بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الخميس، 2 سبتمبر 2010

التعيينات في تيار المستقبل

"دعسة ناقصة" أم خطوة بالاتجاه الخاطىء؟

نحن لا نتحدث عن تعيينات "المستقبل" لأهميتها على صعيد الساحة المحلية، ولكن لأنها ربما تكون مؤشراً لحركة الرئيس سعد الحريري على صعيد سياسته الداخلية. نعني علاقاته مع مختلف الأطراف الفاعلة في الساحة الداخلية اللبنانية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية علاقاته مع المحيط العربي، وخاصة سوريا.

لقد فعل الرئيس الحريري خيراً عندما أشاد بسلفه الرئيس السنيورة واعتبره خطاً أحمر. فنحن نوافق على هذا التوصيف، لأن الرئيس السنيورة قد دخل التاريخ، حيث أنه لا دور له في المستقبل كرئيس لوزراء لبنان. فرئيس الوزراء في لبنان يحمل مواصفات لا ولن تنطبق على الرئيس السنيورة. من هنا نحن نعتقد أن لا دور سياسياً له في المستقبل، من هنا ضرورة الإشادة به.

أما بالنسبة للتعيينات في تيار المستقبل، فما يهمنا نحن تعيين منسق مدينة طرابلس. حيث أن هذه المدينة مهمة جداً من حيث أنها الحاضنة الكبرى لتيار الرئيس الحريري ومن حيث أنها عاصمة "السنة" في لبنان، كما وأنها الجارة الكبرى لسوريا. فهل كان تعيين الدكتور مصطفى علوش منسقاً لتيار المستقبل في طرابلس نتيجة دراسة متأنية من الرئيس الحريري أم أنه جاء عشوائياً. فالسيد علوش معروف عنه أن سياسته تتطابق مع سياسات الرئيس السنيورة وليس مع سياسات الرئيس الحريري. فهو حتى الآن لم يتمكن من هضم ذهاب الرئيس الحريري إلى سوريا وصياغته علاقات جيدة مع رئيسها الرئيس بشار الأسد. وهو لكثرة جلوسه مع القوات اللبنانية تكاد تصريحاته تعبر عن سياسات سمير جعجع وليس عن سياسات سعد الحريري. فكيف يمكن لهذا الشخص أن يمثل تيار المستقبل بحلته الجديدة؟

هناك ثلاث إمكانات للجواب على هذا السؤال:

الأولى: أن الرئيس الحريري قد دعس دعسة ناقصة في هذا التعيين. فهناك الكثير من الأسماء كان بإمكانها التعبير عن توجه الرئيس الحريري الجديد، والذين لا يحمل تاريخهم أي تهجم على سوريا أو حزب الله والمقاومة. أضف إلى ذلك أنهم معروفون بولائهم للرئيس رفيق الحريري سابقاً وللرئيس سعد الحريري لاحقاً. هل إرضاء علوش أهم من إرضاء طرابلس؟

الثانية: أن هذا التعيين هو خطوة بالاتجاه الخاطىْ. أي أن الرئيس الحريري يعتبر أن الدكتور مصطفى علوش سوف يتخلى عن غلوائه ويلتزم بالسياسات المستجدة للرئيس الحريري. ولكن لم يظهر أي مؤشر من السيد علوش يبين ذلك.

وأخيراً، ربما أن الرئيس الحريري سوف يعتبر تيار المستقبل نوعاً من الديكور. بمعنى أنه سوف يترك لجميع الناس أن تتحرك ضمن هذه المؤسسة و بالاتجاه الذي يريدونه، من دون أن يكون لهذه المؤسسة أي تأثير على السياسة المتبعة من قبل الرئيس الحريري.

من هنا نرى بأن تيار المستقبل لن يتطور قيد أنملة إلى الأمام في طرابلس إلا إذا عاد الدكتور مصطفى علوش إلى رشده والتزم بخيار عائلته الوطني. رحم الله محمد علوش، أبا مصطفى.

27 آب 2010 حسن ملاط

ليست هناك تعليقات: