من سيرة المصطفى (2)
بعد وصول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أمر بإقامة مسجد قباء وبإقامة سوق للمسلمين. حيث أن سوق المدينة (يثرب) كان يسيطر عليه اليهود، فهم التجار والمرابون. وآخى بين المهاجرين (سكان مكة وأهلها) والأنصار (أهل المدينة). وبذلك يكون النبي عليه الصلاة والسلام قد أرسى قواعد الراحة النفسية للمسلمين، وخاصة المهاجرين منهم، الذين تخلوا عن كل أملاكهم طاعة لله ورسوله، والتزموا الهجرة. والأنصار، بتقديم يد العون لإخوانهم الذين استضافوهم، يكونون قد خففوا عنهم آلام البعاد عن الوطن والأهل والأموال.
وكانت الخطوة التي تلت ترتيب بيت المسلمين، كما يقال، اتجه النبي عليه الصلاة والسلام إلى ترتيب البيت الأوسع، اي الاهتمام بأوضاع المدينة كلها. من هنا نشأت الوثيقة التي وقعت ما بين المسلمين واليهود. هذه الوثيقة التي أرست قواعد الخلاف ما بين المسلمين واليهود بشكل يرضي الله ورسوله. (سيكون لنا وقفات تفصيلية مع هذه الأمور).
وكذلك استقرت أمور المجتمع الإسلامي نسبياً بحيث أنه أصبح بإمكان الرسول أن ينطلق لنشر الدعوة الإسلامية على نطاق واسع. هذا ولم ينس المهمة الرئيسة التي جعلها على عاتقه، وهي محاربة قريش، رأس الكفر. فبعث بالسرايا وخرج بالغزوات. وكان ينتصر أحياناً وينهزم أحياناً أخرى. ولكن البارز أن الهزائم التي مني بها المسلمون، مثل غزوة أحد على سبيل المثال، لم تؤثر على معنوياتهم المرتفعة بقيادة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ثم كان صلح الحديبية، الذي جعل المشركين يعترفون بالكتلة التي يشكلها المسلمون. من يومها حصل المسلمون على شرعية وجودهم من أعدائهم. وكانت هذه الخطوة جبارة بحيث أسماها الله تبارك في علاه فتحاً: "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً"(الفتح 1 ). وأصبح المسلمون مرهوبي الجانب. ولم يعودوا خائفين من أن يتخطفهم الناس.
ما هو المتغير الذي حصل على الصعيد الإيماني؟
أصبح المؤمنون الموجودون خارج المدينة المنورة، تحت ولاية المسلمين. الم يمر معنا في المقالة الأولى أن المؤمنين الذين يوجدون خارج المدينة، أي الذين لم يهاجروا هم خارج ولاية المسلمين؟ كان الإسلام بحاجة ماسة إلى من ينصره. أما الآن فقد أصبح قوياً. فليؤمن الناس ويبقوا حيث هم، ويكونون تحت ولاية المسلمين.
جاء في الكتاب الكريم متحدثاً عن فتح مكة، وعن المؤمنين الموجودين داخل مكة: "هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله. ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم أن تصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء. لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً.(الفتح 25). { معكوفا = محبوسا؛ تطؤوهم = تهلكوهم؛ معرة = مكروه؛ تزيلوا = تميزوا}.
لقد أصبح بالإمكان الدفاع عن المسلمين أنى وجدوا. لقد أصبح الإسلام قوياً. لذلك كان لا بد من تغير الحكم. وهذا ما جاء في الكتاب الكريم في الآية التي سبقت.
3 تشرين الأول 2010 حسن ملاط
بعد وصول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أمر بإقامة مسجد قباء وبإقامة سوق للمسلمين. حيث أن سوق المدينة (يثرب) كان يسيطر عليه اليهود، فهم التجار والمرابون. وآخى بين المهاجرين (سكان مكة وأهلها) والأنصار (أهل المدينة). وبذلك يكون النبي عليه الصلاة والسلام قد أرسى قواعد الراحة النفسية للمسلمين، وخاصة المهاجرين منهم، الذين تخلوا عن كل أملاكهم طاعة لله ورسوله، والتزموا الهجرة. والأنصار، بتقديم يد العون لإخوانهم الذين استضافوهم، يكونون قد خففوا عنهم آلام البعاد عن الوطن والأهل والأموال.
وكانت الخطوة التي تلت ترتيب بيت المسلمين، كما يقال، اتجه النبي عليه الصلاة والسلام إلى ترتيب البيت الأوسع، اي الاهتمام بأوضاع المدينة كلها. من هنا نشأت الوثيقة التي وقعت ما بين المسلمين واليهود. هذه الوثيقة التي أرست قواعد الخلاف ما بين المسلمين واليهود بشكل يرضي الله ورسوله. (سيكون لنا وقفات تفصيلية مع هذه الأمور).
وكذلك استقرت أمور المجتمع الإسلامي نسبياً بحيث أنه أصبح بإمكان الرسول أن ينطلق لنشر الدعوة الإسلامية على نطاق واسع. هذا ولم ينس المهمة الرئيسة التي جعلها على عاتقه، وهي محاربة قريش، رأس الكفر. فبعث بالسرايا وخرج بالغزوات. وكان ينتصر أحياناً وينهزم أحياناً أخرى. ولكن البارز أن الهزائم التي مني بها المسلمون، مثل غزوة أحد على سبيل المثال، لم تؤثر على معنوياتهم المرتفعة بقيادة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
ثم كان صلح الحديبية، الذي جعل المشركين يعترفون بالكتلة التي يشكلها المسلمون. من يومها حصل المسلمون على شرعية وجودهم من أعدائهم. وكانت هذه الخطوة جبارة بحيث أسماها الله تبارك في علاه فتحاً: "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً"(الفتح 1 ). وأصبح المسلمون مرهوبي الجانب. ولم يعودوا خائفين من أن يتخطفهم الناس.
ما هو المتغير الذي حصل على الصعيد الإيماني؟
أصبح المؤمنون الموجودون خارج المدينة المنورة، تحت ولاية المسلمين. الم يمر معنا في المقالة الأولى أن المؤمنين الذين يوجدون خارج المدينة، أي الذين لم يهاجروا هم خارج ولاية المسلمين؟ كان الإسلام بحاجة ماسة إلى من ينصره. أما الآن فقد أصبح قوياً. فليؤمن الناس ويبقوا حيث هم، ويكونون تحت ولاية المسلمين.
جاء في الكتاب الكريم متحدثاً عن فتح مكة، وعن المؤمنين الموجودين داخل مكة: "هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله. ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم أن تصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء. لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً.(الفتح 25). { معكوفا = محبوسا؛ تطؤوهم = تهلكوهم؛ معرة = مكروه؛ تزيلوا = تميزوا}.
لقد أصبح بالإمكان الدفاع عن المسلمين أنى وجدوا. لقد أصبح الإسلام قوياً. لذلك كان لا بد من تغير الحكم. وهذا ما جاء في الكتاب الكريم في الآية التي سبقت.
3 تشرين الأول 2010 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق