عليه الانتظار، لا أن يحكم من دون قرينة.
هل على حزب الله أن يتهم سوريا حتى يصبح مقبولا سنيا؟ بالطبع لا لأن الطلب اذا أخذ هذا الطابع يكون استسخافا للعقل البشري. في الوقت الذي كان على الحزب نسج أقوى العلاقات مع الساحة السنية، حتى من دون اللجوء الى التنظيمات القائمة، أو التي ساهم بقيامها، لم يفعل ذلك. وكأنه افترض بأنه غير مسؤول عن النشاط الدعوي ضمن الساحة السنية. أو أنه لايملك الخطاب السياسي الذي يمكنه من اقتحام ساحات غير الساحة الشيعية.
أما بعد اغتيال الرئيس الحريري، لم ينشط الحزب ضمن الساحة السنية حتى يميز نفسه عن "المعسكر السوري" وكأن الدنيا ستنتهي في هذه اللحظة ولن يتمكن الحزب من شكر سوريا في وقت آخر. نحن نعلم أن شكر سوريا لم يسبب له في ساحته الطبيعية أي اشكال، ولكن كان له أثر مدمر في الساحة المقابلة نتيجة التهويش الاعلامي الذي لا يمكن أن يلجمه الا قرب الحزب من جميع الساحات. وحزب الله هو الوحيد الذي كان مؤهلا للقيام بهذا الدور، نتيجة للاحترام الكبير الذي كان يحظى به في الساحة السنية لأنه كان يحارب اسرائيل.
3 – غياب البرنامج الاجتماعي للحزب: ان عدم وجود برنامج للنضال الاقتصادي والاجتماعي للحزب، حرم "حزب الله" من امكانية الانفتاح على الكثير من الساحات. فبعض الكلام الذي كان يرد في بعض الخطب للأمين العام لم يساهم في تقديم برنامج للنضال على صعيد الساحة الداخلية والذي يمكن أن يعمل على ايجاد ساحة رديفة للحزب تساهم في جعله من النسيج الطبيعي لكامل الساحة الداخلية اللبنانية كما الحزب القومي أو الحزب الشيوعي.
على كل حال، لم تقم القيامة بعد، ونحن نعتقد أن الحزب سوف ينتقد تجربته، ولولا أنه يقوم بالنقد الذاتي ما كان له أن يحقق هذه الانتصارات. ولكن ما يؤلمنا أن تتجرأ بعض الأقلام بالتحدث عن الحزب وبالشكل الذي نراه في الاعلام اللبناني. فالانتماء الطائفي أو المذهبي هو من الانتماءات ذات الطابع الغريزي، والتي لا تسمح للمنتمي أن يفرق بين الوطني والقومي والعمالة والانتماء الى الخط المعادي للوطن أو الذي يخدم العدو. لذلك نراهم يتحدثون من دون أن يرف لهم جفن، أو لسعة من ضمير وطني أو قومي.
نبدأ بوسائل اعلام تيار المستقبل، فاذاعة الشرق تتحدث عن قضية الحزب حوالي ثلث مدة نشرة الأخبار تنقل وجهة نظر النظام المصري والمؤيدين له. وللمحافظة على الحيادية تنقل وجهة نظر الحزب بحوالي ثلاث أو أربع كلمات من دون زيادة أو نقصان. أما جريدة المستقبل (18 نيسان 2009) فحدث ولا حرج. اليكم هذا النموذج، بعد مرور أكثر من عشرة أيام على القضية: في زاوية "يقال" وهي تضم ثلاث فقرات، الفقرة الأولى تتحدث عن "حزب الله" تقول أن (دولة حماية لأمنها فرضت واقعاً جديداً على اللبنانيين وتساءلوا: أين مصلحة اللبنانيين في ما أقدمت عليه جهة معينة؟) والفقرة الثانية تقول (إستغربت أوساطٌ متابعةٌ محاولةَ حزب معين الربط بين مشكلة له في بلد عربي وبين الانتخابات النيابية المقبلة، وسألت ما اذا كان هذا الربط يضمر أمراً معيناً في لبنان.)
فهي أيضا عن "حزب الله" وهي ثلثا الزاوية كما نشرة أخبار اذاعة الشرق.
وفي مكان آخر في جريدة المستقبل تنقل الجريدة تصريحا لرئيس حزب الوطنيين الأحرار(هذا اسم الحزب وليس له علاقة لا بالحرية ولا بالأحرار) السيد دوري شمعون انتقد فيه عمل ما يسمى بـ"خلية "حزب الله" في مصر".
وقال بعد لقائه منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار والمرشح عن المقعد الماروني في جبيل فارس سعيد امس: "إن إلقاء القبض على شبكة "حزب الله" في مصر لا تبرير لها لأنه لا يجوز لأي منظمة لبنانية كانت أم غير لبنانية أن تتحرك في أي بلد آخر من دون الاحترام الكامل لسيادة هذا البلد. فلا يجوز لبلد شقيق مثل مصر مساند للدولة اللبنانية، أن يقلل أشخاص يحملون الجنسية اللبنانية من الاحترام الكامل لسيادته". (ولكن شمعون لم ينتقد ولو لمرة واحدة انتهاك الطيران الاسرائيلي للسيادة اللبنانية. كما أنه لم ينتقد اعتداء اسرائيل على الخط الأزرق، أو انتهاكها لمياه لبنان الاقليمية. نضيف أنه لم يتحدث عن انتهاك اسرائيل للأراضي المصرية والسودانية عندما قصفت القوافل في السودان).
وفي جريدة المستقبل أيضا تنقل عن السيد فارس سعيد: وأوضح "أن المشكلة ليست مع (رئيس تكتل "التغيير و الاصلاح") النائب ميشال عون كشخص إنما مع خياره الذي يؤمن غطاء مسيحيا لثورة غير لبنانية". وقال: "هذا الموضوع شهدناه في السبعينات في مقلب آخر وهذا الغطاء المؤمن اليوم من قبل فريق من المسيحيين لثورة غير لبنانية تتمثل بـ"حزب الله" في لبنان، يعرض المسيحيين لمشكلات مستقبلية". (جميع شهداء حزب الله في تحريرهم للأرض اللبنانية نزع عنهم فارس سعيد، بوصفه منسق 14 آذار الهوية اللبنانية وكذلك عن النواب في البرلمان اللبناني).
واشار(فارس سعيد) الى ان "المسيحيين لا يملكون مشاريع (فلينم في بيته) خصوصا وليسوا بحاجة الى أوراق تفاهم، فورقة التفاهم كانت تنص على أن يؤمن "التيار الوطني الحر" غطاء للمقاومة من أجل إزالة الاحتلال في الأراضي اللبنانية، لكن أصبح نشاط هذه المقاومة خارج إطار الحدود اللبنانية، فهل يجب تطوير ورقة التفاهم من أجل تأمين غطاء لنشاطات "حزب الله" في العالم العربي أيضا؟". (ميشال عون يملك أكبر كتلة برلمانية مسيحية لا يتحدث باسم المسيحيين ومن لم يملك القدرة بأن يكون نائبا في دائرة أكثر ناخبيها من المسيحيين يدعي تمثيلهم). لا أريد أن أشير الى أن المسيحيين الذين يتحدث عنهم فارس سعيد هم أولئك المسيحيين الذين يقيمون القداديس على نية فرنسا لأنها استعمرت بلدنا.
نتابع مع جريدة المستقبل مع الأستاذ سمير الجسر النائب عن مدينة طرابلس. وعن الأزمة المستجدة بين "حزب الله" ومصر، قال: "نرفض ما حدث في مصر تحت ستار دعم المقاومة، وينبغي بنا عدم الكيل بمكيالين، فكما نحن لا نرضى أن يعبث أحد بأمننا، كذلك نحن لا نقبل أن يعبث لبنانيون بأمن الأخرين، وبالأمن المصري، مهما كان الهدف نبيلا، فيجب احترام البلد الذي تود المقاومة الإنطلاق منه، والتنسيق مع سلطاته، وأن يجري ذلك برضاه، لأن كل الدول لها حساباتها الخاصة وخصوصا لجهة المحافظة على أمن شعبها"، مشددا على "أننا لسنا ضد المقاومة، كنا وما نزال مع دعمها طالما هي مقاومة". نحن نعلم أن الأستاذ سمير الجسر يحمل من الحس الوطني الذي لا يجعله يتحدث بهذه اللهجة، ولكن التطبع عند الأستاذ سمير قد غلب الطبع في هذه المرة. لو أن النظام المصري قام بواجبه في دعم الشعب الفلسطيني المقهور في غزة لم يكن هناك من داع لبعث أحد الشباب من لبنان لتهريب بعض العتاد للمقاومة في غزة. رغم كل الضجة الاعلامية والتي يساهم فيها الكثير الكثير لا يزال معبر رفح مقفلا. لا بل ان النظام المصري قد تشجع من تأييد السلطة الجديدة في اسرائيل وسيبذل قصارى جهده لاقفال الأنفاق عل الشعب الفلسطيني في غزة يموت أو يستسلم. كيف يكون التنسيق مع سلطة باعت نفسها للعدو؟ هذا مستحيل. المطلوب اذن هو التفكير بكيفية تأمين التموين لأهلنا في غزة وهذا ما فكر فيه حزب الله وحاول تنفيذه مشكورا. ونحب أن نشير بأن النظام المصري لا يحافظ على أمن الشعب المصري الذي مات أمام الأفران وهو يحاول تأمين لقمة العيش، انما يحافظ على استعباده واستغلاله لهذا الشعب المقهور.
ورئيس حزب يميني آخر "الكتلة الوطنية" يدلي بدلوه أيضا. واعتبر (كارلوس) إده في حديث الى "اذاعة الشرق"، ان "حزب الله" يتدخل في شؤون دولة عربية كبرى وفي سيادة مصر مما يعطي حججاً لأن يستهدف لبنان من اسرائيل بالاعتداء عليه مجدداً، علماً ان "حزب الله" كان وعد اللبنانيين بأن يدافع عن لبنان وجنوبه ويبقي نشاطه ضمن الاراضي اللبنانية". (النهار اللبنانية 19 نيسان 2009)
خاف السيد ادة أن تعتدي اسرائيل على لبنان دفاعا عن النظام المصري الذي انتهك حرمته "حزب الله".
ننتقل الى وسيلة اعلامية أخرى وهي الموقع الالكتروني لما يسمى "القوات اللبنانية" التابعة لسمير جعجع. فهي تنقل عن صحيفة "أوكتوبر" المصرية لأنها وجدت فيها ما يكفي من السموم لبثها. تقول الصحيفة: "، صحيح أن الحزب لعب دوراً ما في المقاومة حتى انسحبت إسرائيل من الجنوب، إلا أن الصحيح أيضاً أن ورقة المقاومة استخدمت للسيطرة على الأوضاع اللبنانية بعد إقصاء كل القوى الوطنية من مشروع المقاومة الوطنية واستخدم المشروع المقاوم نفسه كورقة سياسية في الداخل اللبناني، وفي لعبة الصراع السياسي بين طهران ودمشق من جهة وواشنطن من جهة أخرى". ثم تضيف الصحيفة متحدثة عن حادثة أيار: " كان ذلك السقوط الأول للحزب المقاوم الذي أشهر سلاحه في وجه أبناء الوطن اللبناني، والذي أعقبه اعتراف صريح وواضح بتبعية الحزب وعناصره لملالي إيران وولاية الفقيه والتزامه بثورة الخميني وتصديرها".
ثم تعود الى مصر مضيفة: "الآن لم يكتف شيخ الميليشيات بالصراخ ودعوة المصريين للانقلاب على قيادتهم الوطنية، بل أرسل مبعوثيه وعناصره للتخريب والتدمير واستكمال مشروع تصدير الإرهاب إلى مصر. وكان ذلك السقوط الأخير لشيخ الحزب وميليشياته ومن يحركهم في طهران وقم".
ثم تستنتج: " لقد تحولت فروع حزب الله في المنطقة العربية إلى أداة إيرانية تم استخدامها ضد المصالح العربية ووسيلة لإثارة القلاقل والاضطرابات فى العديد من دول المنطقة، تمهيداً لقيام الثورة الإسلامية في هذه الدول وضمها للتحالف الشيعى الفارسي في قم".
هنا لا أريد التعليق الا بأمر واحد ألا وهو اعتبار الصراع مع العدو الصهيوني وكأنه أصبح من الماضي وبدلا من تجميع القوى لخدمة هذا الصراع أصبح لزاما على هذه القوى الملتزمة بالأجندة الأمريكية تجميع القوى لتحويل الصراع الى وجهة أخرى.
أما السيد رفيق خوري فيرى: " فما هو عمل (بطولي) في المنطق القومي يضعه منطق الأمن والسيادة في خانة العمل (الجنائي الارهابي). وما فاخر به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو تهمة تقود الى المحكمة في مصر، وتضع في لبنان علامة استفهام حول التزام المقاومة حصر أعمالها ضمن حدوده وتحرير أرضه والدفاع عنه". (الأنوار اللبنانية 18 نيسان 2009) وهذا الرأي يدخل ضمن حساب الأولويات. أي بصيغة أخرى، بما أن النظام المصري قد تخلى عن كل ما يربطه بالقضية القومية وارتبط بما يخدم موالاته للأمريكان، أضحت مسألة نصرة الشعب الفلسطيني من خارج اهتماماته. وهذا ما جعل وزير خارجية النظام المصري يصرح: "وأكد في لقاء مع المحررين الديبلوماسيين أن هذه المسألة(مسألة "حزب الله") ليست خاضعة لأي مسائل سياسية أو محاولات لاستخدام السياسة والوساطة، بل هي مسألة ستخضع للقضاء المصري، وسيتولى النائب العام المصري توجيه الاتهام واحالة القضية على القضاء المصري عندما ينتهى من تحقيقاته بشكل كامل".(نصرة الشعب الفلسطيني أصبحت قضية أمنية وليست سياسية حسب السيد أبو الغيط الذي اعطى تغطية مطلقة للعدوان الاسرائيلي على غزة وحمل مسؤولية هذا العدوان لحركة حماس لأنها رفضت الخضوع للمنطق الصهيوني. وهذا ما فعله أيضا قائد النظام الذي ينتمي اليه أبو الغيط).
هل من الممكن أن تستمر هذه المهزلة الى ما شاء الله؟
صحيح أنه يجب ايجاد مخرج ما لهذه القضية ولكن ليس من ضمن المنطق السائد. كأن يعتذر "حزب الله" لأنه تجرأ وساعد الشعب الفلسطيني في قتاله مع العدو، أو كما طرح صلاح سلام في حديثه مع اذاعة النور التابعة لحزب الله، طرح ما يشبه الاعتذار عن انتهاك حدود سايكس بيكو المقدسة، والتي لم تعلق عليها المذيعة لا سلبا ولا ايجابا. انما الحل يكون بكيفية تأمين متطلبات الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة حتى لا يضطر "حزب الله" أو أية منظمة مقاومة أخرى الى انتهاك حرمات سايكس وبيكو لتأمين متطلبات الصمود للشعب الفلسطيني المحاصر.
وأخيرا نود أن نذكر القائمين على "تيار المستقبل" أن أهم انتصار سياسي حققه "حزب الله" على العدو الصهيوني، وهو اتفاق نيسان الذي شرعن عمل المقاومة دوليا، كان بالتعاون ما بين "حزب الله" والرئيس الحريري. فأين ورثة الرئيس الحريري منه؟
19 نيسان 2009 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق