بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

السبت، 5 مارس 2011

البطريرك الجديد
يقولون أن البطريرك الماروني أعطي مجد لبنان. وهذا كلام إيجابي لأن فيه اعترافاً أن للبنان مجد، انفرد فيه عن غيره، ألا وهو المقاومة. ففي الدول العربية، لبنان يُعتبر مهد المقاومة التي مرغت أنف إسرائيل، عدوة العرب والمسلمين، هي والإدارة الأمريكية، مرغت أنف إسرائيل في التراب.
ولكن هل البطريرك صفير الذي استقال من سدة البطريركية، يصح فيه هذا الكلام؟
البطريرك صفير كان فريقاً في الخلافات اللبنانية اللبنانية، وكان فريقاً أيضاً في الخلافات المسيحية المسيحية. فهو قد حالف فريق الرابع عشر من آذار ضد فريق الثامن من آذار. وهو قد عادى المقاومة باستمرار. وأيد سمير جعجع وفريقه على العماد عون وفريقه. حتى أن فريقاً لا بأس به من الموارنة رفع شعار أن أحد السياسيين الموارنة هو البطريرك وليس صفير. وما قيامهم بذلك إلا بسبب انحياز البطريرك صفير الفاضح إلى جانب سمير جعجع وفريقه الذي يؤيد السياسة الأمريكية وينحاز إليها بشكل يخالف مصلحة لبنان وشعبه.
ليس هذا فحسب، بل إن البطريرك صفير قد أظهر عداءه للمقاومة، حتى إبان تسجيلها الإنتصار التاريخي على إسرائيل، يوم فر جنودها أمام شعب الجنوب اللبناني المقاوم، جارين وراءهم أذيال الخيبة والهزيمة. في تلك الأيام المجيدة، وقف البطريرك صفير يدافع عن العملاء الذين كانوا يحاربون كرأس حربة مع جيش العدوان الصهيوني. ولم يسجل البطريرك صفير سابقة تهنئة المقاومة بنصرها المؤزر. ولكن انشغل البطريرك وأركان حربه بندائهم الشهير المعادي لسوريا التي كانت تدعم المقاومة.
لن نعدد مآثر البطريرك صفير، فهي أكثر من أن تحصى، فهو من أجل ذلك أعطي مجد لبنان، ولكن أي لبنان؟ أعطي مجد قسم زهيد من اللبنانيين الذين يعادون وطنهم وأمتهم كرمى لعيون الأمريكي وأستحيي من أن أضيف الإسرائيلي، حتى أترك مكاناً للصلح مع هؤلاء، عندما يثوبون إلى رشدهم. ونأمل أن يكون قريباً.
هذا الحديث عن البطرك له مناسبته. فبعد ثلاثة أيام سوف ينتخب المطارنة الموارنة بطريركاً جديداً لأنطاكية وسائر المشرق للموارنة. ونود أن نقول للسادة المطارنة أنكم إن كنتم تريدون أن يحظى البطريرك الجديد على مجد لبنان، فما على هذا البطرك إلا أن يمثل جميع اللبنانيين. فعليه أن يمثل مصالح اللبنانيين، وخاصة المسيحيين منهم. فلا يفعل كما فعل سلفه بإهمال الإرشاد الرسولي، من جهة، وبإهمال مقررات السينودس للكنائس الشرقية، من جهة ثانية. فالإرشاد الرسولي ومقررات السينودس تنص على ضرورة انخراط المسيحيين في محيطهم والتعايش مع شركائهم في الوطن من المسلمين. إن معاداة المقاومة، اللبنانية منها والفلسطينية، ومعاداة العلاقات المميزة مع الجارة الوحيدة، سوريا، هي من العوامل التي تبعد إمكانية التعايش ما بين مختلف فئات المجتمع اللبناني والمجتمع العربي بصورة عامة. وحيث أن الشيء بالشيء يذكر، نسجل بأن البطريرك صفير لم يزر مرة سوريا، علماً ان قسماً كبيراً من رعيته يعيش في سوريا، كما وأن مهد القديس مارون هو سوريا. لذلك نرى المسيحيين المشرقيين الذين يلتزمون بالإرشاد الرسولي وبمقررات السينودس للكنائس الشرقية يحتفلون بذكرى مار مارون في براد في سوريا حيث عاش وخدم رعيته.
ما نريده من البطرك الجديد هو أن يجعل العلاقات اللبنانية اللبنانية أمتن، وأن تكون العلاقات اللبنانية العربية أقوى وذلك بقيادته الحكيمة للطائفة المارونية. إن اللبنانيين، جميع اللبنانيين يريدون تدعيم التواجد المسيحي في الشرق، وهذا هو الهم الذي يحمله بابا الكنيسة الكاثوليكية، وهذا ما وعاه بطريرك الروم الملكيين، لذلك رأينا البطريرك لحام يصرح بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو سبب هجرة المسيحيين. فإحصاء عدد المسيحيين في الأرض المحتلة هو الذي جعله يستنتج أن إسرائيل هي أصل البلاء بهجرة المسيحيين، وليس لا سوريا ولا المقاومات اللبنانية والفلسطينية.
هذه هي مواصفات البطريرك الذي سوف يحمل مجد لبنان. ونحن نريد بطريركاً يحمل مجد لبنان.
6 آذار 2011 حسن ملاط

ليست هناك تعليقات: