بحث هذه المدونالهجرة النبويةة الإلكترونية

حسن ملاط

صورتي
القلمون, طرابلس, Lebanon
كاتب في الفكر الاجتماعي والسياسي والديني. تربوي ومعد برامج تدريبية ومدرب.

الثلاثاء، 23 مايو 2023

التحاق اوروبا بامريكا

 

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2008

تحديث

أسباب التحاق أوروبا القديمة في ركب أمريكا

حسن ملاط

سوف يجتمع الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي بالرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة تسودها الحميمية ، و ذلك لعظم اعجاب الرئيس الفرنسي برئيس الولايات المتحدة و بسياساته الخلاقة. و لا أعلم ان كان سيقدم له فروض الطاعة تكفيرا عن ذنب سلفه ، جاك شيراك، الذي لم يرض أن يسانده في حربه على الشعب العراقي.

و للمصادفة ، ربما ، تأتي هذه الزيارة عشية الاحتفال التقليدي بذكرى انتصار الثورة البلشقية الروسية على الرأسمالية في بلدها . و هي الثورة الشيوعية الأولى في التاريخ الحديث. و نقولها فقط للذكرى لأن الرأسمالية تمكنت من الانتصار مجددا على هذه الثورة و عات الرأسمالية الى روسيا، و ان كانت بشكل مختلف عن نظيراتها في الدول الغربية.

و للمصادفة أيضا فقد ذكرني وجود الرئيس الفرنسي الذي جاء يساند الطاغوت الأكبر بكاتب الخرافات الفرنسي المشهور "لافونتين" و بخرافته الشهيرة " الذبابة و العربة" ( La mouche et la charrue ). و هذه الخرافة تتحدث عن تعثر العربة عندما كان يجرها ثوران عظيمان ، و قد لاحظت الذبابة ذلك و جاءت لتساند هذين الثورين فراحت تقرص الأول و تقرص الآخر و تتفرج ثانية على نتاج جهودها الجبارة في مساعدة هذه الحيوانات. اذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية و آلتها العسكرية التي لم يشهد التاريخ مثالا لها لم تتمكن من الانتصار على الشعب العراقي و مقاومته البطلة، و ان كان هذا الطاغوت لم يتمكن من الانتصار على الشعب الأفغاني و مقاومته المظفرة، و الذي يملك من القوة ما يمكنه من تدمير الكرة الأرضية عدة مرات ، فأين سيجد الرئيس الفرنسي له مكانا في هذه المعمعة ؟ و للذكرى نقول أنه بعد حرب أمريكا و حليفها الاتحاد الأوروبي على يوغوسلافيا السابقة (صربيا) و بعد الانتصار، اجتمع وزراء الحرب في الاتحاد الأوروبي و درسوا الحرب و نتائجها و توصلوا الى النتيجة التالية: انهم متخلفون عسكريا و ليس بامكانهم خوض حرب حديثة. فعليهم ، ان كانوا يبغون وجودا مستقلا عن الولايات المتحدة أن يطوروا صناعتهم العسكرية و الا فسوف يظلون معتمدين على قوة أمريكا. و حيث أنهم لم يقوموا بتطوير هذه الصناعة ، يمكننا فهم السبب الذي يجعل ساركوزي و حليفته و (عدوته ) التقليدية ألمانيا تتجه نفس الاتجاه. أوروبا القديمة ، شيراك و شرويدرو اسبانيا، التي وقفت ضد الولايات المتحدة في غزوها للعراق، عادت على عهد ميركل و ساركوزي لتقدم فروض الطاعة لحامية استغلالهما للشعوب ، أعني الولايات المتحدة الأمريكية.

و حيث أن الشيء بالشيء يذكر ، نسأل ما الذي بامكان بوش أن يتذكره من حليفته الجديدة القديمة فرنسا ؟ اليكم هذا الشريط من الذكريات: قبل أن تستقل الهند الصينية (فييتنام، لاوس و كمبوديا ) و تتخلص من جنود الاحتلال الأمريكي ، كانت مستعمرة فرنسية. و أبت هذه الشعوب الذل و انتفضت على الاستعمار الفرنسي و بدأت حرب هذه الشعوب التي لم تهدأ الا بعد أن أجبرت الجنود الفرنسيين على الانسحاب المذل بعد معركة "ديان بيان فو" الشهيرة و التي انسحب بعدها آلاف الجنود الفرنسيين مطأطئي الرؤوس أمام الحفاة العراة من المقاومين الفييتناميين رافعي الهامات الفرحين بالنصر على المستكبرين. و حيث أن الأمريكان الحاليين هم حفدة الفرنسيين و البريطانيين فقد حملوا هذه الذكرى و أعادوا انتاجها بشكل أكثر اذلال من جدودهم . دخل الأميركيون الى فييتنام بمئات الآلاف من الجنود ، ظانين بأن كثرة العدد ربما ستحقق لهم النصر الذي لم يتمكن أسلافهم الفرنسيون من تحقيقه. و كانت النتيجة معركة سايغون ( هو شي منه ) الشهيرة أيضا و التي على اثرها انسحب مئات الآلاف من الجنود الأمريكان ذليلون ، مطأطئو الرؤوس كما أسلافهم الفرنسيين.

دعونا نترك بوش يتذكر كيف انسحب جنوده أمام الصوماليين أو غيرهم من الأفارقة. أو دعونا نأتي الى لبنان فكما انسحب الفرنسيون انسحب بعدهم جنود المارينز الأمريكان ، جنود النخبة. اذن علينا أن نستنتج أن ذكريات الأمريكان مع الفرنسيين ذكريات مذلة فهل يا ترى سوف يفرح بوش بهذه الزيارة أم أنها ستفجر لديه هذه الذكريات المأسوية؟

على كل فان نجاح ساركوزي في الانتخابات الفرنسية ، أعطت المعلقين في الصحف مادة دسمة . و لكن الملاحظ أن جميع التعليقات كانت بنفس الاتجاه . تقول ليندا هيرد ما يلي : نيكولا ساركوزي المناصر بقوة لسياسات إدارة بوش الخارجية والذي وصفه المراقبون بأنه "محافظ جديد أمريكي بجواز سفر فرنسي" والذي يلقبه العامة بأنه "ساركو الأمريكي."
ثم تضيف قائلة : وقال حينها ( ساركوزي): "لا داعي لأن أؤكد على الارتباط العضوي لكل يهودي بإسرائيل باعتبارها وطناً ثانياً له. ليس هناك ما يضير في هذا الأمر. إن في داخل كل يهودي خوفاً يتوارثه جيلاً بعد جيل، وهم يعرفون أنهم إن فقدوا الإحساس بالأمان في يوم من الأيام في البلاد التي يعيشون فيها فإن هناك على الدوام مكاناً مستعداً لأن يستقبلهم. وهذا المكان هو إسرائيل." ( نفس الاتجاه البوشي بالنسبة لتأييد اسرائيل).

و تقول أيضا : هذه القدرة على التعاطف مع اليهود التي لساركوزي ربما يزيد من قوتها حقيقة نسبه اليهودي. فجده لأمه، آرون ملاح، الذي كان ساركوزي شديد التعلق به في طفولته كان يهودياً يونانياً من سالونيكا ومنها هاجر إلى فرنسا عام 1917. أما باقي أفراد العائلة فكانوا ناشطين بارزين في الحركة الصهيونية.
أولاً، يقال إن ساركوزي صديق مقرب جداً من بنيامين نتنياهو، السياسي الإسرائيلي اليميني ورئيس الوزراء السابق الذي يريد خلافة إيهود أولمرت بعد الفضيحة التي تسببت له بها حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان.

ثانياً، شأن معظم الساسة الأمريكيين الراغبين في خلافة الرؤساء، فقد قدم ساركوزي فروض الطاعة للإيباك، اللوبي الأمريكي الموالي لإسرائيل، وزار القدس واعتبر أن زيارته لنصب فاد فاشيم للمحرقة اليهودية مثلت نقطة انعطاف في حياته. أما وعوده بزيارة الضفة الغربية وقطاع غزة فلم تتحقق حتى الآن....

نهاية مايو الماضي أعلن ساركوزي عن تشكيلة حكومته الجديدة والتي تضمنت السياسي الاشتراكي بيرنار كوشنير المناصر بقوة للولايات المتحدة وغزو العراق ليكون وزيراً للخارجية. كما عين وزيرة الدفاع السابقة ميشيل أليو ماري العازمة على استعادة العلاقات القوية مع الولايات المتحدة في منصب وزيرة الداخلية. كما عين ساركوزي صديقه بريس هورتفيو وزيراً للهجرة والهوية الوطنية.

وكان هورتفيو عقب أحداث الشغب في 2005 قد ألقى باللائمة عنها على عدم قدرة المهاجرين من دول المغرب العربي على الانسجام مع المجتمع الفرنسي. وقال حينها إن "السياسة الحضرية الفرنسية منذ 20 عاماً وهي تعمل على رتق الشقوق غير أنها لم تتمكن حتى الآن من حل المشكلات الجوهرية التي تخص استيعاب المهاجرين من شمال إفريقيا وأبنائهم في المجتمع الفرنسي" كما تعهد "بإيجاد طريقة للخروج من هذه الحالة بالتصميم والعزم."

على قمة أولويات السياسة الخارجية لساركوزي تأتي قضية تعزيز العلاقات بين باريس وواشنطن التي اعتراها التوتر نتيجة غزو العراق. وقال في خطابه لأنصاره بعد فوزه بالانتخابات: "أريد أن اتصل بأصدقائنا الأمريكيين لأقول لهم إن بمقدورهم الاعتماد على صداقتنا."
ولم ينتظر ساركوزي طويلاً قبل أن تأتيه مكالمات التهنئة من بوش وبلير، فيما قال السيناتور الديمقراطي تشارلز سكامر لسي إن إن: "أتمنى أن يكون لفرنسا رئيس لا يتصف بمواقف مسبقة ضد الولايات المتحدة."

وكان ساركوزي قد عبر عن تضامنه مع الرئيس جورج بوش بخصوص العراق خلال زيارته للرئيس الأمريكي في سبتمبر الماضي. وهناك في واشنطن انتقد ساركوزي بشدة مواقف بعض وزراء حكومته لمواقفهم المعارضة للحرب وقال لمضيفيه: "إنه ليحق لكم أن تشعروا بالقرف منا على هذه المواقف."

و جاء في أحد المواقع الاخبارية المغربية مايلي : مقتطفات من مقالة بعنوان الوجه الخفي لساركوزي


هل هناك وجه خفي لنيكولا ساركوزي؟ هل للرجل توجهات يمينية محافظة تقترب من خط "المسيحية الصهيونية"؟ وبماذا يفسر ساركوزي كل هذا الحرص على حماية "أمن إسرائيل"؟ هل لجذور "ساركوزي" ووزير خارجيته "كوشنير" اليهودية تأثير في السياسة الخارجية المساندة للإسرائيليين؟ هذه أسئلة أصبحت تتردد في الساحة السياسية الفرنسية مع بروز المواقف المتشددة لساركوزي ولوزير خارجيته "برنار كوشنير" إزاء الملف الإيراني؛ الأمر الذي وصل بالخارجية الفرنسية إلى تبني خيار "احتمال الحرب".
في مسألة مساندة نيكولا ساركوزي لإسرائيل بالذات فجّر النائب الاشتراكي "جورج فريش" والمعروف بانتصاره لإسرائيل قنبلةً صامتة أهملتها وسائل الإعلام الفرنسية، وكانت عقب انتخاب ساركوزي رئيسًا لفرنسا مباشرة؛ ففي حفل نظّمه المركز الثقافي اليهودي بمدينة مونبلييه جنوب غرب فرنسا يوم 24/6/2007، خاطب فريش الحضور قائلاً: "أنا فخور بأن فرنسا قد انتخبت بالانتخاب المباشر والعام رجلاً يهوديًّا رئيسًا للجمهورية"، وأضاف فريش: "لقد كان لنا (أي اليهود) ليون بلوم رئيس وزراء، وكان لنا منداس فرونس رئيس وزراء كذلك، ولكن لم يكن لنا أبدًا يهودي رئيسًا للجمهورية"، وختم فريش قائلاً: "والآن لكم كذلك كوشنير وزيرًا للخارجية (يهودي) فماذا تريدون أكثر؟".

خطاب فريش الذي لم تتناقله وسائل الإعلام الفرنسية -التي تهمل تقليديًّا كل المعلومات الشخصية المتعلقة بالانتماء الديني بحكم طابع الدولة للعلمانية الفرنسية- تضمّن عبارة مثيرة للاهتمام أيضًا، وهي أنه تعرّف على نيكولا ساركوزي على ضفاف بحيرة طبرية قرب الجولان على الحدود السورية الإسرائيلية في حزيران/ يونيو 1967 بعد أيام قليلة من احتلال إسرائيل لقطاعات كبيرة من الأراضي العربية، إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو "النصر" الذي اعتبره العديد من ساسة إسرائيل "نصرًا إلهيًّا لشعب الله المختار".
ماذا كان نيكولا ساركوزي يفعل على ضفاف بحيرة طبرية على تخوم الجولان المحتل حديثًا، في فترة أدان فيها العالم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية؟ هذا سؤال لم يجب عنه جورج فريش.

أوليفيا زامور، منسقة منظمة "أورو فلسطين" الفرنسية المساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، ترى أن السياسة الفرنسية الخارجية تجاه القضية الفلسطينية تغيرت منذ انتخاب ساركوزي، وتقول: "إن ساركوزي ووزير خارجيته أخذا مكان توني بلير في الولاء للولايات المتحدة".
في الساحة السياسة الفرنسية بدأت ملامح الانتقادات تظهر إزاء التغيير الجديد في السياسة الخارجية الفرنسية، أول الانتقادات جاء من الحزب الحاكم نفسه، حيث انتقد دومينيك دوفيلبان الوزير الأول السابق ووزير الخارجية الأسبق والذي ألقى خطاب فرنسا الشهير المناهض لغزو العراق سنة 2003.. انتقد ما اعتبره "انحرافًا" في سياسة فرنسا الخارجية.
بينما انتقدت الجبهة الوطنية اليمينية سياسة وزير الخارجية وأصدرت بيانًا تعجبت فيه من حادثة غريبة وقعت في مقر الخارجية الإسرائيلية يوم 11 أيلول/ سبتمبر 2007، حينما حضر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ندوة صحفية جمعته مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني؛ فيومها -يقول بيان الجبهة- وجّه صحفي إسرائيلي سؤالاً لوزير الخارجية الفرنسي حول موقف فرنسا من الاختراق الجوي الإسرائيلي للأراضي السورية، والغريب كما يقول الحضور أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية كتبت في الوقت ذاته ورقة صغيرة وضعتها أمام برنار كوشنير الذي قرأها وقال "إن فرنسا ليس لها علم بما وقع"، وعلّق بيان حزب الجبهة الوطنية قائلاً: "برنار كوشنير وزير خارجية من؟"، أي بعبارة أخرى: هل أصبح برنار كوشنير وزير خارجية إسرائيل؟.

و كتب محمد صلاح : وعندما تسلّم ساركوزي مقاليد الحكم في بلاده بدأت إرهاصات هذه السياسة تتبلور؛ فقد استبعد استئناف الحوار على مستوى رفيع مع سوريا بحجة عدم توفر الظروف الملائمة لذلك, وقال في لقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس: "إنه في الوقت الراهن الظروف لاستئناف الحوار على مستوى رفيع مع السلطة السورية غير متوافرة". وهي السياسة نفسها التي تسير عليها الولايات المتحدة.

كما دعا ساركوزي المجتمع الدولي إلى إبداء المزيد من الشدة إزاء السودان، في حال رفضها التعاون بشأن إقليم دارفور... كما سار ساركوزي على الخطى الأمريكية في الشأن الفلسطيني وانحاز لعباس في خلافه مع حماس.

و كتب محمد بوبوش : انه لشرف لهوبير فيدرين أنه رفض هذا المنصب (منصب وزير الخارجية) الذي عرض عليه قبل كوشنير، أو قل إنه وضع شروطاً للقبول به. نقول ذلك ونحن نعلم أن فيدرين الذي كان وزيراً للخارجية لمدة خمس سنوات في عهد جوسبان يرفض التبعية لأميركا على عكس كوشنير وساركوزي. وعلى الرغم من ان هذا الأخير قال له بأنه ليس أطلسياً، أي بوشياً، الى الحد الذي يصورونه، إلا أن الجميع يعلم أن السياسة الخارجية الفرنسية ستكون متناغمة تماماً مع واشنطن هذه المرة.

وهكذا فلتت حقيبة الخارجية من يد فيدرين وذهبت الى كوشنير الذي يتمتع بخبرة طويلة عريضة أيضا في مجال السياسة الخارجية. وهو صاحب شعار حق التدخل في شؤون الدول الأخرى اذا ما اضطهدت شعوبها أو إحدى فئاتها أو اذا ما داست على مبدأ حقوق الإنسان. وهذا يشبه شعار الحرب الوقائية لبوش. أما فيدرين فيرى في هذا المصطلح الذي اخترعه كوشنير نوعاً من العودة إلى زمن الاستعمار.. وعموماً فإن الرجلين يختلفان على معظم ملفات السياسة الخارجية الفرنسية، سواء أكان الأمر يتعلق بالصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أم بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أم بقضايا أخرى.

ثم يضيف قائلا : وفي ما يخص الصراع العربي ـ الإسرائيلي لم يعد لديغول من وجود. فالتطابق أصبح الآن كاملا بين السياسة الخارجية الفرنسية والسياسة الخارجية الأميركية والإسرائيلية.

و بالنسبة للحريات يقول بوبوش : بقيت مسألة الحريات الداخلية في فرنسا. الكثيرون قلقون بسبب هيمنة النظام الجديد على كل وسائل الإعلام الفرنسية تقريبا.

قالت صحيفة لوفيغارو إن القلق الروسي والارتباك الصيني والمخاوف العربية والتململ التركي من التوجهات الدبلوماسية للرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي وما يقابل ذلك من ترحيب أميركي وتحمس بريطاني (وسرور إسرائيلي) كلها مؤشرات على مدى اختلاف ردات الفعل العالمية على السياسة الخارجية المرتقبة لهذا القادم الجديد على الساحة الدولية.

لكن لوفيغارو لاحظت هوة كبيرة بين الأحكام الخارجية على هذه التوجهات وبين تحليل خبراء السياسة الخارجية في باريس, مشيرة إلى تقليل هؤلاء الخبراء من أهمية فكرة "القطيعة" الدبلوماسية التي يجري الحديث عنها.

ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين السياسيين الفرنسيين ذهابهم إلى الاعتقاد أنه سيفضل الخيار الواقعي في تعامله مع السياسة الخارجية, مشيرين إلى أن ورقة "القيم" التي لوح بها ساركوزي مساء الأحد الماضي أمام العالم لا بد أن تتماشى مع الحقائق الصعبة على الأرض, ومع ميزان القوى الدولية, ومع المصالح الاقتصادية.

وحسب هؤلاء المحللين فإن التقلبات الكبيرة التي توقعها بعض الناس في الخارج وخشيها بعض آخر لن تكون بتلك الحدة بسبب براغماتية القادم الجديد على الساحة الدولية, الحريص على إبراز اختلافه عن سلفه دون أن يعني ذلك استعداده للتضحية من أجل أيديولوجية جديدة.

أما صحيفة لاكروا فذكرت أن ساركوزي حاول في السنوات الأخيرة اكتساب تجربة على الساحة الدولية, ففضلا عن أوروبا التي يعرفها جيدا سافر الرئيس الفرنسي الجديد خلال هذه السنوات إلى أفريقيا والصين والولايات المتحدة وإسرائيل, وفي كل مرة كان يحظى باستقبال على أعلى المستويات.

وحرصا منه على الحصول على مكانة دولية لم يترك ساركوزي إبان توليه وزارة الداخلية أو وزارة المالية فرصة سفر إلى الخارج إلا اغتنمها, مشيرة إلى أنه حاول في كل مرة إبراز اختلافه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

وقالت الصحيفة إنه بدأ تلك الجهود منذ 2002 بزيارة لبريطانيا ثم للصين ثم للسنغال فمالي وبنين... إلخ.

ونبهت إلى أنه لم يترك خلال تنقلاته تلك فرصة مقابلة زعيم أية دولة يزورها إلا قابله, بل وصل ذلك إلى إبرام صداقات حميمة مع بعض الرؤساء كالرئيس الغابوني عمر بونغو.

ويتوقع المحللون أن لا يحدث تغير كبير لسياسة فرنسا تجاه روسيا والصين بسبب تنسيق فرنسا لمواقفها مع حلفائها في الاتحاد الأوروبي فيما يخص هاتين الدولتين, لكنهم رجحوا تناقص ما كان يطبع تلك العلاقات من حميمية.

أما الولايات المتحدة فتنقل لوفيغارو عن المحللين قولهم إنهم يرون أن هناك عائقين أساسيين أمام مصالحة ساركوزي معها, أولهما النية المعلنة لساركوزي في مراجعة الوجود الفرنسي بأفغانستان الأمر الذي لن يكون مصدر ارتياح لدى الأميركيين, وثانيهما الالتزام القوي الذي قطعه الرئيس الفرنسي الجديد على نفسه يوم الأحد الماضي بشأن معاهدة كيوتو والاحتباس الحراري.

أما موقفه من قضية الشرق الأوسط, فإن لاكروا تؤكد أن ساركوزي مناضل لا يمل ضد ما يسمى "معاداة السامية" وأنه بذلك يعتبر في إسرائيل صديقا قويا.

أما لبنان فإن ساركوزي -حسب لاكروا- لا يشاطر شيراك الأهمية التي يوليها له, لكنه قال بعيد مقابلة له مع الرئيس المصري حسني مبارك يوم 18 أبريل/نيسان الماضي إنه لن يهمل لبنان, بل يعتبره "مهما جدا", لكنه "ليس الوحيد..".

أما المغرب العربي فإن الصحيفة ذكرت أن ساركوزي حين كان وزيرا للداخلية عقد مع دوله علاقات, فزار المغرب أربع مرات والجزائر ثلاث مرات وتونس مرتين.

وأضافت أنه يود ضم تلك الدول وإسرائيل ودول أخرى على البحر الأبيض المتوسط إلى "الوحدة المتوسطية" التي يرغب في أن ترى النور.

وقال بيرل في مقابلة له اليوم مع لوفيغارو إنه يرحب بمقدم رئيس فرنسي متحرر من الهوس الديغولي بالتميز عن خط السياسة الأميركية, رئيس لا يأتي من الأوساط التي تنظر إلى فرنسا كمعارض للولايات المتحدة.

وأكد أن "السياسة العربية" لفرنسا كانت من أسوأ وأفشل السياسات الخارجية في العالم الحديث.

وتساءل بيرل عن ما جنته فرنسا من تلك السياسة, قائلا "أوجدوا لي أي فائدة في سياسة فرنسا المحابية للدكتاتوريات العربية".

وقال إن فرنسا في ظل شيراك لم تعارض غزو أميركا للعراق فحسب, بل عملت ما في وسعها لتعقيد المهمة الأميركية هناك, الأمر الذي قال إنه يخالف روح الصداقة.

هذا بشأن السياسة الخارجية الفرنسية ، أما بالنسبة لسياسة ميركل الخارجية فانه مع علمنا بأنها لا ترتدي تلك الأهمية الا اننا علينا أن نشير انها أصبحت أكثر نشاطا مما كانت عليه في السابق و أنها باتجاه السير في ركاب الولايات المتحدة .

جاء في جريدة القبس الكويتية مايلي : تاريخ الطباعة: 18/10/2007

أما على صعيد السياسة الخارجية وبالخصوص ملف الشرق الأوسط، فيرى الصحفي اللبناني أن ألمانيا لم تستطع تحقيق نجاحات ملموسة. يعزوغسان أبو حمد ذلك إلى ثلاثة أسباب، وهي ارتباط السياسة الخارجية الألمانية بالسياسة الخارجية الأمريكية، و طبيعة قضايا الشرق الأوسط الشائكة والمعقدة، كما أن فترة الرئاسة قصيرة ومن ثم من الصعب تحقيق أي نجاحات خلالها.

و كتب باتريك سيل في، ديلي تلغراف، 8 يناير



وكانت المستشارة الألمانية ميركل، قد سجلت زيارة قريبة لواشنطن، حيث جمعتها مأدبة عشاء عمل مشتركة مع الرئيس جورج بوش. هذا ويعرف عن ميركل عمق إيمانها وشدة حماسها لضرورة بناء علاقات تحالف وطيدة بين أوروبا والولايات المتحدة، مع العلم بأن هذه العلاقات كانت قد شرختها وصدعت جدرانها حرب بوش الأخيرة على العراق.

وفي عمق رؤية ميركل، إنشاء سوق عبر أطلسية عملاقة مشتركة بين جانبي المحيط الأطلسي، أي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وكندا. وفي اعتقاد ميركل أن في وسع سوق كهذه أن تعزز تدفقات التجارة والاستثمارات بين أكبر معسكرين اقتصاديين عالميين.

ومن قناعات ميركل أنه ليس في مقدور أوروبا وحدها أن تلعب دوراً في الشرق الأوسط، دون شراكة فاعلة بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية.

و كتبت مراسلة جريدة عكاظ عهود مكرم : وقالت منسقة العلاقات الامريكية الالمانية كارستين فوجت لـ «عكاظ» ان التوجه الالماني الجديد يهدف الى اعادة الدفء للعلاقات بين البلدين واعادة التوافق حول الاوضاع في البلقان وافغانستان مع ان برلين تفضل الحلول الدبلوماسية للازمة الايرانية.

و من الجدير ذكره أن ساركوزي و ميركل كانا قد أعلنا عن القيام بمهام تخفف الضغط عن الولايات المتحدة : برلين 10 سبتمبر 2007 (وا ت) أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين في ختام قمة غير رسمية في ميزيبرغ في ألمانيا أن البلدين سيعززان التعاون بينهما في أفغانستان من خلال تدريب جنود وكوادر.

وقالت ميركل لقد التزمنا معا في مكافحة الارهاب واعادة الاعمار مضيفة ان البلدين سيعملان معا على تدريب جنود افغان في اطار لوجستية مشتركة بينهما.

من جهته قال ساركوزى نريد العمل مع اصدقائنا الالمان للمساعدة على اعادة اعمار افغانستان وعلى تدريب مسؤولين في الدولة الافغانية واحلال بعض السلام والامن في بلد بامس الحاجة اليهما.

ويقوم خمسين مدربا فرنسيا حاليا بتدريب الجيش الافغاني ومن المقرر رفع عددهم الى مئتين بحلول نهاية السنة.

وذكرت صحيفة سودويتشي تسايتونغ ان 186 جنديا المانيا من اصل حوالى ثلاثة الاف ينتشرون في افغانستان يتولون تدريب القوات الافغانية كما تقود المانيا قوة اوروبية من 160 شرطيا وخبيرا مكلفة تدريب الشرطة الافغانية.

و أخيرا لا بد من طرح السؤال التالي : لماذا تريد فرنسا و ألمانيا أن تنتهجا في السياسة الخارجية نهجا محابيا للولايات المتحدة و ليس نهجا مستقلا؟

أعتقد أنه في السياسة الدولية لا مكان للعواطف و المحاباة، انما المصالح هي التي تلعب الدور الرئيس في اختيار السياسات. لقد مر معنا في سياق هذه المقالة أن وزراء الدفاع في الاتحاد الوروبي قد توصلوا الى نتيجة تقول بأن الاتحاد الأوروبي متخلف عسكريا. و بعد أن تبين واضحا بأن المال بحاجة لمن يحميه لذلك لا بد للاتحاد الأوروبي من حام له و قوي . و هذا الدور ليس بامكان سوى الولايات المتحدة أن تلعبه. خاصة و أن العولمة الليبيرالية هي ليبيرالية بقدر ما تحقق مصالح المستثمرين التابعين للمركزأي للولايات المتحدة. فآلية رأسمال الخاصة ليس لها أن تفعل الا من ضمن مصالح الأقوى. أما الآلية الخاصة للرأسمال و المستقلة عن السياسة ليس لها وجود الا في كتب الاقتصاد و الاقتصاد السياسي . اليكم هذا المثال : فقد كسبت احدى شركات ادارة الموانىء في دبي عقدا لاستثمار ميناء نيويورك. ماذا جرى . لم تقبل الولايات المتحدة بهذه الصفقة علما أنه لا مشاكل قانونية بالنسبة لها ، الا أن الادارة الأمريكية ، حتى تجبر هذه الشركة العربية التخلي عن هذا الاستثمار اعتبرت أن ادارة الشركة الاماراتية لميناء نيويورك يشكل خطرا على الأمن القومي الأمريكي . و النتيجة أن هذه الشركة أجبرت على التخلي عن هذا الاستثمار المربح. أين الآلية الخاصة للرأسمال و التي يبشر بها الرأسماليون القابضون على زمام السلطة؟

اعتقادي أن الاتجاه الفرنسي و اللماني في السياسة الخارجية و الذي يتجه للتبعية للولايات المتحدة المريكية و بصرف النظر عن هوية القابضين على السلطة في واشنطن، ان كانوا جمهوريين أو ديموقراطيين /ا هو الا لتأمين الحماية العسكرية لنهبهم للعالم الثالث، حيث أنهم غير قادرين على تأمين مثل هذه الحماية لأنفسهم . علما أن هناك سببا أقل أهمية و هو عدم السماح بهزيمة الولايات المتحدة على أيدي الشعوب المستضعفة سواء في العراق أو افغانستان او الصومال أو فلسطين... و علينا أن لا ننسى أن سلف ساركوزي ، جاك شيراك كان قد صرح في قمة الخلاف مع الولايات المتحدة أن مايجمعه بأمريكا هو ما نسبته 97% . و بعد أن تعثرت مهمة الولايات المتحدة في دمقرطة العراق و لاحت في الأفق هزيمة الولايات المتحدة ، انبرى شيراك و بصوت عال للقول أنه لن يقبل لا هو و لا العالم الحر بهزيمة الولايات المتحدة . أي على جميع دول الاستكبار التجمع و الاتحاد للانقضاض على الشعوب المستضعفة. قديما قيل ملة الكفر واحدة.
العرب والعولمة تشرين الثاني - نوفمبر 2007

مرسلة بواسطة فكر وتربية في 1:24 م  

التسمياتإقتصاد

 

 

ليست هناك تعليقات: