بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الجمعة، 11 ديسمبر 2015

فرصة، هل تُغتنم!

                             فرصة، هل تُغتنم!
حسن ملاط
المتغيرات التي حصلت في الإقليم منذ التدخل الروسي العسكري في سوريا، أدت إلى تحريك محاولات إيجاد حلول في جميع دول الإقليم، سوريا، العراق واليمن. أما في لبنان، فقد أبدت الدول الكبرى رغبتها بأن يتمكن اللبنانيون من إيجاد حلول للتعثر في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولكن هذه الرغبة لم تترجم تدخلات جدية في هذا الإتجاه، إنما الجدي كان الضغط باتجاهات مختلفة للحفاظ على الهدوء الأمني في بلدنا.
القوى الداخلية الفاعلة رأت أن من مصلحتها اغتنام فرصة انشغال الجميع عن الوضع اللبناني باجتراح حلول للوضع الحالي الذي يتميز بالتعطيل في مختلف المؤسسات، من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب إلى مجلس الوزراء. كما أنه لا بد من الإشارة إلى تذمر الهيئات الإقتصادية، بمختلف قطاعاتها، من الوضع الحالي.
ضمن هذه الظروف، طرح الرئيس الحريري مبادرته المعروفة بترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بوصفه من الأربعة الذين يملكون صفة تمثيلية عند الموارنة. ولكن المبادرة لم يكتب لها النجاح (ولا الفشل)، لأسباب لوجيستيكية. فقد كان من الضروري التشاور مع حزب الله قبل طرح المبادرة، كما وكان من الضروري التسويق لها عند مسيحيي 14 آذار، من حلفائه.
هل هذا يعني أن المحاولة انتهت أم أن الفرصة لا زالت قائمة؟ وهل هناك للأطراف الفاعلة، وعلى رأسهم حزب الله، مصلحة في الإستمرار في هذه المبادرة، أم أنه يجب الإعراض عنها؟
الضبابية التي تميز الأوضاع القائمة في الدول المجاورة، حيث أن الحرب لا زالت مستمرة مع تدخل الكثير من الدول فيها، وأنه لم تظهر حتى الآن اتجاهات الحل بشكل يمكن المراقب معرفة من هي الأطراف التي يمكن أن تُصنف رابحة. هذه الظروف تبدو مثالية بالنسبة للطرف الأقوى لبنانياً، للتجاوب مع المبادرة التي قام بها الرئيس الحريري.
السير في ترتيب الأوضاع الداخلية في هذه الظروف تمكن الطرف الأقوى أن يستحصل على ما يريده من الطرف المقابل الذي لا يملك تغطية إقليمية حتى الآن.  ولكن، شريطة عدم الإسراف في المطالب. فالمبالغة سوف تدفع الطائفة التي ينتمي إليها هذا الطرف إلى الإنتصار له في مظلوميته، أو أنها سترفض التسوية بحجة عدم إنصافها. فالجميع يعرف أن التوازنات بين الطوائف لا يمكن التغاضي عنها.
السلة المتكاملة التي طرحها السيد حسن نصر الله، للحل في لبنان، هذا هو أوانها. هل يبادر حزب الله إلى تسهيل مهمة الحريري بإجراء مباحثات ثنائية على أعلى المستويات، تصل إلى تسوية تعيد ترتيب الأوضاع للعقد القادم!
الوصول إلى اتفاق يجعل من اختيار شخص الرئيس العتيد مسألة سهل التوافق عليها!
                                                                  11 كانون الأول 2015
                                  



ليست هناك تعليقات: