بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الخميس، 17 مارس 2011

عباس وهنية
من المتوقع أن يزور رئيس السلطة "الوطنية" الفلسطينية غزة خلال أيام قليلة، ليجتمع إلى رئيس وزراء غزة إسماعيل هنية. ويقال أن الطرفين سيتفقان على خارطة طريق تؤدي بعد حين إلى انتخابات رئاسية ونيابية، وتبدأ بتشكيل حكومة جديدة موحدة للضفة الغربية والقطاع.
لماذا هذه المصالحة الآن؟
لم يتمكن عباس ورئيس حكومته فياض من الحصول على أي دعم من الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استئناف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية. من هنا أصبح عباس أمام حائط مسدود لا يمكنه تجاوزه. فهو قد حدد ومنذ زمن بعيد أن بديل المفاوضات هو المفاوضات، وحيث لا إمكانية للمفاوضات فأصبح عباس من غير عمل. ماذا عليه أن يفعل؟ هذا مع العلم أنه لم يخالف إتفاقاته مع إسرائيل من حيث ملاحقة المجاهدين أو من له شبهة مقاومة. وقد أعلن أنه لن تحصل إنتفاضة ما دام هو رئيساً للسلطة الفلسطينية. كما وأن سجونه ورئيس وزرائه مليئة بالمقاومين. وقد اشتكت إسرائيل أخيراً من عدم تعاون السلطة معها كما يجب بملاحقة المقاومين، عندما اعتقدت أن عملية المستعمرة هي من تدبير الفلسطينيين. كما وأن لا عباس ولا فياض يستحييان من تعاونهما مع إسرائيل ضد شعبهما.
أما في غزة، فالوضع مختلف نوعاً ما عن الضفة الغربية، ولكن ليس كثيراً. فالشعب الفلسطيني في غزة يعاني أيضاً من العنف السلطوي. فقد تم قمع المظاهرات التي كانت تنادي بضرورة الوحدة ما بين فتح وحماس. جاء في الأنباء: "تواصلت الاحتجاجات الشبابية الفلسطينية في رام الله وغزة وعلى رغم محاولات "حماس" منعها بالقوة. وهاجم أفراد الكتلة الطالبية للحركة بدعم من رجل أمن، المعتصمين الشباب في جامعة الأزهر بغزة بعد حصارها ومطالبة المعتصمين بفك اعتصامهم واتهامهم بـ"الخيانة" و"التخابر مع رام الله".
ورفض رئيس مجلس الجامعة والأعضاء في نداء لهم "لغة التهديد والوعيد لإدارة الجامعة وموظفيها وطلبتها" مؤكدين "قدسية الحرم الجامعي"، وطالبوا بـ"تدخل القوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ومجالس وإدارة الجامعات الفلسطينية، لمنع تفاقم الأمور وخروجها عن الأعراف والقيم الفلسطينية".
كما وقعت مناوشات بين رجال الشرطة وطلاب جامعة القدس المفتوحة لم تسفر عن وقوع إصابات.
وقال «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» إن الأجهزة الأمنية اعتقلت نحو 20 من دعاة إنهاء الانقسام من المتظاهرين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة.
وأضاف الحراك في بيان أنه تم في جامعة الأزهر الإعتداء على شباب وفتيات من المتظاهرين والمنددين بحال الإنقسام، واعتقال عدد منهم.
وجاءت هذه الأحداث غداة فض رجال الشرطة بالقوة اعتصاماً نظمه «الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام» في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة مساء أول من أمس تحت شعار «الشعب يريد إنهاء الانقسام».
وبحسب منظمات حقوقية أصيب نحو 50 من النساء والشبان والأطفال والرجال بكسور وجروح ورضوض عندما فرق عشرات من رجال الشرطة مدججين بالسلاح والهراوات وعناصر أمنية يرتدون ملابس مدنية مئات المعتصمين في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة ليل الثلثاء الأربعاء.
كما اعتدوا على نحو 25 صحافياً بالضرب أو تحطيم آلات تصوير أو مصادرة أدوات وأفلام أو تهديد عدد منهم، واحتجاز عدد آخر لساعات.
وعاود رجال الشرطة تهديد الصحافيين أثناء تغطيتهم أمس أحداث جامعة الأزهر.
ودانت المؤسسات والمراكز النسوية الفلسطينية الاعتداء، ودعت الحكومة في غزة الى التوقف عن أسلوب القمع ومصادرة الحريات العامة في التعبير والتجمع السلمي، وطالبتها بمحاسبة أفراد الأمن الذين اعتدوا بالضرب على المواطنين نساء ورجالاً.
هذا ما جرى في غزة، فالتعبير عن الرأي غير مسموح به، وفي حال المخالفة، فالتهمة جاهزة.
ماهي الإجراءات التي اتفق عليها الجانبان الفلسطينيان؟
دعا هنية أول من أمس الرئيس محمود عباس وقادة «فتح» إلى الشروع في حوار وطني في غزة أو في أي مكان آخر لإنهاء الانقسام.
أما عباس فقد قال أن مبادرته هذه تستهدف اللقاء مع رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية وجميع القوى الفلسطينية في القطاع، من أجل إنجاز اتفاق على تأليف حكومة كفايات وطنية محايدة، يكون في مقدم مهماتها الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني خلال ستة أشهر، في إشراف دولي وعربي كامل".
ودعا هنية الى "ترتيب زيارته للقطاع واستقباله في معبر بيت حانون بالتنسيق مع فصائل العمل الوطني والفاعليات الشعبية".
وأكد "ان لا حل ولا دولة ولا انتخابات تشريعية او رئاسية من دون وحدة الوطن"(هذا هو الوطن يا عباس)، مشدداً على "عدم معاودة المفاوضات مع إسرائيل من دون أن يتوقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية". وكرر "أن المنظمة لن تبقى تفاوض إلى الأبد من دون جدوى".
ورحبت حكومة هنية بمبادرة عباس زيارة غزة، وأعلنت أنها "ستدرس الترتيبات اللازمة".وصرح الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم: "نرحب بتصريحات عباس واستجابته لمبادرة اسماعيل هنية".وقالت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ"النهار" أن عباس طلب من أوروبا دعم حكومة وحدة وطنية مع "حماس"، وأنه تلقى رداً ليس سلبياً، بل وعدته الممثلة العليا للإتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كاثرين آشتون بإقناع دول الاتحاد بألا تقاطعها.
هذا ما أعلنه الطرفان عن ترتيبات الزيارة والغاية منها. ونحن بدورنا نطرح السؤال التالي: ما هي الفائدة التي سيجنيها الشعب الفلسطيني من اتحاد عباس وهنية تحت الأهداف التي بيناها آنفاً؟
هل تحدث الطرفان عن إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية بقصد تعديل ميثاقها بحيث لا يستبعد المقاومة المسلحة ولا يمسخ فلسطين بحيث يجعلها تضم ما تبقى من الضفة الغربية وغزة؟
ما هي مصلحة اللاجئين الفلسطينيين من الإتفاق الذي سيحصل بين فتح وحماس إن لم ينص على ضرورة فصل قيادة منظمة التحرير عن قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية بحيث تخضع الأخيرة لرقابة المنظمة.
هل تحدث أحد من الطرفين على ضرورة أن تكون قيادة منظمة التحرير خارج الأراضي الفلسطينية لأنها بمجموعها خاضعة بشكل أو بآخر لسلطة الإحتلال الإسرائيلي (إحتلال مباشر أو مقنع).
هل نفهم أن هذه المصالحة كان الدافع لها أزمة الحكومة في غزة وأزمة الحكم في الضفة الغربية، ونفهم أن الإتفاق هو من أجل هذه الأهداف السخيفة التي لا تغني ولا تسمن الشعب الفلسطيني؟
كيف سيحل هذا الإتفاق مشكلة المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال؟ هذا إذا كانت المقاومة ممنوعة من الضفة وممنوعة من غزة إلى أن تتمكن حماس من تقوية نفسها بشكل يمكنها من مجابهة العدو الإسرائيلي. أي بصيغة أخرى علينا الإنتظار إلى أن يحصل توازن استراتيجي بين حماس والعدو الإسرائيلي. في الوقت الذي تعتدي فيه إسرائيل يومياً على القطاع وتوقع الشهداء من حماس ومن غير حماس. وفي الوقت الذي تتابع فيه إسرائيل تهويد القدس والضفة الغربية من دون أي تصد لهذه الممارسات الإسرائيلية. ولا داعي للقول أن ما ذهبنا إليه ليس من الأهداف المعلنة للمصالحة ما بين عباس وهنية. نحن لا نريد أن نقول أن الإتفاق هو بقصد تقاسم السلطة ما بين فتح وحماس تحت غطاء توحيدي.
إن الإتفاق ما بين فتح وحماس هو هدف يجب العمل على تحقيقه لأن فيه مصلحة للشعب الفلسطيني. ولكن شريطة أن يكون هذا الإتفاق يهدف إلى إيجاد الحلول لما يعانيه الشعب الفلسطيني على الصعيدين المعيشي من جهة وعلى صعيد خدمة القضية الوطنية من جهة ثانية. أما إن لم يكن الإتفاق من أجل ذلك فلا يكون عندها إلا من أجل استمرار الوضع على ما هو عليه، ما يؤدي بالتالي إلى خسارة فلسطين كل فلسطين.
17 آذار 2011 حسن ملاط

هناك تعليق واحد:

خالد احمد محمود يقول...

السلام عليكم
مدونتك هنا
http://starfromlebanon.blogspot.com/
بدليل مدونات لبنان
اشترك به ل اثراء الدليل