من سيرة المسطفى - 5 –
أمر الحديبية: الصلح بين النبي عليه الصلاة والسلام ومشركي قريش.
قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة شهر رمضان وشوالا، وخرج في ذي القعدة معتمرا، لا يريد حربا. واستعمل على المدينة نميلة بن عبدالله الليثي. واستنفر العربَ ومن حوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه، وهو يخشى من قريش الذي صنعوا، أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت، فأبطأ عليه كثير من الأعراب، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب، وساق معه الهدي، وأحرم بالعمرة ليأمن الناس من حربه، وليعلم الناس أنه إنما خرج زائرا لهذا البيت ومعظما له. وكان الناس سبعمائة رجل ، فكانت كل بدنة عن عشرة نفر.
قال الزهري: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي - قال ابن هشام: ويقال بُسْر – فقال: يا رسول الله ، هذه قريش، قد سمعت بمسيرك، فخرجوا معهم العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، وقد نزلوا بذي طوى، يعاهدون الله لا تدخلها عليهم أبدا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدَّموها إلى كُراع الغَميم.
قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ويح قريش! لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب، فإن هم أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن قريش، فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة.
ثم قال: من رجل يخرج بنا عن طريق غير طريقهم التي هم بها ؟
قال ابن شهاب: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمش، في طريق ( تخرجه ) على ثنية المرار مهبط الحديبية من أسفل مكة؛ قال: فسلك الجيش ذلك الطريق، فلما رأت خيل قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم، رجعوا راكضين إلى قريش، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا سلك، في ثنية المرار بركت ناقته.
فقالت الناس: خلأت الناقة، قال: ما خلأت وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة. لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها.
فقال الزهري في حديثه: فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه بديل بن ورقاء الخزاعي، في رجال من خزاعة، فكلموه وسألوه: ما الذي جاء به ؟
فأخبرهم أنه لم يأت يريد حرباً، وإنما جاء زائراً البيت، ومعظماً لحرمته، ثم قال لهم نحواً مما قال لبشر بن سفيان، فرجعوا إلى قريش فقالوا: يا معشر قريش، إنكم تعجلون على محمد، إن محمداً لم يأت لقتال، وإنما جاء زائراً هذا البيت، فاتهموهم وجبهوهم وقالوا: وإن كان جاء ولا يريد قتالاً، فوالله لا يدخلها علينا عنوة أبداً، ولا تحدث بذلك عنا العرب.
قال الزهري: وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلمها ومشركها لا يخفون عنه شيئاً كان بمكة.
قال: ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأخيف، أخا بني عامر بن لؤي، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً قال: هذا رجل غادر؛ فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً مما قال لبديل وأصحابه؛ فرجع إلى قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة أو ابن زبان، وكان يومئذ سيد الأحابيش، وهو أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا من قوم يتألهون، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه، فلما رآى الهدي يسيل عله من عرض الوادي في قلائده، وقد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاماً لما رأى، فقال لهم ذلك. قال: فقالوا له: اجلس، فإنما أنت أعرابي لا علم لك.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبدالله بن أبي بكر: أن الحليس غضب عند ذلك وقال: يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم.
أيصد عن بيت الله من جاء معظماً له! والذي نفس الحليس بيده، لتخلن بين محمد وبين ما جاء له، أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد. قال: فقالوا له: مه، كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به.
قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي، فبعثه إلى قريش بمكة، وحمله على بعير له يقال له الثعلب، ليبلغ أشرافهم عنه ما جاء له، فعقروا به جمل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا قتله، فمنعته الأحابيش، فخلوا سبيله، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض من لا أتهم عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس: أن قريشاً كانوا بعثوا أربعين رجلاً منهم أو خمسين رجلاً، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليصيبوا لهم من أصحابه أحداً، فأخذوا أخذاً، فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعفا عنهم وخلى سبيلهم، وقد كانوا رموا في عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجارة والنبل.
ثم دعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة، فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له، فقال: يا رسول الله إني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكني أدلك على رجل أعز بها مني، عثمان بن عفان. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش، يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنه إنما جاء زائراً لهذا البيت، ومعظماً لحرمته.
قال ابن إسحاق: فخرج عثمان إلى مكة، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة، أو قبل أن يدخلها، فحمله بين يديه، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به؛ فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف؛ فقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبدالله بن أبي بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن عثمان قد قتل: لا نبرح حتى نناجز القوم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة.
فكانت بيعه الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت، وكان جابر بن عبدالله يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعنا على الموت ولكن بايعنا على أن لا نفر.
فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، ولم يتخلف عنه أحد من المسلمين حضرها، إلا الجد بن قيس، أخو بني سلمة، فكان جابر بن عبدالله يقول: والله لكأني أنظر إليه لاصقاً بإبط ناقته. قد ضبأ إليها، يستتر بها من الناس. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي ذكر من أمر عثمان باطل.
قال ابن هشام: وحدثني من أثق به عمن حدثه بإسناد له، عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان، فضرب بإحدى يديه على الأخرى.
قال ابن إسحاق: قال الزهري: ثم بعثت قريش سهيل بن عمرو، أخا بني عامر بن لؤي، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: ائت محمداً فصالحه، ولا يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا، فوالله لا تحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً.
فأتاه سهيل بن عمرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً، قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل. فلما انتهى سهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم فأطال الكلام، وتراجعا، ثم جرى بينهما الصلح.
فلما التأم الأمر ولم يبق إلا الكتاب، وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى، وألسنا بالمسلمين ؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين ؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله؛ قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله.
ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست برسول الله ؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين ؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين ؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ قال: أنا عبدالله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني !
قال: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم؛ قال: فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن أكتب باسمك اللهم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، فكتبها .
ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو؛ قال: فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك؛ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو، اصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يردوه عليه، وإن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطرباً في الحل، وكان يصلي في الحرم، فلما فرغ من الصلح قدم إلى هدية فنحره، ثم جلس فحلق رأسه، وكان الذي حلقه، فيما بلغني، في ذلك اليوم خراش بن أمية بن الفضل الخزاعي؛ فلما رأى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نحر وحلق تواثبوا ينحرون ويحلقون.
ملاحظة: ما تقدم منقول عن إبن هشام.
يقدم لنا السياق السابق أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما سار باتجاه مكة، لم يكن يريد القتال، كما أنه لم يبيت الصلح. ولكنه حمل السلاح. لأن الثقة بالعدو ليست من شيم العقال. كما وأنه إذا افترضنا أنه لم يكن يستبعد الصلح فإن السلام معركة كما الحرب والقتال، يستدعي حشد جميع ما لدى المرء أو المجموعة من أسباب القوة. ولنأخذ على ذلك ثلاثة أمثلة حية:
1 – في فييتنام عندما اضطرت الادارة الأمريكية للتفاوض مع الفييتناميين، لم يقف القتال ، إنما كان أعنف، لأن معركة السلام تتطلب ضغطاً أكبر ومضاعفاً عن المعركة القتالية العنيفة. وحيث أن هذا التكتيك هو الصحيح رأينا أن الإنتصار كان من نصيب الشعب الفييتنامي.
2 – المفاوضات التي تجري الآن بين سلطة محمود عباس (الرئيس المنتهية ولايته للسلطة الفلسطينية) وبين الكيان الصهيوني. فعباس هذا يثق بعدو الشعب الفلسطيني، أعني المفاوض الصهيوني. لذلك حرص عباس وفياض، رئيس حكومته، على ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، إلى أي فصيل انتموا. والشعب الفلسطيني لا يملك من أسباب القوة سوى المقاومة باللحم الحي. لذلك نرى أن العدو الصهيوني يتعامل مع عباس باستخفاف وبعدم احترام. فالعدو يعلن عن وقف الاستيطان مع أنه لم يوقف الاستيطان لأنه يعرف أنه ليس لدى عباس إلا الإذعان لأنه تخلى عن أسباب قوته. من هنا فإن هذه المفاوضات سوف تنتهي بإذعان المفاوض الفلسطيني لجميع شروط العدو.
كما أن عرفات، سلف عباس، لم يرد أن يستفيد من دروس المقاومة الإسلامية في لبنان لا في 1996 ولا في 2000 . علماً أن العالم بأجمعه راى الجيش الإسرائيلي المهزوم ينسحب، يجر أذيال الخيبة وتلاحقه جماهير الجنوبيين من غير سلاح. رغم كل هذا، تخلى عرفات عن انتفاضة الأقصى وراح يفاوض العدو للحصول على ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، القاعدة المادية للتخلي عن فلسطين.
3 – المقاومة الإسلامية في لبنان انتصرت على العدو في مفاوضات ال1996 لأنها لم تتخل عن أسباب قوتها عندما تم التفاوض مع العدو. فهي كانت تكيل له الضربات إبان المفاوضات. وقد كان الإتفاق يومها يمنع العدو من الإعتداء على المدنيين اللبنانيين وللمقاومة الحق بالإستمرار بكيل الضربات لعسكر الصهاينة. والجميع يعرف الذل الذي أصاب الصهاينة عندما كانو ينسحبون من بيروت وهم يتوجهون للشعب اللبناني راجينه عدم إطلاق النار عليهم لأنهم في طريقهم للإنسحاب.
من أجل ذلك حمل النبي عليه السلام السلاح وساق الهدي واتجه إلى مكة معتمراً. كما أنه لم يفته أن يعلن على الملأ أنه ذاهب من أجل العمرة. هذا الإعلام هو بقصد إعلام قريش بالتحديد أنه لم يأت من أجل القتال، أما السلاح فهو لاتقاء غدر العدو.
خلال الطريق علم النبي عليه السلام أن قريشاً قد جهزت سرية لقتاله. لم يعد، إنما حرص على تغيير طريقه حتى لا يلتقي بالعدو، فهو لم يجهز نفسه للقتال.
وصل الحديبية، وعسكر الناس هناك وجهز الرسول نفسه لمفاوضة العدو لذلك رأيناه يقول: "لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألونني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها".
وبدأت المفاوضات، وأصر النبي على مطلبه بضرورة الطواف بالبيت العتيق. من أجل ذلك بعثت قريش بعدة مفاوضين. والملاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف صفة المفاوضين. (ألسنا مأمورين بمعرفة عدونا). لذلك رأيناه يسوق الهدي أمام الحليس، زعيم الأحابيش (جيش مكة) لأنه معروف عنه أنه من المتألهين أي المتمسكين بدينهم.
وكانت نتيجة المفاوضات إتفاقاً. هذا الإتفاق ينص على هدنة مدتها عشر سنين، ومن ضمن شروطها أن العمرة تتم في السنة القابلة.
لم يتخل النبي عليه السلام عن أي شيء، حتى أن عداوته لقريش سوف تستمر، لأنهم لم يدخلوا في الإسلام. ولا زالت قريش زعيمة الكفر فلها السيطرة الإقتصادية والهيمنة الدينية والثقافية والأدبية. فالإنتصار على قريش يعني القضاء على جميع العلاقات الشركية القائمة في الجزيرة العربية. ألم نقل أن هذا ما جعل النبي عليه السلام يحدد أن العدو هو قريش؟
وحيث أن قريشاً هي العدو، لذلك لم نر المسلمين قد عقدوا صلحاً إلا مع قريش. فالصلح يكون بين الأعداء وليس بين الأصدقاء. لذلك أيضاً، لم يقاتل النبي عليه الصلاة والسلام إلا من اعتدى عليه من المشركين وكان يحرص على موادعتهم إلا مشركي قريش كان يحرص على الإنتصار عليهم.
إسرائيل احتلت أرضنا ونحرص على موادعتها ومصالحتها! أين نحن من رسول الله؟
سلبيات صلح الحيبية!
1 – تنص إحدى المواد على أنه إذا جاء أحد الناس إلى النبي مؤمناً من غير إذن وليه، فعليه إعادته للمشركين. هذه هي السلبية الوحيدة التي تُحُدِث عنها. ولكن "رب ضارة نافعة" هذه المادة هي التي أنتجت "حرب العصابات" التي سوف نتحدث عنها في حلقة لاحقة.
2 – تنص إحدى المواد أنه إذا ترك أحد رسول الله وذهب إلى المشركين فلا يحق للمسلمين أن يطالبوا به. طبعاً لأن المسلمين لا يريدون بين صفوفهم إلا المؤمنين حقاً. إذن هذه ليست سلبية.
ننهي فنقول أن الإيجابية الكبرى لصلح الحديبية أنه للمرة الأولى تعترف قريش بأن للمسلمين كيان مستقل عن جميع القبائل، وأن هذا الكيان ليس قبيلة كسائر القبائل. إنما كيان له خاصية أن صفوفه تتسع لجميع الناس وجميع القبائل.
أما الأهم من جميع ما تقدم فهو أن الله تبارك في علاه قد أنزل على رسوله الكريم عقب إتفاق الحديبية: "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً".(الفتح 1 ).
8 تشرين الأول 2010 حسن ملاط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق